“أفريقيا”تستعرض فرص الاستثمار أمام مجتمع الأعمال في دبي
إستهل المنتدى العالمي الافريقي للأعمال جلسات بعد الظهر (الثلاثاء) بجلسة بعنوان “الخطوات التالية – تعزيز المكاسب وتمكين المستقبل”، تحدث فيها كل من بول كاجامي رئيس جمهورية رواندا وحسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال ومحمد الشيباني، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية.
وتمحورت الجلسة حول ما يمكن للقادة الحكوميين في افريقيا فعله لتسهيل النمو على المدى الطويل وسبل تمويل استراتيجيات بلدان القارة.
وقال كاجامي أن اساسيات الاستثمار، كالاستقرار السياسي والاصلاحات الهيكلية والاستقرار في الاقتصاد الكلي وزيادة قدرات الإفراد والتوجهات الديموغرافية الموجودة والتحضر المستمر، موجودة في رواندا، مضيفاً اننا لا نتجه نحو تكامل اقليمي، لكنّنا نرى تطوراً في البنية التحتية، مشيراً الى ضرورة التركيز على الاستثمارات الخاصة مدعومة من القطاع العام، الذي سيُعد البيئة المناسبة لهذه الاستثمارات.
واضاف: “لقد أنشأنا مجتمعاً وبدأنا في اختبار قدرات لم تكن لدينا من قبل. فمثلاً نظرنا الى تعرفة التجوال التي يدفعها الناس في منطقتنا وادركنا الحاجة الى تكامل الشبكة حيث يستفيد منها الجميع. من السهل البناء على ما لدينا لتذليل المعومات ومواصة الاستثمار في قطاعات الاتصالات والمعلوماتية التي لا تتأثر بموقع الدول غير الساحلية.”
أما حسن شيخ محمود، فأوضح أن الصومال “تكاد تبدأ من الصفر”، حيث أنّ هناك معوقات عديدة، الا أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، عملنا على إنشاء مؤسسات قوية.ط
وأضاف: “لدينا كل المؤسسات المطلوبة لتحويل الاقتصاد، كالمصرف المركزي ومؤسسات الحوكمة المالية للنظر في العناصر المعقدة كالمشتريات والاعفاءات الحكومية والتشريعات التعلقة بمكافحة غسيل الاموال.
وأضاف أن الصومال قطعت شوطاً كبيراً، الا ان الطريق لا يزال طويلاً.”
وأضاف : “هناك عدة عناصر تضع الصومال في موقع جيد، الا انه قد يستغرقنا أكثر من عقد لإعادة الدولة الى ما كانت عليه قبل النزاعات. نعمل في الوقت الحالي على بناء بيئة تسمح بإستقطاب الاستثمارات الاجنبية المباشرة مع عودة عدد من الصوماليين من الإغتراب.”
وأشار حسن شيخ محمود الى ان الصومال كانت تحقق نحو 50 مليون دولار كعائدات سنوية من الضرائب المحلية، الا انها قد ارتفعت الآن الى 140 مليون دولار، حيث أن المواطنين يتجهون لدفع ضرائبهم، ما يشير الى زيادة الثقة.
كما أن الأدمغة التي هاجرت قد بدأت مؤخراً بالعودة، إضافة إلى أن حوالي 70% من السكان هم في دون الـ30 عاماً من العمر، وهم مؤهلون بالتالي لدفع عجلة النمو… ويجب علينا تأمين فرص لهؤلاء الشباب.
أما محمد الشيباني، فأوضح انه لناحية الاستثمارات، تعتبر أفريقيا مهمة جداً لدبي وهي شريك أساسي ونبحث دائماً على فرص استثمارية فيها.
وأضاف: “لدينا ثلاث مؤسسات أثبتت ذلك فعلاً، وهي موانىء دبي العالمية ودناتا وطيران الامارات. ونتطلع الى فرص استثمارية في القطاعات التي تتمتّع دبي بخبرة فيها… في رواندا مثلاً نبحث في الاستثمار في قطاع الضيافة، كما ننظر الى قطاعات أخرى لدينا الخبرة فيها كالخدمات اللوجستية.”
وقال أنّه “على المستثمرين النظر الى افريقيا على المدى الطويل. ولتحقيق شراكات ناجحة، يجب عليهم ادراك أنّ لكل دولة في القارة خصوصية معينة، ولها فرصها وتشريعاتها وهيكليتها الخاصة. ومن خبرتنا في دبي، حين نظرنا الى التغيير منذ 30 عاماً، عندما لم يكن لدينا تشريعات مناسبة، ظهرت المناطق الحرة كوسيلة تمكننا من مواكبة التغيرات في بيئة الاعمال.”
وفي الجلسة التي حملت عنوان “الشركات الافريقية، هل أصبحت واقعاً ملموساً”، قال الدكتور ريتشارد سيزيبيرا الامين العام لتجمع دول شرق افريقيا، أن احدى الضرورات الاستراتيجية هي انشاء سوق فعال.
وهناك عدة تجمعات تجارية في القارة الا ان فكرة منطقة التجارة الحرة الثلاثية في أفريقيا هدفت الى خلق سوق يضم 26 دولة يقطن فيها 152 مليون نسمة، وأسواق تشكل 58% من الناتج المحلي الافريقي.
من جهته، قال أستون كاجارا، وزير المالية لشؤون الخصخصة في أوغندا، أنّ عدد سكان القارة يبلغ أكثر من 1.3 مليار، وامكانية الوصول الى السوق من جهة واحدة هو امر جيد.
الا انه يجب عدم التفكير فقط في استقطاب الاستثمارات من الصين واوروبا، بل في استقطاب الاستثمارات من افريقيا وجيرانها أيضاً.
هذا وقد شهد اليوم الاول كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين شركتي جوجوشي ريسورسيز الشرق الأوسط العاملة في الامارات وأنتيلوب كابيتال في ساحل العاج، وذلك لتوفير الدعم التقني الكامل من شركة كوكو فيدا للمنتجات الطبيعية في الفلبين لإنتاج زيت جوز الهند البكر عالي الجودة والمعالج على البارد من دون تسخين، في إطار المرحلة الأولى من هذا الإستثمار التقني المشترك.
وقد كان الطرفان الموقعان على الاتفاقية قد التقيا في المنتدى الافريقي للأعمال العام الماضي واجروا مباحثات توجت بتوقيع هذه الاتفاقية.
يذكر أنّ المنتدى العالمي للأعمال يقام تحت شعار “تنمية متجددة، شراكات متعددة” ويتزامن هذا العام مع احتفال غرفة دبي بمرور 50 عاماً على انشائها.
