الاسواق العالمية

أسواق المال العالمية والخليجية ترتفع قبيل قرار “الفيدرالي”

4921259_1024

 

 

تترقب أسواق المال العالمية والإقليمية، اليوم الأربعاء، نتائج اجتماع لجنة السوق الأمريكي للاحتياطي الفيدرالي، وقراره حول رفع الفائدة، بعد عام من التلميحات التي جاءت تارة بالرفع وأخرى بالتثبيت.

ففي الوقت الذي حذر فيه كثير من الاقتصاديين برفع أسعار الفائدة، استطاعت أسواق المال العالمية والخليجية اليوم امتصاص صدمة توقعات أغلب آراء المحللين برفع الفائدة.

وشهدت أسواق المال الخليجية ارتفاعات شبه جماعية، باستثناء مؤشر مسقط، الذي انخفض بنحو طفيف، إضافة إلى غياب بورصة البحرين، فيما شهدت أربعة أسواق خليجية أخرى ارتفاعاً ملحوظاً بقيادة بورصة دبي.

ويتم مساء اليوم الأربعاء، الإعلان عن قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.

قال المستشار المالي والمتخصص في أسواق المال المحلية والعالمية- محمد الشميمري، إنه من الممكن أن يجمع المتاجرون والاقتصاديون وبيوت الخبرة على رفع الفائدة لعدة أسباب من أهمها التحسن المستمر لقطاع التوظيف الذي جاء فوق التوقعات عند 211 ألف وظيفة، وبقاء معدل البطالة تحت أهداف الفيدرالي عند 5%.

في السياق ذاته، قال المحلل المالي حمود الشمري، إن رفع الفائدة سيزيل حالة عدم الاستقرار بالأسواق، ويؤكد استقلالية الفيدرالي، كما يؤكد تحسن الاقتصاد الأمريكي.

ويرى “الشمري” أن البيانات الأخيرة للاقتصاد الصيني تدل على بداية التوازن مما سيحد أثر رفع الفائدة الأمريكية على أكبر اقتصاد ناشئ.

من جهته قال المحلل المالي، حمود الشمري لـ “مباشر”، إن هذا السيناريو يمكن أن يعيد الاتجاه الصاعد القوي على الدولار الأمريكي من جديد، وقد نشهد أرقاماً جديدة لمؤشر الدولار الأمريكي قبل أيام من انتهاء عام 2015”.

أما في حال إبقاء الفيدرالي لأسعار الفائدة دون تغيير، أكد “الشمري” أن هذا القرار سيكون بوقع المفاجأة الصادمة للأسواق وتظهر عودة من جديد لسياسة الانتظار والترقب التي اتبعها الفيدرالي لفترة من الزمن.

وتابع: أنه قد لا يصب في مصلحة الدولار الأمريكي، وقد يوجه الدولار في اتجاه هابط قد يستمر خلال الربع الأول من العام المقبل”.

ولفت “الشمري”، إلى أن حجم الرفع سيكون بحدود 25 نقطة أساس، وهو أول رفع من بداية التخفيض قريب فائدة صفرية قبل سبع سنوات، كما أن تصريح الفيدرالي أن الرفع المستقبلي سيكون بوتيرة بطيئة تراعي الأحوال والبيانات الاقتصادية.

من جهته توقع محمد الشميمري، في حديثه لـ”مباشر” أن يكون قرار الفيدرالي مسعراً بالدولار والأسهم والذهب، وعلى هذا من المتوقع هبوط الدولار وارتفاع الأسهم والذهب على المدى القصير والمتوسط، وأذا حدث ارتفاع للدولار وهبوط الأسهم والسهم سيعتبر مؤقتاً.

وقال متداول إن كل الاحتمالات واردة ولكن على الأرجح زيادة الفائدة بنسبة طفيفة وعلى فترات لتفادي الردة السلبية للأسواق ولدعم الاقتصاد الأمريكي؛ لأن مسألة انتظار رفع الفائدة وتأجيلها عدة مرات تدخل الأسواق في حالة اضطرابات وترقب وحذر يضر بالأسواق.

من جانب آخر أشار شعيب عابدي- المدير والشريك المؤسس في شركة “اى سي ام كابيتال”، إلى أن: “الأسواق انتظرت طويلاً واحتوت فعلياً رفع الفائدة الأمريكية منذ فترة، ولكن هذا الأمر لا يقلل من أهمية قرار اليوم، حيث إنه سيكون على الأسواق بناء توقعاتها المستقبلية بناءً عليه”.

وأوضح “عابدي” أن العديد من السيناريوهات محتملة وقد تحمل ردود فعل مختلفة من الأسواق، حيث يمكن أن نشهد توافقاً مع التوقعات برفع طفيف للفائدة وهو ما يمكن اعتباره إشارة إلى استمرار الفيدرالي الأمريكي بالسياسة المالية الحذرة في الفترة الحالية وبالتالي فإن الرفع القادم للفائدة قد لا يكون قريباً.

وأضاف الشميمري لـ “مباشر” إلى أن تصريحات الفيدرالي الأمريكي الأخيرة، أن الانتظار أطول للبدء برفع الفائدة سيعني التسارع برفع الفائدة في وقت متقدم فالأفضل البدء الآن ليكون الرفع بوتيرة هادئة وغير مزعزعة للأسواق على حد قوله، كما أن إبقاء الفائجة بمستويات منخفضة لمدة طويلة يمكن أن يزيد شهية المخاطر في الأسواق المالية ويضخم أسعار الأصول.

بدوره، أكد وضاح الطه، أنه الأهم من ترقب قرار الفيدرالي اليوم هو التركيز على خطاب جانيت يلين الذي يلي القرار، حيث إنه يحمل أهمية أكبر للأسواق وسيكون القاعدة الذي يمكن أن ترتكز عليها التوقعات المستقبلية لاقتصادات العالم.

وأضاف الطه، أن قرار رفع الفائدة اليوم لا يعني ارتفاع أرباح البنوك المحلية فانكماش السيولة يضعف مداخيل الدولة، وحتماً الدخل الوحيد للدولة هو المؤثر الفاعل في أرباح البنوك ارتفاعاً وانخفاضاً.

وأضاف الطه، أن “المفاجأة يمكن أن تكون في حال رفع قوي للفائدة، وهو ما يعتبر رفعاً واثقاً للفيدرالي وإيمانه بقوة النمو في الاقتصاد الأمريكي وعدم تأثير التراجعات في أسواق النفط والتباطؤ في الصين على قناعة الفيدرالي بقوة الاقتصاد الأمريكي.

وأغلق المؤشر العام لسوق دبي اليوم مرتفعاً بنسبة 2.27%، وهي أعلى وتيرة مكاسب في 16 جلسة، مضيفاً 66.2 نقطة إلى رصيده، صعد بها إلى مستوى 2985.85 نقطة، متجهاً لاسترداد مستويات الـ 3 آلاف مرة أخرى.

ونجح المؤشر العام لسوق أبوظبي المالي في إنهاء تعاملات، اليوم الأربعاء، على ارتفاع بفضل كل من البنوك والعقار، وسط ارتفاع في التداولات بالتزامن مع ترقب الأسواق لنتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اليوم.

وارتفع المؤشر اليوم بأكبر وتيرة له في 9 جلسات بنسبة 1.25% ليلامس مستويات الـ 4065.14 نقطة بمكاسب بلغت 50.22 نقطة.

كما سجل السوق السعودي “تاسي” نمواً بنسبة 1.41%، وارتفعت بورصة أبوظبي بنسبة 1.25%.

فيما سجل كل من بورصة قطر والكويت أقل الارتفاعات بنسبة 0.74%، و0.15% على التوالي.

وواصل المؤشر العام لسوق مسقط خامس تراجع له على التوالي بنهاية تعاملات جلسة، اليوم الأربعاء، عقب تخليه عن 3.63 نقطة، ليهبط عند مستوى 5361.98 نقطة، متراجعاً بنسبة 0.07%.

كما ارتفعت الأسهم الأوروبية، يوم الأربعاء، مقتفية أثر المكاسب في وول ستريت وآسيا، وسجل الدولار اليوم، ارتفاعاً إلى أعلى مستوى له في نحو أسبوع أمام سلة من العملات الرئيسية يوم الأربعاء وسط تحركات محدودة مع استمرار العد التنازلي للرفع المتوقع لأسعار الفائدة الأمريكية في وقت لاحق، يوم‭ ‬الأربعاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى