أسعار سلة “أوبك” تحقق أعلى نسبة ارتفاع بجلسات متتالية منذ 2008
شهد سعر سلة أوبك تذبذبا وبشكل ملحوظ الفترة الماضية، فارتفع السعر من 40.47 دولار للبرميل في 25 أغسطس إلى 47.77 دولار للبرميل في الأول من سبتمبر الجاري، أي في خمس جلسات، وبنسبة 18%، وهي أعلى نسبة ارتفاع يحققها الخام في سلسلة ارتفاعات متتالية منذ نهاية 2008 حيث حقق ارتفاع بـ 38.8% في الفترة بين 24 ديسمبر 2008 و6 يناير 2009 (في 6 جلسات متتالية).
وجاء ارتفاع أسعار سلة أوبك في نهاية أغسطس بعد تراجعه لـ 8 جلسات متتالية ( بين 13 و 25 أغسطس ) خسر فيها 15.3% من قيمته، وهي أكبر نسبة تراجع يسجلها الخام في تراجعات متتالية منذ نهاية ديسمبر الماضي، حيث تراجع في 7 جلسات كانت بين 29 ديسمبر 2014 و 7 يناير 2015 وبنسبة 21.9%.
وبعد الارتفاعات المتتالية تراجع سعر سلة أوبك في جلسة 2 سبتمبر الجاري بـ 4.69% قبل أن يرتفع في الجلسة التالية لها بـ 4.04%، وبذلك نلحظ حجم التذبذب الذي شهده الخام خلال الفترة الماضية.
وفي الفترة الأخيرة نجد عددا من الأحداث التي أثرت وبشكل كبير في حركة أسعار النفط ففي يوم 25 أغسطس استيقظت أسواق النفط على خبر تخفيض الصين أسعار الفائدة وحجم الاحتياطي الإلزامي لدى البنوك، وذلك للمرة الثانية في شهرين، في أحدث خطواتها لتحفيز النمو ودعم الاقتصاد المتباطئ، وهو ما ساعد في تعافي الاسهم الاوروبية والامريكية.
وفي اليوم نفسه أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة سجلت هبوطا حادا مع ارتفاع معدلات التشغيل في مصافي التكرير.
في حين أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم 26 أغسطس الماضي تراجعا حادا في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة مع تهاوي الواردات في حين زادت مخزونات البنزين ونواتج التقطير رغم انخفاض معدلات التشغيل في مصافي التكرير.
وفي يوم 27 أغسطس سادت حالة من التفاؤل بعد بيانات قوية للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وتلميحات الي أن زيادة لأسعار الفائدة في سبتمبر غير مرجحة.
كما شهدت أسواق الأسهم العالمية حالة من الارتفاع بفعل آمال بأن إجراءات اتخذتها الحكومة الصينية لتحفيز الاقتصاد ستؤتي ثمارها.
وفي 28 أغسطس تناقلت وسائل الإعلام تعليقات لمسؤول بمجلس الاحتياطي الاتحادي وبيانات أمريكية إيجابية في مجملها تدعم الاعتقاد بأن أكبر اقتصاد في العالم يمضي في مسار نمو مستقر.
وفي 30 أغسطس قال لي كه تشيانغ رئيس وزراء الصين إن الاقتصاد ينمو بوتيرة “معقولة” وإن الحكومة يمكنها التصدي بشكل طيب للأخطار التي تواجه البلاد على الرغم من الضغوط المتزايدة.
بينما وفي 31 أغسطس تم الإعلان عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي نظيره في فنزويلا لمناقشة الخطوات الممكن اتخاذها لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط، كما دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لعقد اجتماع طارئ لأوبك.
وفي الوقت ذاته أظهرت بيانات تراجع انتاج النفط الأمريكي، وقالت منظمة أوبك: إنها مستعدة للتحدث مع المنتجين الآخرين بشأن هبوط الأسعار.
وأشارت توقعات أوبك إلى زيادة المعروض في الأسواق بأكثر من مليوني برميل يوميا بسبب زيادة الإنتاج من بعض الدول الأعضاء في المنظمة مثل السعودية والعراق.
وفي الأول من سبتمبر قال معهد البترول الأمريكي إن مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة زادت 7.6 مليون برميل في حين كانت التوقعات تشير إلي استقرارها.
كما تم الإعلان عن بيانات ضعيفة للقطاع الصناعي الصيني جددت المخاوف بشأن سلامة اقتصاد أكبر بلد مستهلك للمعادن في العالم.
في الوقت ذاته أشار تقرير معهد إدارة التوريدات إلى تباطؤ وتيرة نمو القطاع الصناعي الأمريكي في أغسطس إلى أدنى مستوى لها في أكثر من عامين.
وفي الثاني من سبتمبر الجاري أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات الخام بالولايات المتحدة على غير المتوقع مع انخفاض استهلاك مصافي التكرير للأسبوع الرابع وصعود الواردات في حين تراجعت مخزونات البنزين.
وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن بلاده وقعت اتفاقا مع الصين تحصل بمقتضاه على قرض بقيمة خمسة مليارات دولار لزيادة إنتاجها من النفط الخام.
وفي يوم 3 سبتمبر أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو أن روسيا وفنزويلا بحاجة إلى توحيد جهودهما لرفع أسعار النفط لكنه رفض توضيح أي إجراء محدد بما في ذلك خفض الإنتاج، وهو ما يشير إلى عدم وصولهما لاتفاق محدد بشأن إنتاج النفط.
وقال البنك المركزي الأوروبي إنه قرر الإبقاء على سقف مشترياته الشهرية من السندات عند 60 مليار يورو دون تغيير لكنه رفع النسبة التي قد يشتريها في الإصدار الواحد إلى 33% من 25%، وهو ما مثل دفعة ساعدت الأسواق الأوربية على الارتفاع.
وأظهر تقرير لمعهد إدارة التوريدات أن نمو قطاع الخدمات الأمريكي ظل قويا في أغسطس لكنه تراجع عن ذروته في عشر سنوات التي لامسها في يوليو مع تراجع الطلبيات الجديدة والتوظيف والأسعار على أساس شهري.
وكانت الأحداث السابقة خلال فترة الارتفاعات، بينما وفي فترة التراجعات كان قد زادت المخاوف من تخمة المعروض العالمي بعد بيانات تظهر زيادة كبيرة في المخزونات الأمريكية الرئيسية، وتوقعات برفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة مرتين هذا العام على أن تكون الزيادة الأولى في سبتمبر الجاري في أول رفع للفائدة في الولايات المتحدة خلال نحو عشر سنوات، كذلك تزامن مع وجود مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عنيف أو إفلات الزمام من يد السلطات الصينية.