وسط بيانات صينية ضعيفة وتراجعات أسعار النفط، قضت الأسواق العالمية، أمس الثلاثاء، جلسة يسودها التراجع الأمر الذي زاد من مخاوف المستثمرين ودفعهم لحجز مراكز جديدة بالأصول الآمنة .
وتراجعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي مع انحسار آمال الاتفاق على الحد من تخمة المعروض.
وهبط خام برنت 1.52 دولار للبرميل مايعادل 4.4% إلى 32.72 دولار.
وتضاءلت الآمال هذا الأسبوع في ظل غياب الاتفاق وعدم خروج المحادثات بين وزير الطاقة الروسي ووزير النفط الفنزويلي يوم الاثنين بخطة واضحة لخفض الإنتاج.
وقال المُحلل النفطي والاقتصادي أحمد حسن كرم، في حديث لـ “مباشر”: إن عدم الوضوح بشأن خفض الإنتاج بين دول أوبك وخارجها يأجج نيران القلق في نفوس المستثمرين من جديد مادفعهم لتصفية بعض المراكز بالسوق حتي اتضاح الرؤية التي أصبحت غامضة حاليا.
وبددت أسواق النفط معظم مكاسبها التي حققتها على مدى 4 أيام الأسبوع الماضي حين صعدت نحو 20 %من مستوياتها المتدنية التي سجلتها في منتصف يناير الماضي بعدما تصريحات روسية رسمية إن السعودية أكبر منتج في أوبك اقترحت خفض الإنتاج.
وقال بنك جولدمان ساكس في مذكرة بحثية صدرت في وقت متأخر يوم الاثنين الماضي إنه من المستبعد بشكل كبير أن تتعاون أوبك مع روسيا لخفض الإنتاج وإن مثل هذه الخطوة ستؤتي أيضا بنتائج عكسية حيث سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى جلب الإنتاج الذي تم تجميده سابقا إلى السوق من جديد.
وانخفضت أسعار الخام الأمريكي يوم الثلاثاء 1.74 دولار مايعادل 5.5% إلى 29.88 دولار.
ونوه كرم لـ مباشر إلى إن التوقعات باعتدال الطقس في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة من موسم الشتاء الممتد بين نوفمبر الجاري ومارس القادم هو عامل رئيسي حالي في نزول العقود الأمريكية الآجلة.
ومع انخفاض أسعار النفط من جديد وإعلان بعض الشركات عن نتائج بالربع الاخير مخيبة للآمال أغلقت الاسواق العالمية يوم الثلاثاء على تراجعات .
ونزل مؤشر داو جونز الصناعي 1.80 % ليغلق عند 16153.54 نقطة. وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 1.87 % إلى 1903.03 نقطة.
وخسر مؤشر ناسداك المجمع 2.24 % لينهي التعاملات عند 4516.95 نقطة.
وأبرزت بيانات ضعيفة عن قطاع الصناعات التحويلية الصيني يوم الاثنين التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي بينما أدى تقلب أسعار النفط وغيره من الأصول إلى تعزيز الطلب على الذهب باعتباره ملاذا آمنا من اضطرابات السوق.
ولامس سعر الذهب في تعاملات الثلاثاء مستوى 1130.30 دولار للأوقية (الأونصة) وهو أعلى مستوى له منذ الثالث من نوفمبر الماضي.
وفي ظل تلك الأجواء ، اتجه مؤشر الدولار الأمريكي مقابل ست عملات رئيسية، يوم الثلاثاء، للتراجع 0.18% إلى 98.87.
وقال “كرم” إن ارتفاع الذهب طبيعي وسط تلك التوقعات الإيجابية مع التقلبات في أسواق المال التي تعزز من مكانته كملاذ آمن.
وقال رجب حامد المتخصص في أسواق الذهب لـ مباشر إن نتائج أرباح الشركات سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة شهدت تراجع خلال الربع الأخير من العام الماضي، وهو الأمر الذي زاد من المخاوف لدى المشاركين في الأسواق من كون التدهور الحالي في الأسواق المالية قد أثر سلباً على أداء الشركات العالمية في ظل ضعف الطلب العالمي والتأثير السلبي لانخفاض أسعار النفط الخام.
