تقرير: استراتيجيات تنويع الدخل تحت الاختبار وسط استمرار التذبذب لدى أسواق النفط
قال تقرير شركة نفط الهلال الأسبوعي أنه بات من المؤكد عدم قدرة استراتيجيات التنويع التي انتهجتها دول المنطقة على مواجهة كافة التغيرات والتطورات الايجابية والسلبية التي تشهدها أسواق النفط والطاقة العالمية، على الرغم من الانجازات المحققة على هذا الصعيد لدى غالبية دول المنطقة المنتجة للنفط والغاز، يأتي ذلك نتيجة الاختلاف الكبير بين أهداف استراتيجيات التنويع والمراحل الزمنية التي تحتاجها لتتحقق، وبين حالة التذبذب وعدم الاستقرار التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية على أساس يومي وشهري وربعي وموسمي، والتي تؤثر سلبا على كافة الخطط الآنية ومتوسطة وطويلة الأجل، ومن غير المجدي الاتجاه نحو ايجاد الحلول نحو دعم استقرار أسواق الطاقة نظرا لصعوبة تحقيق ذلك ان لم تكن مستحيلة، وبالتالي لابد من الاتجاه نحو الداخل واعتبار التذبذبات السلبية التي تسجلها أسواق الطاقة بمثابة فرصة لاعادة اختبار استراتيجيات التنويع لمصادر الدخل المعتمدة والجاري تنفيذها واجراء التعديلات اللازمة عليها للحيلولة دون ضياع البوصلة وضمان تحقيق أعلى نتائج ممكنة ضمن مختلف ظروف الأسواق.
وأضاف التقرير المنشور في “النهار”: ليس جديدا القول بان غالبية الدول المنتجة للنفط والغاز على مستوى العالم تعتمد بشكل شبه كلي على الايرادات المتأتية من بيع النفط والغاز، فيما تعتمد دول المنطقة المنتجة للنفط والغاز على تلك الايرادات لتغطية المصاريف الجارية والبنى التحتية ومشاريع التنمية والتنويع أيضا، حيث تشير البيانات المتداولة الى استحواذ الايرادات النفطية ما يقارب 60 في المئة من اجمالي الايرادات الكلية لكل من قطر والامارات، فيما تصل الى 90 في المئة لدى المملكة العربية السعودية، وما يقارب 93 في المئة لدى دولة الكويت، فيما تسجل تلك الدول محاولات جدية لرفع مساهمة القطاعات غير النفطية من اجمالي الناتج المحلي ضمن خططها الاستراتيجية، فيما تقود دولة الامارات العربية المتحدة هذا الاتجاه تليها قطر والتي تنتهج من التنويع الاستثماري الداخلي والخارجي دستورا لها، ويبقى الاختلاف بين تلك الدول في حجم الخطط والفترات الزمنية اللازمة والأولويات الاقتصادية لكل دولة، في حين تكمن مخاطر تأخر قطف ثمار التنويع نظرا لاتساع النفقات الجارية بدلا من الانفاق الرأسمالي أو الانفاق الاستثماري طويل الأجل.
ويشكل النجاح في تنويع مصادر الدخل بما فيها الايرادات من مصادر النفط والغاز بمثابة التحوط من كافة المتغيرات المالية والاقتصادية المتوقعة وغير المتوقعة، ذلك ان الدول المنتجة للنفط والغاز تواجه تحديات كبيرة نتيجة استمرار التذبذب على ايراداتها السنوية، في المقابل فان نجاح خطط التنويع ليس بالأمر المستحيل، وهناك العديد من الأمثلة القريبة والبعيدة من المجدي النظر اليها وتقييم مدى انسجامها مع المتطلبات المحلية لكل دولة من دول المنطقة وانتاج خطط واستراتيجيات مماثلة تعمل على مساعدة الدول في تحقيق التنويع والافلات من مخاطر التذبذب على الايرادات، يذكر هنا ان المشاريع التي تم انجازها على مستوى القطاع الصناعي والسياحي والعقاري والتجاري من الممكن البناء عليها وتوسيع نطاق عملها واستهدافاتها خلال الفترة القادمة، الأمر الذي من شأنه ان يحمل نتائج ايجابية سريعة على مستوى رفع مستوى المناعة تجاه المخاطر والتذبذبات الاقتصادية العالمية.