أرابتك تقترب من رحلة تحديد المصير وسط ترقب المستثمرين
استقطبت شركة أرابتك القابضة (ARTC) في الآونة الأخيرة اهتمام الكثير من المستثمرين في ظل اقتراب تحديد مصير الشركة بعدما تآكل رأسمالها وتفاقمت خسائرها.
وبعد إعلان النتائج والشعور بتدهور الأوضاع قامت أرابتك بدعوة المساهمين؛ لحضور اجتماع الجمعية العمومية السنوي في 18 أبريل الجاري؛ لمناقشة مستجدات إعادة هيكلة رأسمالها.
وأظهرت البيانات المالية للشركة، في وقت سابق، وصول الخسائر المتراكمة لأكثر من 4.6 مليار درهم؛ أي ما يعادل 101% من رأسمالها.
وطالبت الشركة يوم الخميس الماضي في بيان رسمي خلال عموميتها القادمة من المساهمين التصويت على استمراريتها.
ووضعت الشركة خطط واضحة أمام المساهمين لإنقاذها من الانهيار، وقالت إنها في خطواتها الأولى سترفع رأسمالها من 4615.1 مليون درهم إلى 6115.1 مليون دهم، عن طريق طرح 1500 مليون سهم كأسهم حقوق أولوية بقيمة اسمية 1 درهم للسهم.
وقالت الشركة: إنها خلال الخطوة الثانية اللاحقة للاكتتاب ستقوم بخفض رأسمالها من خلال القيام بشكل تناسبي بإلغاء 4615.1 مليون سهم بقيمة اسمية 1 درهم للسهم.
وقالت الشركة: إن الخطوة الثانية تعني خفض رأسمال الشركة من 6115.1 مليون درهم إلى 1500 مليون درهم، والذي يعتبر رأسمال الشركة الجديد بعد عملية الهيكلة.
وبينت الشركة أن تخفيض رأس المال لن يكون له أي أثر على القيمة السوقية للشركة، وأن سوق دبي سيقوم بتعديل سعر السهم بعد خفض رأس المال.
وذكرت الشركة التزام شركة آبار للاستثمار “المساهم الرئيسي بالشركة” بتغطية كل الأسهم التي لن يتم الاكتتاب بها من قبل المساهمين الآخرين.
سبب تسجيل الشركة خسائر
ويُظهر تقرير مجلس إدارة الشركة السنوي أن سبب تسجيلها خسائر سنوية يعود بشكل رئيسي إلى صعوبة تحصيل مبالغ مستحقة لها.
وقال فادي الغطيس، الرئيس التنفيذي لشركة توبس تيرف للاستشارات، إن المشكلة الكبيرة لدى أرابتك ليست في العقود التشغيلية التي تمتلكها، ولكنها في المشاريع التي تستهدفها الشركة حالية إما تكون خاسرة، أو تكون ربحيتها أقل من تكلفتها بفارق كبير؛ الأمر الذي أحدث الخسائر المتراكمة التي رأينها.
كما سجلت الشركة خسارة انخفاض قيمة مبالغ مستحقة من أطراف ذات علاقة بقيمة 1.2 مليار درهم، وفقاً لتقرير مجلس الإدارة.
ووفقاً للتقرير تم حذف ذمم مدينة بقيمة 447 مليون درهم، وذلك بنهاية عام 2016 مقابل لا شيء في 2015، وارتفع مخصص الذمم المدينة بمقدار 125 مليون درهم خلال الفترة.
وفي غضون ذلك، أطلق الرئيس التنفيذي للشركة تصريحات تؤكد أن شركته حالياً في أعلى قمة المخاطر التي يمكن أن تواجهها، مُشيراً إلى أنها ستستطيع تقوية طريقة القيام بأعمالها والحصول على مبلغ 1.5 مليار درهم من خلال الاكتتاب.
وأوضح الغطيس أن أرابتك يجب عليها في الوقت الحالي الإجابة للمستثمرين بشكل واضح عن سؤال مهم، وهو هل هي تعتزم تعديل خطط دخول مشاريع قليلة الربح أو خاسرة أم لا؟
وأشار الغطيس أن دخول بعض قيادات جديدة بالشركة ربما يكون أحد الحلول الرئيسية التي من الممكن أن تفتح باب الاستثمار خارج الإمارات وهو أحد الحلول الرئيسية التي يجب أن تتبعها الشركة في الوقت الحالي.
خطط أرابتك في ثلاثة أعوام
ووفقاً لتقرير الشركة السنوي، فإن أرابتك قامت بوضع خطة زمنية مدتها ثلاثة أعوام: (2017 – 2019)؛لتحسين وضعها الحالي، وتتضمن بيع بعض الأصول غير الأساسية المملوكة للشركة خلال العام الجاري.
والخطة الاستراتيجية التي وضعتها الشركة للعام الجاري تتضمن تطبيق برنامج إعادة الرسملة، وتأسيس أرابتك القابضة كشركة قابضة استراتيجية والتوصل إلى استقرار الهيكل التنظيمي.
وفي عام 2018 قالت الشركة إنها تستهدف وضع خطط صارمة لتخصيص رأس المال واستخداماته مع الضوابط المالية والمحاسبية.
وخلال عام 2019 تستهدف الشركة نمو متجانس ومُتسق للعائدات والعودة إلى مسار تحقيق الأرباح.
خسائر سهم أرابتك السوقية تتجاوز المليار درهم بعد الخسائر المتفاقمة
وتعرَّضت أسهم شركة أرابتك القابضة لخسائر سوقية لافتة منذ الإعلان عن خسائرها المتفاقمة، متأثرة بمخاوف المستثمرين حيال مستقبل الشركة مالياً.
وبحسب إحصائية قامت بها “مباشر”، مُني سهم الشركة منذ 13 فبراير الماضي، وهو تاريخ الإعلان عن النتائج السنوية للشركة وحتى نهاية جلسة الخميس الماضي، بخسائر بلغت 1.35 مليار درهم.
وقال أمين الحناوي، المحلل بأسواق المال لـ”مباشر”، إن شراء السهم في الوقت الحالي يُعرض المستثمرين لمخاطر من الممكن أن تهدد 75% من رأسمالهم.
وأضاف الحناوي: أن الجميع ينتظر خطط عودة الشركة للربحية (خارطة الطريق)، وهو الأهم وليس إعلان خطة إعادة الهيكلة.
وطبقاً للإحصائية انخفضت قيمة السهم السوقية لتصل في جلسة 13 أبريل الجاري إلى 4.14 مليار درهم (1.13 مليار دولار)، مقارنة بـ 5.49 مليار درهم (1.49 مليار دولار) قيمة السهم السوقية في جلسة 13 فبراير الماضي.
وتخلى سهم أرابتك خلال تلك الفترة عن مستوى الدرهم، مسجلاً تراجعاً نسبته 24.5%، بالغاً سعر 898 فلساً، مقارنة بـ 1.19 درهم.
وقال رامي السيداني، المحلل بأسواق المال لـ”مباشر”، إن الحالة النفسية التي خلقتها نتائج أرابتك، وخطط إعادة هيكلتها أثرت بشكل قوي على أداء سهم الشركة بسوق دبي وقادته للهبوط في تلك الفترة.
وأوضح السيداني أن السوق يحتاج إلى تطمينات من الشركة من خلال تقديم معلومات أكثر للسوق، فيما يتعلق بعملية إعادة الهيكلة التي ترغب في تنفيذها للإنقاذ من الإفلاس.