قال تقرير صادر عن مختبر ومضة للأبحاث وبدعم من مؤسسة التمويل الدولية، إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا تزال تواجه الكثير من التحديات التي تعيق إنشاء فرص العمل والنموّ الاقتصادي، على الرغم من زيادة حجم التمويل المقدّم لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة في المنطقة.
وفي إطار التقرير الصادر بعنوان “تصوّرات من مصر، والأردن، ولبنان، والإمارات، تكشف توجّهات وتحدّيات توسّع الشركات الناشئة”، استطلع مختبر ومضة للأبحاث آراء نحو 500 رائد أعمال في هذه البلدان الأربعة التي شهدت أبرز المبادرات التنموية الريادية في المنطقة.
ويتناول التقرير المنشور بالتعاون مع شركة”أنديفور إنسايت”Endeavor Insight و”منطقة بيروت الرقمية” Beirut Digital District الاتجاهات الرئيسية السائدة في مجال ريادة الأعمال والتحديات التي تواجه أصحاب الشركات وتعيق تطوير أعمالهم.
وقال جميل واين، رئيس مختبر ومضة للأبحاث أنّ “دراستنا تشير إلى أن المزيد والمزيد من الأطراف أصبحت تدرك الفائدة الاقتصادية والاجتماعية لدعم ريادة الأعمال في دول المنطقة. وأن التصدي للتحديات التي تواجه رواد الإعمال يساهم بشدة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف: “نأمل أن تساعد جهودنا كل من المستثمرين وواضعي السياسات على فهم التحديات بشكل أفضل حتى يتسنى لهم تعزيز نموّ هذا القطاع”.
يشكّل الحصول على التمويل أحد التحديات الرئيسية التي ذكرها رواد الأعمال في التقرير، وأشار التقرير إلى أنّ نسبة 43% منهم يعتمدون على التمويل من الأسرة والأصدقاء.
كما أشار كلّ المشاركين تقريبًا إلى اعتمادهم على المدخرات الشخصية لتمويل شركاتهم ولو بشكل جزئي. ويحدّد التقرير ثلاثة تحديات رئيسية أخرى هم: تحسين الإيرادات واستقطاب العمالة الماهرة والتوسّع عبر الحدود بشكل فعّال.
وقال مؤيد مخلوف، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مؤسسة التمويل الدولية، إن “توفير بيئة مؤاتية لأصحاب الشركات الصغيرة ورواد الأعمال يعتبر أحد الأولويات الاستراتيجية لمؤسّسة التمويل الدولية. إذ أنّ دور هذه الشركات لا يقتصر على تعزيز النمو فقط بل أيضًا على جلب أفكار مبتكرة والمساهمة في خلق فرص العمل وزيادة التنافسية في المنطقة.”
يكشف التقرير أيضًا عن زيادة الدعم المالي والاستثمارات التي تم ضخها لدعم ريادة الأعمال في المنطقة. فمنذ عام 2010 قامت أطراف محلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإطلاق أكثر من 80% من المؤسسات الجديدة الداعمة لرواد الأعمال.
وتجدر الإشارة إلى أنّ 60% من هذه المؤسسات تم إنشاؤها في الأردن ومصر ولبنان والإمارات العربية المتحدة.
تأتي هذه المبادرة ضمن إطار استراتيجية أوسع تعتمدها مؤسسة التمويل الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع ريادة الأعمال، وتحسين فرص الحصول على التمويل، وخلق فرص عمل.
وفي شهر فبراير 2015، استثمرت مؤسسة التمويل الدولية مبلغ 10 ملايين دولار في صندوق ومضة كابيتال، من أجل تمويل الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في المنطقة. ويعدّ هذا الدعم مهمًا في منطقة تبذل فيها المشاريع الأصغر حجمًا جهودًا كبيرة للحصول على التمويل الضروري للنموّ.
ومؤسسة التمويل الدولية، هي عضو مجموعة البنك الدولي، هي أكبر مؤسسة إنمائية عالمية تركز حصراً على تنمية القطاع الخاص. وتعمل مع أكثر من 2000 شركة حول العالم.
