محللون: اندماج “إيبيك- مبادلة” خطوة نحو هيكلة أذرع أبوظبي الاستثمارية
قال محللون وخبراء اقتصاديون، اليوم الأربعاء، إن قرار دمج شركتي الاستثمارات البترولية الدولية “إيبيك “ومبادلة للتنمية “مبادلة”، الذراعين الاستثماريين للصندوق السيادي الخاص بإمارة أبوظبي، يمثل خطوة نحو هيكلة أذرع الحكومة الاستثمارية بما يعزز المزايا الاستثمارية والعائد الاقتصادي للإمارة.
وأضاف المحللون في أحاديث متفرقة : أن الاندماج سيساهم في خلق كيان جديد قادر ذي مركز مالي قوي واستراتيجية موحدة بما يساعد على تحقيق أعلى درجات النمو في قطاعات متعددة منها الطاقة، إضافة إلى تقليل النفقات والمصاريف، ويجعل الأداء أفضل عما كان عليه قبل الدمج.
وكشف مكتب الاتصالات الحكومي لإمارة أبوظبي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اليوم الأربعاء، أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وولي عهد أبوظبي، أصدر قراراً بدمج شركتي استثمارات البترولية الدولية “إيبيك “ومبادلة للتنمية “مبادلة”.
ونص القرار على أن تتولى مسؤولية دمج الشركتين لجنة مشتركة يترأسها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وتضم: خلدون المبارك نائباً للرئيس وسهيل المزروعي وحمد السويدي ورئيس دائرة المالية في أبوظبي، على أن تستمر الشركتان مزاولة أعمالهما بشكل مستقل إلى حين انتهاء اللجنة المشتركة من تنفيذ مهامها.
وقال طارق قاقيش، الخبير الاقتصادي ومدير الأصول في شركة “المال كابيتال” ومقرها دبي، إن قرار الدمج يمثل خطوة جيدة نحو هيكلة الأذرع الاستثمارية المملوكة لحكومة أبوظبي وإعادة تنسيق الاستثمارات الخارجية مما سيخلق كياناً استثمارياً قويا سيكون قادراً على تنفيذ رؤية الإمارة وخاصة أن لديها مشاريع مستقبلية عملاقة في إطار خطط التنويع الاقتصادي.
وأضاف قاقيش، في اتصال هاتفي ، أن القرار من شأنه أيضاً تقوية مركز الشركتين وتوحيد استراتيجيتهما وعدم الازدواجية في النشاط؛ ما يساعد على تقليل تخفيض النفقات والمصاريف، ويجعل الأداء أفضل عما كان عليه قبل الدمج.
وقال محمد الأعصر، رئيس قسم البحوث لدي الوطني كابيتال للاستثمار، إن الاندماج سيخلق كياناً اقتصادياً كبيراً ذا مركز مالي قوي لا سيما وأن الشركتين يمتلكان أصولاً كبيرة تقدر قيمتها بمليارات الدولار.
وتوقع الأعصر أن تحقق الشركتان بعد الدمج مزيداً من النمو خاصة في قطاعات الطاقة التي تعد النشاط الرئيسي لهما حالياً، مشيراً إلى أن الاندماج سيساهم أيضاً في تعزيز المزايا الاستثمارية والعوائد الاقتصادية لإمارة أبوظبي في ظل الأوضاع والظروف الاقتصادية الصعبة لا سيما بعد هبوط أسعار النفط بأكثر من ثلثي قيمتها خلال العامين الماضيين.
وأضاف الأعصر: أنه يتوقع الإعلان عن مزيدٍ من صفقات الاندماجات في المنطقة خلال الفترة القادمة، لا سيما بعد تأكيد مضي بنكي أبوظبي الوطني والخليج الأول في عملية اندماج قبل نحو أسبوعين، بهدف تأسيس كيان مصرفي هو الأضخم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال فادي الغطيس، الرئيس التنفيذي لشركة ثينك للدراسات المالية، إن القرار يأتي ضمن استمرار هيكلية أبوظبي لأذرعها الاستثمارية وتوجيه عائدات النفط باتجاه أفضل الاستثمارات لتنويع اقتصادها مما يعطيها قدرة أكبر على إنجاز مشاريع وإقامة توسعات أكبر.
وأضاف الغطيس أن خطوة الدمج تستهدف في الأساس خلق كيانات أكثر قوة وصلابة في قطاعات متعددة منها الطاقة والتكنولوجيا وصناعة الفضاء والصحة، إضافة إلى الصناعات والقطاع العقاري والاستثمارات المالية، مشيراً إلى أن الاندماجات في ظل الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة تسهم في تعزيز الموقف المالي والتنافسي للشركات، وكذلك خفض التكاليف، وتخفيض المخاطر التشغيلية والمالية.
والشركتان ذرعان استثماريتان تابعتان لجهاز أبوظبي للاستثمار، وتم تأسيس “إيبيك” في عام 1984 للاستثمار في قطاع الطاقة وتتوزع محفظتها الاستثمارية في أكثر من 18 شركة بقطاع النفط والغاز، بينما تم تأسيس “مبادلة” في عام 2002، وتبلغ قيمة محفظتها الاستثمارية والأصول أكثر من 246.42 مليار درهم، وفقاً لبيانات متاحة على موقع الشركتين.
وتأسست شركة الاستثمارات البترولية الدولية “آيبيك” من قبل حكومة أبوظبي في عام 1984 للاستثمار في قطاع الطاقة بجميع أنحاء العالم، وتدير محفظة استثمارية في أكثر من 18 شركة في قطاع النفط والغاز، تتضمن مجالات الاستكشاف والإنتاج، والتكرير والتسويق والبتروكيماويات والطاقة الكهربائية.
فيما تأسست “مبادلة” في العام 2002 من قبل حكومة أبوظبي، وتتولى مهمة تعزيز إمكانات النمو في الإمارة والمساهمة في جهود الحكومة نحو تحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية، وتبلغ قيمة محفظة الاستثمارات والأصول التي تمتلكها “مبادلة” أكثر من 246.4 مليار درهم (67.1 مليار دولار).