نفط وعملات

“NBK”: “أوبك” تحافظ على أولوية الحصة السوقية بدلاً من الأسعار

A worker walks past a pump jack on an oil field owned by Bashneft company near Nikolo-Berezovka

 

 

قال بنك الكويت الوطني (NBK) في أحدث تقاريره عن أسواق النفط العالمية، إن تزايد المخزون النفطي وقوة الدولار استمرا في فرض ضغوطاتهما على أسعار النفط خلال شهر نوفمبر.

وأضاف التقرير الذي تلقى “مباشر” نسخة منه، أن أسعار النفط بقيت عند مستوياتها المنخفضة خلال شهر نوفمبر عند أقل من 50 دولاراً للبرميل للشهر الرابع على التوالي تماشياً مع استمرار وفرة الإنتاج.

وواجهت الأسعار المزيد من الضغوطات التي أدت إلى تراجعها كقوة الدولار وارتفاعه إلى أعلى مستوى له منذ ثمانية أشهر خلال الشهر، وتراجع الأسهم الصينية بواقع 5%.

وقد أنهى مزيج برنت شهر نوفمبر عند 44.5 دولار للبرميل، بينما استقر مزيج غرب تكساس المتوسط عند 41.7 دولار للبرميل، إذ تراجع كل من المزيجين بنحو 5.0 دولار للبرميل أو 10.0% منذ بداية الشهر.

وتعدّ هذه المدة الأطول التي بلغ فيها سعر مزيج برنت أقل من 50 دولاراً للبرميل منذ الأزمة المالية وفي ظل وجود أكبر فائض نفطي منذ سبعة عشر عاماً حسب ما تقدره وكالة الطاقة الدولية، وحسب الوكالة فقد ارتفع مخزون النفط لمستويات قياسية عند 3.0 مليار برميل يومياً، والذي يعد أعلى من مستوياته التاريخية السابقة.

وأنهت “أوبك” اجتماعها النصف سنوي دون الوصول لاتفاق وتحديد سقف الإنتاج الرسمي للمنظمة عند 30 مليون برميل يومياً، والانتظار إلى حين النصف الأول من العام 2016 لاتخاذ أي قرار، حيث ستكون الصورة أكثر وضوحاً في ذلك الوقت وسيقلّ التردد بشأن النفط الإضافي الإيراني للسوق فور رفع العقوبات.

وتشير آخر بيانات “أوبك” إلى أن إنتاجها في أكتوبر قد بلغ 31.3 مليون برميل يومياً، متراجعاً بواقع 260 ألف برميل يومياً أو 3.2% عن الشهر السابق، ومواصلاً للشهر السادس على التوالي تجاوزه لسقف 31 مليون برميل يومياً.

وأوضح التقرير أن إنتاج العراق سجل أكبر تراجع في شهر أكتوبر بواقع 200 ألف برميل يومياً ليصل إلى 4.0 مليون برميل يومياً، بسبب سوء الطقس في شمال الخليج الذي تصدر الدولة منه معظم النفط.

وذكر التقرير ارتفاع إنتاج العراق إلى أعلى مستوى له عند 4.2 مليون برميل يومياً في سبتمبر، وشهد إنتاج السعودية والكويت تراجعاً، مقارنة بشهر سبتمبر بواقع 70 ألف برميل يومياً و40 ألف برميل يومياً على التوالي.

وجاء التراجع في الكويت ليصل إنتاجها إلى مستوى 2.7 مليون برميل يومياً نتيجة بعض أعمال الصيانة، وتهدف الكويت إلى تعويض تراجع الإنتاج في المنطقة المشتركة بينها وبين السعودية وذلك من خلال رفع الإنتاج في بعض الحقول الأخرى، بينما ثبت إنتاج كل من الإمارات وقطر عند 2.8 مليون برميل يومياً و0.7 مليون برميل يومياً على التوالي.

وأشار التقرير إلى أن أكبر الزيادات في الإنتاج جاءت من ليبيا التي سجلت ارتفاعاً بواقع 50 ألف برميل يومياً ليصل الإنتاج إلى 430 ألف برميل يومياً، مرجحاً أن تكون هذه الزيادة عرضية لا سيما مع غلق ميناء زويتينة الشرقي في نوفمبر نتيجة أعمال العنف واستمرار تدهور الأوضاع الأمنية.

وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى قوة إنتاج الدول من خارج أوبك خلال شهر أكتوبر رغم تراجع أسعار النفط وخفض الإنفاق الرأسمالي، حيث تمكنت الصين وفيتنام وعمان والدول المنتجة من شمال الأطلسي من رفع إنتاجها.

وسجلت روسيا زيادات كبيرة والتي تعد ثاني أكبر الدول المنتجة من دول خارج منظمة أوبك، إذ استمرت في ضخ إنتاجها ليصل إلى مستويات تاريخية عند ما يقارب 10.8 مليون برميل يومياً أي أكثر من العام الماضي بواقع 1.3% حتى مع الضيقة المالية التي تشهدها بسبب تراجع أسعار النفط والعقوبات المفروضة عليها.

وتراجع إنتاج النفط الصخري الأمريكي الذي أحدث ثورة وأصبح المصدر الأكبر لنمو الإنتاج من خارج أوبك خلال الأشهر الستة الماضية.

وتشير التقديرات الأسبوعية التي تصدرها الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة، إلى أن الإنتاج قد تراجع بواقع 400 ألف برميل يومياً أو 4.0% ليصل إلى 9.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من 27 نوفمبر من أعلى مستوى حققه منذ 44 عاماً عند 9.6 مليون برميل يومياً، وسط خفض في الإنفاق الرأسمالي من قبل شركات النفط الضخمة وتقليل نشاط التنقيب وهو ما أدى بدوره إلى تراجع عدد حفارات التنقيب الأمريكية بنحو أكثر من 65% عن أعلى مستوى لها في شهر أكتوبر.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية تراجع إنتاج النفط الصخري الأمريكي بنحو 0.6 مليون برميل يومياً في العام 2016 متراجعاً بنحو أكثر من 10%، وأن ينعكس هذا التراجع على إجمالي إنتاج الدول من خارج أوبك في عام 2016، وأن يتراجع بنحو 0.6 مليون برميل يومياً عاكساً بذلك الزيادة التي سجلها الإنتاج بواقع 1.3 مليون برميل يومياً، والتي من المتوقع أن تظهر في عام 2015.

ومن جانب الطلب، فتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الانتعاش الذي شهده الطلب بتأثير من تراجع أسعار النفط وقوة أساسيات السوق التي خالفت التوقعات في العام 2015، قد يكون مرحلياً ويتراجع على المدى الطويل خلال العام 2016.

وبعد بلوغ الطلب أعلى مستوى له منذ خمس سنوات عند 1.8 مليون برميل يومياً في العام 2015، فتتوقع الوكالة تباطؤه إلى 1.2 مليون برميل يومياً في العام 2016.

مع التوقعات بتراجع نمو الانتاج من خارج أوبك بنسبة اكبر من التراجع في نمو الطلب العالمي، فمن المتوقع أن يزداد الطلب على النفط من أوبك إلى 31.3 مليون برميل يومياً في العام القادم، وذلك حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وقد رفعت الوكالة تلك التقديرات بواقع 0.2 مليون برميل يومياً مقارنة بتوقعاتها السابقة وبذلك تقترب التقديرات من الإنتاج الفعلي لأوبك عند 31.4 والتي تنذر بضيق الأوضاع في الأسواق مقارنة بالأشهر الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى