“الكويت الوطني”: تجنب المخاطر يزداد مع الاستفتاء البريطاني
قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني، إن الدولار ارتفع وسط تجنب المخاطر عقب الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكان الدولار منخفضاً مقابل معظم العملات الرئيسية في معظم الأسبوع الماضي، إذ أشارت سلسلة من استطلاعات الرأي إلى تقدم معسكر المؤيدين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، فارتفعت الثقة قبيل الاستفتاء على هذا الأمر.
وأضاف التقرير ، أن نتائج الاستفتاء التي طال انتظارها أظهرت يوم الجمعة الماضية أن بريطانيا صوتت لصالح خروجها من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52% من الأصوات. وكان من شأن ذلك بدء التداول بأسلوب تجنب المخاطر وارتفاع الدولار بشكل كبير.
وإضافة لذلك، بحسب التقرير، كان تراجع الأسواق المالية والأسعار، مع وقوع الأصول العالمية المعرضة للمخاطر تحت ضغط هائل بفعل عدم اليقين الذي يسود أوروبا مستقبلاً، فهناك عدم يقين حيال العملية القانونية الشائكة التي ستمتد لبضع سنوات والتي ستبدأ الآن من أجل فك ارتباط بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وكذلك ارتفاع عدم اليقين الآن بشأن التفكك المحتمل للمملكة المتحدة نفسها واحتمال أن تصوت الدول الأخرى على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويأتي ذلك مع تصويت كل من أسكتلندا وإيرلندا الشمالية على البقاء في الاتحاد الأوروبي. وقد قالوا بالفعل إنهم يريدون الآن استفتاءً على ما إذا كانوا سيبقون جزءاً من المملكة المتحدة، وفقاً للتقرير.
وذكر التقرير أنه بسبب الضربة التي تلقتها ثقة المستثمر، وعدم اليقين الذي أثاره التصويت، قد يتوقف المجلس الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة كما كان مخططاً هذه السنة، وقد تشتعل حتى جولة جديدة من سياسة التسهيل في حالة الطوارئ في البنوك المركزية الرئيسية. وفي الوقت نفسه، كان المستثمرون يأخذون في الاعتبار لدى تسعيرهم تراجع فرصة رفع آخر في أسعار الفائدة الأمريكية؛ نظراً لأن المجلس الفيدرالي قد أشار إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كسبب لتوخي الحذر في التقييد.
وقال التقرير إنه مع دخول الأسواق في حالة اضطراب، كانت الجهود المبذولة لتهدئتها واضحة في ردات فعل البنوك المركزية الرئيسية. فقد قال محافظ بنك إنجلترا، مارك كارني: إن البنك قد وضع جانباً 250 مليار جنيه من السيولة الإضافية، وسيتخذ إجراءات إذا دعت الحاجة للمساعدة في دعم الاقتصاد البريطاني.
وأفاد البنك المركزي الأوروبي، بعد اجتماع المجلس الحاكم عبر الهاتف، بأنه «سيستمر في القيام بمسؤولياته لضمان الاستقرار السعري والاستقرار المالي في منطقة اليورو»، حسب التقرير.
وفي اليابان، أفاد وزير المالية، تارو آسو، بأنهم مستعدون للاستجابة حسب الحاجة لتحركات «عصبية للغاية» في سعر الصرف، طبقاً للتقرير.
وفي السياق، قال المجلس الفيدرالي في افتتاح الأسواق الأمريكية إنه «مستعد لتوفير سيولة في الدولار من خلال خطوط المبادلة القائمة مع البنوك المركزية، حسب الضرورة؛ لمعالجة الضغوطات في أسواق التمويل العالمية، والتي يمكن أن تكون لها آثار سلبية على الاقتصاد الأمريكي»، وفقاً للتقرير.
ولفت تقرير “الكويت الوطني” إلى دفع التداول بتجنب المخاطر المستثمرين نحو ملاذ آمن هو الذهب. فقد ارتفع الذهب بنسبة 8% ليبلغ 1.358.54، ثم خسر بعض مكاسبه ولكنه تمكن من البقاء مدعوماً جيداً مع استمرار عدم اليقين. وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 4% وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي أشمل قد يخفض الطلب. وتراجع سعر الخام الأميركي بواقع 2.36 دولار للبرميل فيما تراجع سعر برنت بواقع 4.7% ليصل إلى 48.50 دولارا.