تقرير: الصين وبريطانيا تبدآن “عصرا ذهبيا” بتوقيع صفقات بمليارات الدولارات
وقعت الصين وبريطانيا مجموعة من اتفاقيات العمل بقيمة مليارات الدولارات في ظل عمل البلدين على بدء “عصر ذهبى” للعلاقات الثنائية.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس خلال محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقر رئيس الوزراء فى 10 داونينج استريت إن الوقت مناسب الآن للجانبين لتعميق العلاقات الثنائية والتعاون متبادل النفع في ظل دخول “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” بينهما عقدها الثاني.
وبعد المحادثات شهد كلاهما توقيع سلسلة من الاتفاقيات. وقال كاميرون إن تلك الاتفاقيات تقدر قيمتها بنحو 40 مليار جنيه استرليني (حوالي 62 مليار دولار أمريكي) وتشمل اتفاقية هامة لبناء محطة طاقة نووية في هينكلي بوينت.
وبحسب وكالة الانباء الصينية، قامت الشركة الصينية العامة للطاقة النووية وشركة كهرباء فرنسا بتوقيع اتفاقية استثمارات استراتيجية تسهم فيها الشركة الصينية بنسبة 33.5% في حين تسهم شركة الكهرباء الفرنسية بنسبة 66.5% في مشروع الطاقة النووية في هينكلي بوينت في سومرست.
وقال شي في إشارة لمشروع الطاقة النووية “إنه مشروع شديد الأهمية للتعاون بين بلدينا خلال الأعوام الأخيرة وسيؤدي لمزيد من التعاون العملي في هذا المجال بين الجانبين”.
ووصف كاميرون الاتفاقية “بالتاريخية” نظرا لأن هذا المشروع سيوفر طاقة بأسعار معقولة وبشكل منتظم لقرابة 6 ملايين منزل وسيخلق 25 ألف فرصة عمل.
وقال خه يو رئيس الشركة الصينية العامة للطاقة النووية إن الاتفاقية يمكن أن تعزز القدرات النووية للصين في الأسواق المتميزة في أوروبا وأن توفر فرصة للشركات الصينية للمشاركة بشكل كامل في بناء وإدارة محطات الطاقة النووية البريطانية.
وقال “إن هناك فائدة ثلاثية تتحقق بشراكة الطاقة النووية بين الصين وفرنسا وبريطانيا”، وأرجع الاتفاقية للعلاقات متزايدة الأهمية بين الصين وبريطانيا.
وقال ديفيد ايلمز الأستاذ في كلية وورويك للأعمال في بريطانيا إن هذا المشروع سيؤدي لموجة من الاستثمارات الصينية في صناعة الطاقة البريطانية.
وقال ايلمز لوكالة الانباء الصينية”إنه أول مشروع في خطط الحكومة البريطانية لإنشاء سلسلة من محطات الطاقة النووية الجديدة تحل محل القديمة الموجودة حاليا، وأن مشاركة الشركات الصينية منذ البداية خطوة هامة في تحديد فريق الشركات المشاركة في المشروع”.
وقد شهد التعاون الاستثماري والتجاري بين الصين وبريطانيا زيادة سريعة برغم تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وأصبحت بريطانيا ثاني أكبر مستثمر فى الصين ضمن دول الاتحاد الأوروبي وكذلك ثاني أكبر شريك تجاري ومقصد استثماري للصين في الاتحاد الأوروبي في حين أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري لبريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
وقال شي للصحفيين “ستصدر الصين فى لندن سندات سيادية بالرنمينبي خارج الصين للمرة الأولى وسيصدر بنك الشعب الصيني سندات في بريطانيا بقيمة 5 مليار رنمينبي (حوالي 788 مليون دولار).
وقال شي “سيتم إصدار أول سند أخضر للرنمينبي في بريطانيا”.
كما اتفق البلدان أيضا على دمج مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين مع مشروع “نورثرن باورهاوس” البريطاني.
وفي مراسم ختام قمة الأعمال بين الصين وبريطانيا امس قال شي إن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين هى مشروع منفتح ومتنوع ومربح للأطراف ويجلب فرصا ضخمة لتنمية الصين والعديد من الدول الأخرى.
تشير مبادرة الحزام والطريق إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين اللذين اقترحهما شي عام 2013 بهدف إحياء الطرق التجارية القديمة.
وتمر شبكة الطرق عبر أكثر من 60 دولة ومنطقة يبلغ تعداد السكان الاجمالي لها 4.4 مليار نسمة.
وقال شي إن المبادرة لا تغطي فقط الدول على طول الممرات القديمة وانما تربط أيضا الدوائر الاقتصادية لدول آسيا والمحيط الهاديء وأوروبا وأفريقيا وأوراسيا.
وقال الرئيس الصيني “هناك إمكانات هائلة للصين وبريطانيا لتعزيز التعاون داخل شبكة الحزام والطريق”.
