أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اهتماماً ملحوظاً بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” من خلال نشر 489 تغريدة عبر حسابه الشخصي في أول 100 يوم لرئاسة الولايات المتحدة.
ويمتلك ترامب حساباً على تويتر منذ 2009، ويتابعه حوالي 28.6 مليون شخص، ولديه 34.8 ألف تغريدة منذ أن أنشأ حسابه على الموقع.
وتسببت بعض تغريدات ترامب في إثارة خلافات اقتصادية وسياسية بين الولايات المتحدة وغيرها من الدول، بل ودفعت عملات بعض الدول للهبوط.
جدار المكسيك
وتسبب حساب الرئيس الأمريكي على موقع تويتر في إثارة خلافات مع المكسيك، عندما خرجت اقتراحات من البيت الأبيض بقيام المكسيك بدفع 20% ضرائب لتمويل الجدار بين الدولتين، قبل أيام من لقاء بين ترامب والرئيس المكسيكي.
ودعم ترامب تلك الاقتراحات بتغريدة قال فيها: “إذا كانت المكسيك غير راغبة في دفع ثمن الجدار فمن الأفضل إلغاء الاجتماع القادم”.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض ذكر أن مشروع تمويل المكسيك للجدار مجرد اقتراح، خرج ترامب بتغريدة جديدة في أبريل الماضي، بأنه يتوقع قيام المكسيك بدفع ثمن الجدار الذي وعد ببنائه.
وبعدها بأيام دعا ترامب عبر صفحته على “تويتر” إلى عدم الانسياق وراء ما اسماه “وسائل الإعلام الكاذبة التي تقول إنه عدل عن رأيه بخصوص الجدار الفاصل بين بلاده والمكسيك”.
وهبط البيزو المكسيكي أمام الدولار بعد تغريدة ترامب بنسبة 1.03% إلى 18.922 بيزو.
ولم يخص ترامب المكسيك فقط بالذكر عبر حسابه على تويتر في موضوع الجدار، بل ألمح إلى الديمقراطيين الرافضين لفكرة تمويل الجدار من الميزانية.
وقال: “الديمقراطيون لا يريدون تمويل الجدار من الميزانية برغم أنه سيوقف المخدرات والعصابات”.
ترامب والصين
تناول ترامب، الصين في تغريداته منذ انتخابه 11 مرة، وانقسمت بين داعمة للعلاقات وأخرى منددة.
واستنكر ترامب موقف الصين إزاء تجارب كوريا الشمالية الصاروخية، وقال: “الصين لم تقدم سوى مساعدات قليلة تجاه التصرفات السيئة التي تصنعها كوريا الشمالية”.
وقبل زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة، قال ترامب إن الصين إذ لم تتمكن من وقف ممارسات كوريا الشمالية فإن الولايات المتحدة قادرة على القيام بذلك بمفردها.
ولم يكتف ترامب بذلك، بل ربط بين اتفاقيات تجارية مشتركة مع الصين وبين إنهاء الصين للمشاكل التي تسببها كوريا الشمالية، وكتب في تغريدة له: “إبرام صفقة تجارية مع الولايات المتحدة ستكون أفضل بكثير بالنسبة للصين إذا أنهت مشكلة كوريا الشمالية”.
وعن العلاقات التجارية بين البلدين، وصف ترامب زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة بأنها صعبة جداً، قائلاً: “نحن لن نستطيع مواجهة عجز تجاري هائل”.
وكان ترامب قد ذكر في تصريحات كثرة أن الصين أكبر متسبب في عجز الميزان التجاري الأمريكي في إشارة إلى أنه سيفرض تعريفات جمركية لتخفيف هذا العجز.
لكن بعد الزيارة تغير موقف ترامب الهجومي على الصين وعملتها عندما كتب: “لماذا أقول إن الصين تتلاعب بعملتها في حين أنها تتعاون معنا في مشكلة كوريا الشمالية”.
“أوباما كير”
ذكر ترامب كلمة الرعاية الصحية في تغريداته 19 مرة بعد تولي الرئاسة بشكل رسمي.
ودعم ترامب تغيير وتعديل قانون الرعاية الصحية “أوباما كير” كثيراً في معظم تلك التغريدات، حتى بعد فشل مشروع التصويت حول القانون.
كان آخر هذه التغريدات في 24 أبريل الماضي، عندما قال إذا تمت الموافقة على خطة الرعاية الصحية “سوف نرى رعاية صحية حقيقية”، مضيفاً أن مشروع أوباما كير في طريقه للموت.
ومن ضمن 17 تغريدة تحدث فيها ترامب على مشروع القانون، جاءت تغريدة واحدة تضمنت لهجة تشاؤمية تجاه تعديل مشروع أوباما كير.
وجاءت كلمة “أوباما كير” التي هي الوجه الآخر للرعاية الصحية، 21 مرة في تغريدات ترامب بعد تولي الحكم بصورة رسمية.
الوظائف الأمريكية
ذكر ترامب كلمة الوظائف في 25 تغريدة منذ بداية حكمه، واهتم بالإعلان عن عدد الوظائف التي يتم رصدها كل فترة في القطاعات المختلفة منها التوظيف والتصنيع وكذلك قيمة الاستثمارات المعلنة.
وأكد ترامب في معظم تغريداته حول الوظائف على فكرة “توظيف الأمريكي” عبر شعار شراء كل ما هو أمريكي وتوظيف أبناء الولايات المتحدة.
كما اهتم ترامب بالحديث عن الشركات التي تبدأ استثمارات جديدة في الولايات المتحدة، وأشار في إحدى تغريداته إلى شركة فورد التي كانت بصدد الإعلان عن بناء 3 مصانع جديدة بولاية ميتشجان.
خلافات مع كندا وألمانيا
تعرضت العلاقات الأمريكية الألمانية إلى توتر من جراء تغريدة لترامب قال فيها إن ألمانيا مدينة بمبالغ ضخمة للولايات المتحدة وحلف الشمال الأطلسي مقابل الدفاع عنها.
وترتبت على تلك التغريدة تقارير صحفية تحدثت عن إمكانية قيام ألمانيا بدفع هذا المبلغ، وذكرت تلك التقارير أن دونالد ترامب طلب من المستشارة الألمانية نحو 300 مليار يورو مقابل الحماية التي قدمتها الولايات المتحدة لبرلين داخل حلف الناتو.
وقال مايكل شورت، المتحدث باسم البيت الأبيض، في تصريحات لمحطة “سي إن بي سي”، إن ما نشرته بعض الصحف حول هذا الأمر “كاذب”.
فيما تعرضت العملة الكندية إلى تراجع عقب تغريدة للرئيس الأمريكي قال فيها إن كندا جعلت أعمال مزارعي الألبان في ولاية “ويسكونسن” وغيرها من الدول الحدودية صعبة للغاية، مضيفاً: “لن نتوقف” في إشارة إلى التعريفات الجمركية المرتقبة.
وهبط الدولار الكندي بعد هذه التغريدة أمام الدولار بنسبة 0.76% إلى 1.3608 دولار كندي.
