خبراء: عدم فهم آلية البناء السعري في اكتتاب «إعمار مولز» يربك متعاملين
قال خبيران ماليان إن هناك حالة من الارتباك وعدم الفهم تسود أوساط المستثمرين في سوق الأسهم، فضلاً عن الراغبين في المشاركة في اكتتاب مجموعة «إعمار مولز»، نتيجة لعدم فهم طريقة تحديد سعر السهم في الاكتتاب، من خلال اتباع آلية البناء السعري للورقة المالية. وأضافا أنه على الرغم من عدم اعتياد المستثمرين آلية البناء السعري للورقة المالية (بوك بيلدنج)، فإنها تعد الطريقة المطبقة في الدول المتقدمة، وهي أكثر دقة وعدالة في تحديد السعر النهائي للسهم، بعيداً عن مبالغة بعض الشركات في تحديد علاوة الإصدار للسهم. بحسب جريدة الإمارات اليوم
بدورها، أطلقت مجموعة «إعمار مولز» أمس، مركز اتصال يعمل على مدار الساعة لمساعدة المستثمرين الأفراد في الدولة للتعرف إلى التفاصيل الرئيسة المتعلقة بالاكتتاب الأولي العام في سوق دبي المالي، في وقت أكدت فيه هيئة الأوراق المالية والسلع أن الشركة المصدرة ــ في آلية البناء السعري ــ تتعاون مع الجهة المعتمدة لغايات الإدارة والإشراف على الاكتتاب، بتحديد سعر السهم، وذلك بعد تحليل بيانات السجل الخاص بأوامر الاكتتاب في الأسهم المطروحة.
عدم فهم
وتفصيلاً، قال رئيس الاستثمارات في مجموعة شركات الزرعوني، وضاح الطه، إن «هناك حالة من الارتباك وعدم الفهم تسود أوساط المستثمرين في سوق الأسهم، والراغبين في المشاركة في اكتتاب مجموعة (إعمار مولز)، نتيجة لعدم فهم طريقة تحديد سعر السهم في الاكتتاب، من خلال اتباع آلية البناء السعري للورقة المالية».
وأشار إلى أن حالة عدم الفهم كانت أحد الأسباب وراء تراجع السوق بقوة أول من أمس، وخسارة الأسهم نحو 13 مليار درهم من قيمتها السوقية، بعد تفضيل بعض المستثمرين بيع سهم «إعمار العقارية» الأكثر نشاطاً.
وأضاف الطه أن «حالة عدم الفهم ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم يستوعب العديدون طريقة تحديد السعر عبر (آلية البناء السعري)، التي يتم فيها بناء سجل أوامر الاكتتاب من خلال طلبات الاكتتاب المقدمة من المستثمرين المؤهلين فقط (المصارف والمؤسسات المالية وصناديق الاستثمار وغيرها من الشركات والمؤسسات)».
وأوضح أنه «على الرغم من أن تلك الآلية طبقت من قبل في السعودية، وتوفر عدالة لطرفي الاكتتاب (الشركة المصدرة والمكتتبون من مؤسسات وأفراد)، فإنه كان يجب على شركة (إعمار) تطبيق ما ورد في إعلان الاكتتاب، من توفير شرح للراغبين في الاكتتاب عن تلك الآلية».
وذكر الطه أنه في ما يتعلق بالمستثمرين الأفراد، فإنه يمكن القول إنهم سيكونون على علم بالنطاق السعري للسهم في الاكتتاب، في أول يوم للاكتتاب، بمعنى أن يتم تحديد أقل وأعلى سعر للسهم يمكن الاكتتاب به.
وبين أن «المستثمر عادة ما يقدم طلب الاكتتاب بالسعر المحدد ضمن النطاق السعري المحدد، وبعدها يتم تحديد السعر النهائي للسهم الذي يعتمد على أن تكون حصص المؤسسات ممثلة لأغلبية الحصص المستخدمة».
ونبه إلى أن «المستثمر في تلك الحالة، لا يسدد قيمة الأسهم التي يرغب الاكتتاب فيها عند تقديم طلب الاكتتاب، لكنه يسدد القيمة بعد تحديد السعر النهائي للسهم عقب غلق باب الاكتتاب».
آلية معتمدة
وسوغ الطه، اختيار «إعمار مولز»، آلية البناء السعري، لتحديد سعر الاكتتاب، بأنها الآلية المعتمدة في الأسواق المتقدمة لتحديد سعر الاكتتاب، وذلك حتى لا يكون أقل أو أعلى من القيمة الحقيقية للسهم.
وقال إن «الطريقة التقليدية عبر تحديد سعر ثابت، يعتمد على القيمة الإسمية، مضافاً إليها علاوة الإصدار، ثبت عدم دقتها، إذ أظهرت دراسة لصندوق النقد الدولي جرت في عام 2007 عن 43 عملية اكتتاب جرت في منطقة الخليج، أن معدل العائد على الاكتتاب في أول يوم لتداول السهم المكتتب فيه في البورصة بلغ 296% مقابل 5.4% فقط في الأسواق المتقدمة التي تتبع الطرق المتقدمة في التسعير»، مشدداً على ضرورة وضع معايير محددة لآلية البناء السعري وتحديد مدير الاكتتاب الذي يحدد السعر بناء على الطلبات.
طريقة أكثر دقة
من جهته، اتفق المحلل المالي، مصطفى حسن، مع الطه في أن هناك حالة من التخبط تسود أوساط المستثمرين نتيجة لعدم فهم آلية تحديد سعر السهم في اكتتاب «اعمار مولز».
وقال إن «الأمر ببساطة يعتمد على الطلبات المقدمة من المؤسسات، ومن خلالها ستحدد الشركة للمستثمرين الأفراد المدى السعري للسهم، بمعنى أدنى وأعلى سعر للاكتتاب».
وأكد حسن أن «اعتياد المستثمرين طريقة السعر الثابت للسهم في الاكتتاب، كانت السبب في حالة عدم الفهم ، لكن مع الوقت، سيكتشف المستثمرون أن آلية البناء السعري للورقة المالية (بوك بيلدنج) ستكون أكثر دقة في تحديد السعر، بعيداً عن مبالغة بعض الشركات في تحديد علاوة الإصدار للسهم»، مشيراً إلى أن تحديد السعر النهائي للسهم سيتم بعد نهاية الاكتتاب.