“NBK” يتوقع استمرار وفرة إنتاج النفط خلال 2016
أشار تقرير لمركز أبحاث بنك الكويت الوطني “NBK”، أن أسعار النفط تُنهي عام 2015 عند أقل مستوى لها منذ أحد عشر عاماً تقريباً، مسجلة تراجعاً بنحو أكثر من 30% على أساس سنوي تماشياً مع التوقعات باستمرار وفرة الإنتاج خلال العام 2016.
وأشار التقرير الصادر اليوم الثلاثاء، اطلع عليه “مباشر”، أن أسعار النفط بحلول نهاية العام 2015 اقتربت لأدنى مستويات لها منذ أحد عشر عاماً لتبلغ 37.0 دولار للبرميل؛ نتيجة العديد من العوامل كاستمرار وفرة الإنتاج، وتزايد المخزون النفطي، وضعف الاقتصاد، بالإضافة إلى قوة الدولار الأمريكي. كما تولّدت أيضاً ضغوطات نتيجة قرار منظمة أوبك الذي اتخذته في أوائل شهر ديسمبر بالحفاظ على مستوى الإنتاج دون تغيير.
وتراجع سعر مزيج برنت إلى أقل مستوى له منذ أحد عشر عاماً في الثاني والعشرين من ديسمبر، حينما أنهى الشهر عند سعر 36.1 دولار للبرميل. والجدير بالذكر أن الأسعار لم تبلغ هذا المستوى المتدنّي منذ شهر يوليو من عام 2004.
وللمرة الأولى منذ أكثر من خمس سنوات، سجل البرنت سعراً أقل من سعر مزيج غرب تكساس. إذ شهد الفارق بين المزيجين تقلصاً تدريجياً خلال العام 2015 بعد أن بلغ أعلى مستوى له بنحو أكثر من 12 دولاراً في أواخر شهر فبراير، ليقترب بعد ذلك من التساوي قبل أن يسجل سعر مزيج غرب تكساس ارتفاعاً طفيفاً.
وجاء هذا التقلص في الفارق بين المزيجين، ومن ثم ارتفاعه العكسي في ديسمبر نتيجة رفع الحظر على تصدير النفط الأمريكي الذي دام أربعين عاماً، بالإضافة إلى قوة الطلب الأمريكي وارتفاع بسيط في إنتاج دول بحر الشمال.
ويعد عام 2015 الثالث على التوالي الذي تُنهي فيه أسعار النفط عند مستوى أقل مقارنة ببدايته. فقد تراجع سعر مزيج برنت بواقع 35% على أساس سنوي، وتراجع مزيج غرب تكساس المتوسط بواقع 30.5% على أساس سنوي.
وجاء تراجع الأسعار في 2015 أقل بنسبة طفيفة من التراجع الذي سجل في عام 2014 البالغ 49%، إلا أن ثقة الأسواق بدأت بالتراجع دخولاً بعام 2016 في ظل وفرة الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً على أقل تقدير.
ومع عودة إيران المحتملة إلى الأسواق العالمية في عام 2016 فإنه من المتوقع أن تتفاقم وفرة الإنتاج. وتأتي توقعات وكالة الطاقة الدولية لتؤكد بالفعل احتمالية استمرار وفرة الإنتاج حتى أواخر عام 2016.
وتتوقع الوكالة تزايد المخزون النفطي العالمي هذا العام بواقع 300 مليون برميل؛ أي بنسبة تقارب 10% عن مستوى المخزون الحالي قبل نهاية العام.
وليس من المحتمل أن يبلغ المخزون أقصى سعته في العام 2016- وفقاً للوكالة- وذلك لاحتمال زيادة السعة هذا العام. ولكن من المتوقع أن يتباطأ معدل ارتفاع المخزون إلى نصف ما كان عليه تقريباً في عام 2015.
وتراجع مخزون النفط التجاري والسلع من دول منظمة التعاون الاقتصادي للمرة الأولى منذ سبعة أشهر في أكتوبر ليصل إلى 2.97 مليار برميل على خلفية اعتدال نشاط التكرير؛ وذلك نتيجة بداية فترة الصيانة للمصافي في فصل الخريف.
وبلغت تغطية مخزون السلع 31.7 يوم، مسجلاً تراجعاً طفيفاً مقارنة بمستواه خلال شهر سبتمبر، ولكنه يبقى أعلى مقارنة بالعام الماضي بواقع 2.1 يوم.
ومن المتوقع أن يصل سعر مزيج برنت بحلول العام 2020 إلى ما يقارب 57.2 دولار للبرميل مع بقائه على منحنى الكونتانجو الذي يقتضي ببقاء الأسعار المتاحة عند مستوى أقل من أسعار العقود الآجلة.
وعلى الرغم من وجود بعض المخاوف بشأن تقلب مستوى مخزون النفط، إلا أن الفارق بين الأسعار المتاحة للشهر والأسعار الآجلة للاثنى عشر شهراً قد حافظ على مستواه عند ما يقارب 7 دولارات للبرميل خلال شهر ديسمبر.
تقدّر وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو الطلب العالمي ليصل إلى متوسطه للمدى الطويل البالغ 1.2 مليون برميل يومياً في عام 2016 بعد أن بلغ أعلى مستوى له منذ خمس سنوات في عام 2015 عند 1.8 مليون برميل يومياً.
ويأتي هذا التباطؤ تماشياً مع الركود إثر تراجع أسعار النفط على نمو الطلب. وتشير البيانات الأولية لنمو الطلب خلال الربع الرابع من العام 2015 إلى تراجع ملحوظ في العديد من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتي من ضمنها أمريكا، واليابان، وفرنسا، وألمانيا.