تقرير: أسواق المنطقة تتفوق على الأسواق العالمية في الربع الثاني 2015
قال بنك الكويت الوطني (NBK)، “انتعشت معظم أسواق المنطقة خلال الربع الثاني من العام 2015، بقيادة أسواق الأسهم الإماراتية التي سجلت أداء قوياً”.
وأوضح “البنك” في تقرير تلقت “مباشر” نسخة منه، “فقد استعادت معظم أسواق المنطقة قوتها بصورة ملحوظة خلال الربع الثاني من العام 2015، بعد التراجع الكبير الذي ولّده تراجع أسعار النفط أواخر العام الماضي، والذي استمر حتى الربع الأول من العام 2015. ويبدو أن الأسواق قد سجلت مكاسب نتيجة استقرار أسعار النفط، بالإضافة إلى الهدوء النسبي في الأوضاع الجيوسياسية”.
وارتفع مؤشر مورغان ستانلي للعائد الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي بواقع 4.6% منذ تاريخه من الربع. واستقرت قيمة الرسملة لدول مجلس التعاون الخليجي عند 1.1 تريليون دولار، بعد أن سجلت زيادة بواقع 88 مليار دولار خلال الربع الثاني من العام 2015.
وتراجعت سيولة السوق بواقع 22%، مع بلوغ قيمة متوسط التداول اليومي 2.2 مليار دولار. وعادة ما يتراجع النشاط خلال فصل الصيف، كما أنه عادة ما يتراجع بصورة أكبر خلال شهر رمضان.
وأشار “التقرير”، إلى أنه قد تركت أزمة ديون اليونان أثرها على الأسواق العالمية متسببة في تراجع مؤشرات الأسواق الرئيسية. فقد تراجعت الأسواق الأوروبية التي كانت قد انتعشت منذ بداية العام وذلك خلال الأيام الأخيرة من شهر يونيو، لتلغي بذلك معظم ما حققته من مكاسب خلال الربع. إذ أنهى مؤشر مورغان ستانلي للعاد الإجمالي لأوروبا الربعي مرتفعاً بواقع 1% فقط. بينما ظلت الأسهم الأمريكية بدون وجهة، إذ ظل كل من مؤشر داو جونز، ومؤشر ستاندرد آن بورز دون تغيير خلال الربع الثاني من العام 2015. وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر مورغان ستانلي للعائد الإجمالي للأسواق الناشئة بواقع 1% خلال الربع. كما شهدت الأسهم الصينية تراجعاً كبيراً بحلول نهاية الربع، مع تراجع مؤشر مورغان ستانلي للعائد الإجمالي للصين بواقع 10%خلال يونيو، إلا أنه لا يزال مرتفعاً بواقع 25% منذ تاريخه من السنة المالية”.
وفيما يخص أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، فقد جاء نشاط الأسواق الإماراتية في الصدارة. إذ ارتفع مؤشر دبي بنسبة كبيرة بلغت 16%، كما ارتفع مؤشر أبوظبي بواقع 6% خلال الربع الثاني من العام 2015.
وقد كان سوق دبي الأكثر تأثراً بتراجع أسعار النفط العام الماضي، إذ بدأ السوق بالانتعاش فور استقرار الأسعار خلال شهر يناير. وتبع مؤشرا دبي، وأبوظبي مؤشر تداول الذي ارتفع خلال الربع بواقع 5%. وقد كانت السوق السعودية الوحيدة التي شهدت انتعاشاً خلال الربع الأول من العام 2015؛ نتيجة فتح السوق للاستثمار الأجنبي بحلول منتصف العام. إلا أن مؤشر التداول قد تراجع لعدة جلسات متتالية فور تفعيل القرار الجديد في منتصف شهر يونيو. وحققت أيضاً أسواق قطر وعمان مكاسب خلال الربع الثاني من العام 2015 بواقع 4% و3% على التوالي.
وجاء أضعف أداء خلال الربع لسوق الكويت للأوراق المالية وبورصة البحرين. إذ تراجع المؤشر الوزني لسوق الكويت للأوراق المالية بواقع 0.4% و مازال يبدو فاقداً لأي محفزات. ولم يكن للتفجير الإرهابي الذي شهدته الكويت خلال يونيو أي تأثير يُذكر على الأسعار، ولكنه حتماً ترك أثراً على ثقة السوق.
ومن المحتمل أن تستمر أسواق المنطقة في التأثر بتطورات أسعار النفط خلال الأشهر القادمة. إذ لا تزال أسعار النفط عاملاً أساسياً لا سيما للاقتصاديات والأسواق ذات الأوضاع المالية الضعيفة كدبي، وعمان، والبحرين، بينما لن تتأثر الأسواق ذات الدعم المالي الضخم بتحركات أسعار النفط بصورة كبيرة كالسعودية، وقطر، وأبوظبي، والكويت. وتبدو الاقتصادات حالياً أكثر مرونة في ظل تراجع أسعار النفط، و تماشياً مع التزام الحكومات في إنعاش وتيرة الإنفاق الرأسمالي والمضي قدماً بتنفيذ خططها التنموية.
كما سيكون للتطورات الأمنية والجيوسياسية دوراً خلال الأشهر القادمة أولها التطورات في اليمن، والتطورات بشأن الملف الإيراني النووي الذي قد يكون له أثر خلال الأشهر القادمة (بما فيه النفط). كما من الفترض أن تضع الأسواق بعين الاعتبار أي مخاطر قد تطرأ من أي عمل إرهابي آخر في كل من مصر، وتونس، والكويت.
كما تواجه الأسواق العالمية أيضاً العديد من العوامل التي قد تترك أثراً على أدائها كقوة الدولار، واحتمالية خروج اليونان من اليورو، وتوقيت رفع الفائدة الأمربكية لاحقاً خلال هذا العام.