تقرير : أوبك وإيران وراء تراجع أسعار النفط في يوليو
قال بنك الكويت الوطني، إن شهر يوليو، شهد تقلبات عديدة تمثلت في تراجع سعر مزيج برنت بواقع 14% على الأقل، وتراجع مزيج غرب تكساس المتوسط بواقع 21%.
ووفقاً للتقرير الذي تلقت “مباشر” نسخة منه، فقد تراجع سعر مزيج برنت المؤرخ ليصل إلى أقل مستوى له منذ ديسمبر الماضي عند 52.3 دولار للبرميل بحلول نهاية الشهر، بينما تراجع مزيج غرب تكساس المتوسط ليصل إلى 47.1 دولار للبرميل.
إذ أن آخر تراجع كبير مماثل سجله مزيج غرب تكساس كان خلال الأزمة المالية في أكتوبر من العام 2008، حينما هبط بواقع 30%. في الوقت نفسه، أنهى سعر خام التصدير الكويتي الشهر متراجعاً بواقع 12% ليصل إلى 50.42 دولار للبرميل.
ويعزى هذا التراجع بصورة كبيرة إلى توقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول الغرب، وما صاحبه من توقعات بعودة الإنتاج الإيراني إلى الأسواق التي تشهد وفرة في الإنتاج وذلك فور رفع العقوبات عنها.
ولم تظهر أي مؤشرات بتراجع هذه الوفرة التي تشهدها أسواق النفط العالمية منذ منتصف العام 2014، لاسيّما مع ارتفاع إنتاج منظمة أوبك إلى ما يقارب 31 مليون برميل يومياً، ومرونة مستويات إنتاج النفط الصخري أمام تراجع الأسعار.
كما يمكن أن ينسب تراجع الأسعار خلال شهر يوليو، إلى الهبوط الذي شهده سوق الصين للأوراق المالية مما زاد القلق بشأن تراجع الطلب على الطاقة في أكبر الدول استهلاكاً للطاقة، بالإضافة إلى القوة النسبية التي شهدها الدولار.
وفيما يخص أسعار العقود الآجلة، اعتباراً من الواحد والثلاثين من يوليو، فقد تراجعت أسعار التوصيل لمزيج برنت لشهر ديسمبر من العام 2015 حتى ديسمبر من العام 2017. ولكن مع وجود حالة الكونتانجو التي تتمثل في تراجع الأسعار الحالية عن الأسعار الآجلة، ولا تزال هناك توقعات بشأن استعادة الأسعار قوتها لتصل إلى 63.8 للبرميل في ديسمبر من عام 2017.
و تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب العالمي قد تراجع حسب تقديرات أولية إلى 1.4 مليون برميل يومياً خلال الربع الثاني من العام 2015 من 1.8 مليون برميل يومياً في الربع الأول من العام 2015. وقد دفع ذلك وكالة الطاقة إلى خفض توقعاتها بشأن نمو الطلب العالمي لكامل العام 2015، بواقع 0.1 مليون برميل يومياً ليصل إلى متوسط 1.3 مليون برميل يومياً.
إلا أنه من الممكن أن يتأثر الطلب العالمي إيجابياً بارتفاع طفيف في الطلب على النفط الإيراني بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات.
كما من الممكن أن يتأثر سلباً بالأزمة المالية التي يشهدها الاقتصاد اليوناني ومخلفاتها. إذ أن أي خطوة قد تؤدي إلى خروج اليونان من منطقة اليورو ستترك أثراً على الطلب المحلي لليونان وبعض الدول الأخرى من منطقة اليورو، وذلك في حال تفاقم الأزمة.
كما تناولت الوكالة أيضاً في أحدث تقاريرها توقعاتها للعام 2016 حول أسواق النفط،. إذ توقعت أن يصل الطلب العالمي على النفط خلال العام 2016 إلى 95.2 مليون برميل يومياً في المتوسط، مسجلاً زيادة بواقع 1.2 مليون برميل يومياً مقارنة بالعام الحالي.
ومن المتوقع أن تكون الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والاقتصادي والتنمية المحرك الأول لنمو الطلب العالمي خلال العام 2016، لا سيّما دول آسيا، الأمر الذي يفسّر تركيز الأسواق في الفترة الأخيرة على الصين. وترى وكالة الطاقة الدولية أن رفع الزيادات الناتجة عن كفاءة الطاقة سيلغي بعض الزيادات المحتملة في الطلب التي تعود للنمو الاقتصادي.
استمرار وفرة الإنتاج في الأسواق نتيجة زيادة إنتاج منظمة أوبك عن 31.0 مليون برميل يومياً، وتسجيل زيادات في إنتاج الدول من خارج منظمة أوبك.
بلغ إجمالي إنتاج منظمة أوبك 31.3 مليون برميل يومياً خلال شهر يونيو، مرتفعاً بواقع 285 ألف برميل يومياً، وفق بيانات أوبك المستقاة من مصادر ثانوية. إذ سجل كل من إنتاج السعودية، والإمارات، والعراق مستويات قياسية بلغت 10.2 مليون برميل يومياً، و2.9 مليون يرميل يومياً، و4.0 مليون برميل يومياً على التوالي.
ويعتبر المستوى الذي حققته العراق، التي تعدّ ثاني أكبر الدول المنتجة في منظمة أوبك، عند 4.0 مليون برميل يومياً علامة بارزة في إنتاجها، لا سيّما في ظل تراجع الأسعار ومواجهة الحكومة المركزية لخطر تنظيم “داعش” الذي يتحكم بثلث مناطق العراق على الأقل، إضافة إلى استمرار الخلاف مع حكومة كردستان الإقليمية حول الحقوق والإيرادات النفطية.
ولا تزال السلطات الفيدرالية عاجزة عن إصدار قانون شامل للنفط ومناسب لحكومات المحافظات ومنها حكومة كردستان الإقليمية، إذ من شأن قانون مماثل أن يحلّ بعض الخلافات العالقة بشأن إنتاج النفط.
وتراجع إنتاج النفط في الكويت للشهر الثاني على التوالي خلال شهر يونيو، ليصل إلى 2.7 مليون برميل يومياً. وجاء هذا التراجع بصورة رئيسية نتيجة إغلاق حقل الوفرة الذي يقع في المنطقة المشتركة بين الكويت والسعودية، وينتج 220 ألف برميل يومياً، وذلك خلال شهر مايو على خلفية وجود بعض الخلافات على العمليات النفطية مع شركة “شيفرون السعودية”.
وليس من الواضح حتى الآن الفترة التي سيستغرقها إغلاق الحقل أو ما إذا كان لدى الكويت القدرة على رفع إنتاجها مستعينة بحقول أخرى لتعويض الخسائر من حقلي الوفرة، والخفجي اللذان يقعان في المنطقة المشتركة. وقد تم نقل الخلاف إلى التحكيم الدولي.
في الوقت نفسه، ارتفع إنتاج الدول من خارج منظمة أوبك خلال شهر يونيو، بواقع 200 ألف برميل يومياً ليصل إلى 58.3 مليون برميل يومياً، وفق وكالة الطاقة الدولية. وقد جاء معظم هذا الارتفاع نتيجة عودة إنتاج كندا، وأستراليا بعد توقف إنتاجهما خلال شهر مايو، إضافة إلى ارتفاع إنتاج الوقود الحيوي.
وفيما يخص إنتاج أمريكا، فقد استقر عند ما يقارب 9.5 مليون برميل يومياً خلال شهر يونيو، وفق بيانات أولية تابعة لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية. وقد تفاجأت الأسواق بمرونة مستويات إنتاج النفط الصخري، لا سيّما في ظل تراجع الأسعار ورغم التوقعات، والتي من ضمنها توقعات وكالة الطاقة الدولية، بشأن تراجع مستوياته خلال الأشهر القادمة؛ نتيجة خفض الإنفاق الرأسمالي.
ولا تزال التوقعات بشأن إنتاج الدول من خارج منظمة أوبك للعام 2015 كما هي دون تغيير عند 58.0 مليون برميل يومياً، مع وجود ارتفاع بواقع 1.0 مليون برميل يومياً في عام 2014.
وبلغ إجمالي الإنتاج العالمي للربع الثاني من العام 2015، الناتج من زيادات إنتاج منظمة أوبك والدول من خارج منظمة أوبك خلال يونيو، 96.3 مليون برميل يومياً مسجلاً زيادة بواقع 1.0 مليون برميل يومياً على أساس ربع سنوي وزيادة كبيرة بواقع 3.4 مليون برميل يومياً على أساس سنوي.






