الاخبار الاقتصادية

الفجوة السعرية للإيجارات تتسع بين دبي والشارقة بشكل كبير

3208540

 

مع ارتفاع اسعار الإيجارات في دبي – وتحديداً بالمناطق التي كانت مألوفة بأسعارها المتوسطة – عادت الفجوة السعرية للإيجارات تتسع مرة أخرى بين دبي والشارقة بالشكل الذي يفرض فيه عامل قصر المسافة بين الإمارتين نفسه مرة أخرى على حسابات المستأجرين فيما استفادت أسعار الايجارات في إماراتي الشارقة وعجمان من الطفرة التي حدثت في دبي حيث بدأت أسعار الايجارات في الاماراتين مواكبة هذا الارتفاع وبنسب متباينة حسب الموقع وتميز العقار.بحسب جريدة البيان

وعلى الرغم من نسبة الارتفاع في أسعار الإيجارات في الشارقة والتي دفعت بعض المستأجرين بها للنزوح إلى عجمان إلا أنها ظلت أقل من دبي بنسب مغرية للمستأجرين من متوسطي الدخل الباحثين عن وحدات عقارية تناسب ميزانيتهم.

وبحسب عقاريين ووسطاء فإن الـ 9 شهور الماضية وتحديداً منذ الربع الأخير لعام 2013 شهدت عودة لعدد من المستأجرين القادمين من دبي للإقامة بالشارقة بحثاً عن أسعار أقل للسكن فيما حل محلهم في دبي القادمون الجدد إلى الإمارة من أصحاب الدخول المرتفعة سواءً من مستثمرين أو من ميسورين اتخذوا من الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص ملاذاً آمناً في ظل التوترات التي تشهدها أغلب دول المنطقة.

وقدر خبراء ومتخصصون في القطاع العقاري نسبة نزوح المستأجرين في الاتجاه العكسي من دبي إلى الشارقة ما بين 10 إلى 15 ٪ تقريباً لافتين إلى أن الشهرين الأخيرين شهدا تباطؤاً في حركة الطلب على الإيجار وهو أمر طبيعي خلال موسم الصيف وايضاً شهر رمضان.

وتوقعوا أن تتضح اتجاهات المستأجرين بشكل أكبر خلال الأشهر المقبلة في النصف الأخير من العام إذ من المتوقع استمرار مؤشر أسعار الإيجارات في الصعود.

حركة المستأجرين

قال محمد ترك مدير إدارة العقارات بشركة الوليد العقارية إن ما بين 10 إلى 15 ٪ من المستأجرين الذين كانوا قد انتقلوا إلى دبي في أعقاب الأزمة المالية وانخفاض أسعار العقارات في الإمارة، قد عادوا مرة أخرى للبحث عن إيجارات بالشارقة وعجمان في ظل عودة اسعار الايجارات للارتفاع مرة اخرى في دبي وتحديداً منذ منتصف العام الماضي.

وأشار إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعاً كبيراً لأسعار الإيجارات في دبي نتيجة ارتفاع الطلب على الإقامة بها، وهو ما أدى إلى خروج عدد من المستأجرين من أصحاب الرواتب المتوسطة إلى الإمارات الشمالية وتحديداً الشارقة وعجمان في حين حل محلهم القادمون الجدد إلى الإمارة من أصحاب الرواتب الأعلى، لافتا إلى أن هذه الفئة الأخيرة جعلت المعروض للإيجار أقل من الطلب وبالتالي فإنه من غير المتوقع انخفاض الأسعار مرة أخرى خلال الفترة المقبلة.

الانتقالات الداخلية

وأضاف مدير إدارة العقارات بشركة الوليد العقارية إن فارق الاسعار بين دبي والشارقة يشكل نحو 50 ٪ تقريباً حتى مع الزيادات الأخيرة في أسعار الإيجارات بالشارقة، والتي تمت بناءً على نشاط السوق بالشارقة نتيجة حركة الانتقال الداخلية بين المستأجرين من إمارة لأخرى والتي بدأت منذ منتصف 2013 مع بداية صعود مؤشرات أسعار الإيجارات.

وأكد محمد ترك أن زيادة اسعار العقارات في دبي تنشط سوق الشارقة خاصة في موسم الصيف والذي يعد منخفضاً من حيث أعداد الوافدين إلى الدولة وبالتالي فإن النشاط الأخير الذي شهدت سواءً كان الشارقة او عجمان أو الإمارات الشمالية بشكل عام هو نتاج لحركة انتقال داخلي للمستأجرين بين الإمارات.

ولفت إلى أن عودة الازدحام المروري الشديد في الطريق بين الشارقة ودبي أحد المظاهر التي تشير إلى عودة عدد من العاملين بدبي للإقامة بالشارقة.

طفرة الشارقة

قال محمود العوضي مدير شركة البستان للعقارات بالشارقة إنه على الرغم من ارتفاع الأسعار في دبي إلا أنه لم يلحظ وجود حركة انتقال كبيرة للمستأجرين بين دبي والشارقة، بخلاف ما كان ملاحظاً في السابق. وارجع العوضي هدوء هذه الظاهرة الآن على الرغم من ارتفاع أسعار الإيجارات بدبي إلى وجود ارتفاعات أيضاً في أسعار الإيجارات بالشارقة، لافتاً إلى أن زيادة الاسعار جاءت في ظل وجود مستويات جيدة من الطلب منذ بداية العام الجاري وإن كان الشهران الاخيران يشهدان هدوء نسبياً في الطلب نتيجة موسم الصيف وشهر رمضان.

قال رامز وجيد، مستأجر، إنه انتقل من ديسكفري جاردنز إلى منطقة نهدة الشارقة نتيجة تضاعف أسعار الإيجارات بشكل كبير خلال العام الماضي، لافتا إلى أن سعر الغرفة الواحدة في ديسكفري جاردنز قبل 2013 كان 36 ألف درهم وارتفع إلى نحو 60 الف درهم العام الماضي، وهو ما دفعه للانتقال إلى النهدة بالشارقة بنفس المساحة وبسعر 27 ألف درهم.

وتابع إنه تم إبلاغه من قبل المالك بأن تجديد العقد سيكون على سعر 48 ألف درهم في الشارقة غرفة واحدة، أي بزيادة تتجاوز الـ77 ٪، مطالبا بضرورة وضع سقف للزيادات السنوية التي يفرضها الملاك بالشارقة حتى لا يظل المستأجر في حالة انتقال دائم من إمارة لأخرى بحثا عن اسعار مناسبة له.

وسجلت مناطق مثل «ديسكفري جاردنز» و»انترناشونال سيتي» في دبي زيادات في أسعار الإيجارات خلال الربع الثاني من 2014 مقابل نفس الفترة من العام السابق بلغت 36 ٪ و66 ٪ على التوالي، على الرغم من أن تلك المناطق كانت تعتبر ضمن دائرة الأسعار المقدور عليها، وفق أحدث تقرير لشركة استيكو للخدمات العقارية.

البنايات الجديدة

وفي السياق ذاته سجلت الزيادات في أسعار الإيجارات في الشارقة في المناطق التي تضم البنايات الجديدة في الربع الثاني من 2014 نسباً متفاوتة إذ بلغت في الخان 7 ٪ و6 ٪ بالمجاز و5 ٪ النهدة.

انتعاش في عجمان

حقق قطاع العقارات في عجمان نمواً في الطلب وحالة من الانتعاش خلال الربع الثاني من 2014 بلغ 7 % مستفيداً من أسعار الإيجارات المعقولة المتوفرة لديه.

ويتراوح سعر إيجار الشقة المكونة من غرفتين في عجمان حالياً بين 30 و45 ألف درهم سنوياً مقارنة بـما يصل إلى 80 ألف درهم في الشارقة.

مؤشر الايجارات يحدد اتجاهات حركة الانتقالات

قال الدكتور عبد الله الشيباني رئيس شركة أملاك المدينة للعقارات في الشارقة إن الحركة دائماً طردية أو عكسية بين الشارقة ودبي بحسب مستويات الأسعار حيث يعد مؤشر الايجارات البوصلة الموجهة والمحددة لاتجاهات حركة انتقالات السكان.

ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الإيجارات في دبي بشكل كبير يدفع العديد من المستأجرين من العاملين بالإمارة للتفكير في الانتقال إلى الشارقة على الرغم من الازدحام المروري بين الامارتين ومن ثم خسارة الوقت في الطريق إلا أن الفارق الكبير في السعر يجعل الأمر مغرياً لهم.

وأضاف رئيس شركة أملاك المدينة للعقارات بالشارقة إلى أنه منذ بداية عام 2013 وأسعار الإيجارات في دبي تشهد ارتفاعات ملموسة سجلت نحو 30% تقريباً وذلك بفارق يقدر بنحو 50% عن اسعار الإيجارات بالشارقة، والتي شهدت ارتفاعات أيضاً نتيجة عودة معدلات الطلب إلى مستوياتها المرتفعة سواء كان في الشارقة أو في دبي.

وتابع عبد الله الشيباني أن انتعاش الأسعار بالشارقة بدأ منذ حوالي 4 إلى 5 أشهر مسجلة نسبة نمو في الاسعار بلغت نحو 20%، واعتبر رئيس شركة أملاك المدينة للعقارات في الشارقة التقديرات الأخيرة بشأن تحقيق أسعار الإيجارات بالشارقة نمو بنسبة 3% أنها تقديرات أقل بكثير من الواقع الفعلي مشيراً إلى أن الاسعار ارتفعت منذ بداية العام لأكثر من 20%.

وتابع أن سعر إيجار الغرفة الواحدة بالشارقة ارتفع من 22 ألف درهم سنوياً إلى نحو 35 ألف درهم في بعض المناطق. وعلى الجانب الأخر، قال الدكتور شهريار العطار، مدير عام مكتب الامبراطور للعقارات، إن ظاهرة عودة المستأجرين من دبي إلى الشارقة ما زالت لم تتجلّ بشكل كبير نظراً لوجود ارتفاع أيضا في اسعار الإيجارات بالأخيرة وإن كانت لا تزال أقل من دبي . ولفت إلى أنه وفقاً للمؤشرات الحالية فإنه من غير المتوقع عودة انخفاض الأسعار مرة اخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى