خبراء: القلق بدأ يتلاشى تدريجياً من اسواق الأسهم الإماراتية
اعتبر المحلل المالي وضاح الطه، أن عودة مشهد الهبوط الحاد لسوق دبي أمس تراجع في المقام الأول للأداء السلبي للأسواق العالمية، خاصة المؤشرات الأميركية، التي تزامنت مع فجوة المحفزات الداخلية، ما جعلها أن تقع فريسة العوامل الخارجية، في ظل سيطرة المحافظ الأجنبية على مجريات الأمور.بحسب جريدة الاتحاد
وأضاف أن السوم لم يتمكن السوق من المحافظة على الارتداد الإيجابي للأسهم في جلسة الاثنين، بعد الهبوط الحاد في مطلع الأسبوع، وذلك بعد أن عادت ضغوط العوامل الخارجية تفرض نفسها على السوق، ما يعكس زيادة تشابك الأسهم المحلية مع الأسواق العالمية في هذه المرحلة، خاصة بعد الترقية على مؤشرات عالمية عدة، وزيادة حصص استثمارات الأجانب في الأسهم المحلية، مع تجاهل المؤشرات الإيجابية للاقتصاد الوطني، المعزز بفرص قوية للنمو الواسع، في ظل الأداء المتسارع للقطاعات غير النفطية.
وقال كفاح محارمة مدير عام شركة الدار للأسهم والسندات إنه لا توجد مبررات حقيقية للهبوط.
وأضاف: الآن بدأنا نتبع السوق الأميركية، رغم أنه لم يرتبط السوق المحلي بالارتفاع الكبير الذي سجلته أسواق المال الأميركي خلال السنتين الماضيتين، ولذلك من المستغرب أن تعكس أسواق المال المحلية الهبوط مقتفية أثر السوق الأميركية.
وأشار إلى أنه لم تكن الاتجاهات واضحة المعالم لدى معظم المستثمرين خلال جلسة التداول أمس، وكانت هناك ضبابية في قرارات الشراء والبيع.
من جهته، قال وضاح الطه محلل مالي، إن الارتباط واضح مع حركة مؤشر السوق الأميركية، وهناك دور أكبر للمحافظ الأجنبية في حركة السوق المحلية.
وقال: خلق ذلك جوا سلبيا مفرطا في السوق، رغم أن الاقتصاد المحلي لا يواجه أزمة، وما يحدث في السوق المالي، لا يمت بصلة لمؤشرات الاقتصاد الكلي للدولة.
وأوضح الطه أن هناك غيابا في الحوافز من طرف الشركات المحلية، وهناك هامش قلق مرتبط بعمليات بيع للمحافظ الأجنبية التي تبيع لبعض الأسهم الثقيلة في المؤشر، وذلك كله يخلق حالة من عدم اليقين تؤدي إلى عمليات بيع من دون سبب، وهبوط غير مبرر.
وأضاف: هناك ظاهرة حاليا بدأت في السوق المحلية أن غالبية المتعاملين الأفراد يراقبون إغلاق مؤشر داو جونز ومؤشرات البورصات الأميركية، كل مساء لمعرفة ما سيحدث في سوق المال المحلية في اليوم التالي.
وقال: اعتقد أن القلق بدأ يتراجع، وهناك استيعاب تدريجي، من قبل المتعاملين في السوق للوضع، وتوقع أنه مع بدء إعلان الشركات المساهمة العامة عن نتائج الربع الثالث فإنه قد يتجه السوق للاستقرار نسبيا.
يشار إلى أن الأسواق العالمية تابعت موجة الهبوط أمس، إذ هوى مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية 2,4 ليسجل أقل مستوى إغلاق في شهرين، بفعل مخاوف من أن يؤثر ضعف الاقتصاد العالمي سلبا على النمو في الولايات المتحدة.
وقال الخبير المالي عميد كنعان إننا لانزال في منطقة المبالغة في ردة الفعل على كل ما هو سلبي في الاسواق العالمية واعتماد شريحة كبيرة من المتداولين على افتتحاها في بناء قراراتهم بالدخول او الخروج من السوق وهو أمر غير صحي، مؤكدا انه لا توجد مبررات للبيع بدافع الخوف الذي نشهده في الوقت الراهن في ظل وجود اساسيات جيدة لغالبية الشركات المدرجة.
واضاف: من حق اي مستثمر بناء مراكز سعرية جديدة لكن يجب يتم ذلك استنادا الى اساسيات السوق وليس اعتمادا على العاطفة والبيع العشوائي الذي يساهم في الاساءة الى الاسواق المحلية التي تتميز بخصوصية عن غيرها من الاسواق الاخرى.