خبراء: مؤشرات الإسهم الخليجية تفشل في التخلص من تبعية التأثير العالمي
أكد محللون وخبراء أن التذبذبات التي شهدتها أسواق المال المحلية خلال الأيام الماضية، لا ترتبط بأسباب داخلية. وأشاروا إلى أنها تقتفي أثر الأسواق الإقليمية والعالمية التي تشهد تراجعات كبيرة. وفشلت معظم مؤشرات بورصات المنطقة في التخلي عن تبعية التأثير العالمي، وأشعل الهبوط الحاد للبورصات العالمية موجة نزول جديدة في العديد من أسواق المنطقة.بحسب جريدة البيان
وسيطر التراجع على مؤشرات السعودية والبحرين وسلطنة عمان، فيما ارتفعت بورصتا الكويت وقطر. ونزل المؤشر السعودي 1.34% إلى 10250.8 نقطة، فيما سجل المؤشر المصري خسائر للجلسة الثالثة على التوالي بنزوله 0.82% إلى 9040.7 نقطة.
مؤشر مسقط
وواصلت مؤشرات سوق مسقط تراجعاتها للجلسة الخامسة على التوالي، وأنهى المؤشر الرئيس تداولاته خاسراً نحو 0.44%، وفق تقرير مباشر، تعادل 31.97 نقطة ليغلق عند 7166.73 نقطة، فيما خسر مؤشر الشريعة بنحو 0.34% إلى 1065.71 نقطة.
قال محمود سعد المحلل الفني لأسواق المال، إن المؤشر استكمل مسيرة الأداء السلبي، تزامناً مع موجة هبوط عنيفة ضربت الأسواق العالمية والإقليمية، في ظل تزايد المخاوف من التعرض لركود اقتصادي عالمي، وصاحب هذا التراجع زيادة في أحجام التداول، حيث جاءت بواقع 98.8 مليون سهم، وهو الأمر الذي يعد سلبياً خلال هذه الفترة.
وضغط على أداء المؤشر العام التراجع الجماعي للقطاعات بقيادة القطاع المالي، والذي انخفض بنسبة 1.07%، فيما هبط قطاعا الصناعة والخدمات بنحو 0.49% و0.09% على التوالي.
تراجع بحريني
وأنهى المؤشر العام لبورصة البحرين الجلسة متراجعاً 0.39%، بخسائر بلغت 5.67 نقاط، هبط بها إلى مستوى 1459.49 نقطة، مواصلاً تراجعه للجلسة الثالثة على التوالي. وجاء تراجع مؤشر البورصة بضغط مباشر من قطاع البنوك التجارية، الذي أغلق متراجعاً بنسبة 0.57%، في ظل أداء سلبي لأسهم بنك البحرين والكويت والبحرين الإسلامي.
وعمق قطاع الخدمات من خسائر المؤشر العام للبورصة، متراجعاً بنسبة 0.92%، تصدر بها القطاعات الخاسرة، بضغط من ثلاثة أسهم، بقيادة بتلكو الذي أغلق متراجعاً بنسبة 1.73%، ليهبط إلى مستوى 0.340 دينار.
وأغلق سهم مجموعة ترافكو متراجعاً 5.83%، ليتصدر قائمة الأسهم الخاسرة، ويصل إلى مستوى 0.226 دينار، كما جاء إغلاق سهم البحرين لمواقف السيارات بتراجع نسبته 5.26%، مغلقاً عند مستوى 0.162 دينار.
الكويت تخالف
وتمكنت، في المقابل، مؤشرات بورصة الكويت من التخلص من العامل النفسي، وتخالف الاتجاه العام مرتفعة بعد يومين من الهبوط، تأثر فيهما السوق بمخاوف المتعاملين بشأن هبوط الأسواق العالمية وأسعار النفط. وأغلق مؤشر كويت 15 للأسهم القيادية مرتفعاً 0.1% إلى 1203.3 نقاط، والمؤشر السعري الرئيس 0.3% إلى 7580.8 نقطة.
وقال مجدي صبري المحلل المالي: الارتفاع أمر طبيعي بعد الهلع غير المبرر والمبالغ فيه خلال اليومين الماضيين، عازياً هبوط البورصة يومي الأحد والاثنين إلى عوامل نفسية ليس أكثر.
وأكد صبري أن الحذر لا يزال سيد الموقف في بورصة الكويت «لكن في الوقت نفسه، الناس بدأت تستقر والقلق تراجع كثيراً، مقارنة بما كان عليه في اليومين الماضيين». وارتفعت أسهم بيتك 1.2%، وبنك الكويت الدولي 1.6%، وبنك برقان 1.9%، وبوبيان للبتروكيماويات 1.4%. وهبطت أسهم بنك الكويت الوطني 1%، والمباني 1.9%، والكويت للتأمين 6.1%.
مؤشر قطر
وواصلت بورصة قطر ارتفاعها في ختام تداولات، لتسجل الصعود الثاني لها هذا الأسبوع، بالتزامن مع حالة الإيجابية التي يعيشها المتداولون بعد التراجعات الحادة.
وعمد المضاربون إلى عمليات الشراء اللافتة من جديد، وزيادة المراكز ببعض الأسهم المتوسطة والقيادية، والتي كان أبرزها سهم الوطني والإسلامية للتأمين، وزاد والخليج التكافلي وفودافون قطر والمصرف، بالتزامن مع الإعلان عن ارتفاع الاحتياطيات الدولية لدولة قطر، وفقاً لآخر تقرير أصدره مصرف قطر المركزي، والتي تمثل أعلى قيمة وصلت لها الاحتياطيات.
وشهد المؤشر العام ارتفاعاً بلغت نسبته 0.24%، رابحاً 32.9 نقطة، بالغاً مستوى 13511.11 نقطة، مقارنة بإغلاق جلسة الاثنين عند مستوى 13478.12 نقطة، مخترقاً حاجز الـ 13500 نقطة، حسبما ذكر تقرير مباشر، وحققت القيمة السوقية ارتفاعاً بلغت نسبته 0.3% بـ 2.3 مليار ريال إلى 728.411 مليار ريال، مقارنة بـ 726.112 مليار ريال.
انتظار غير مبرر
وقال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطنية للأوراق المالية، إن الأسواق المحلية والخليجية لا تزال تنتظر ما ستغلق عليه أسواق المال الأميركية، وإذا كانت سلبية، فقد تكون مرتبطة معها طردياً. وأشار ياسين إلى أنه لا بد من مسارعة الشركات المساهمة العامة المحلية إلى الإعلان عن نتائجها للربع الثالث، للتخفيف من الضغط على السوق، وتخفيف حدة الارتباط والتأثر بالأسواق العالمية.
علاقة نفسية
ومن جهته، قال وضاح الطه، المحلل المالي، إنه كان من المتوقع أن تنظر أسواق الأسهم إلى ما سيحدث في السوق الأميركية، متوقعاً أن تمثل نتائج الربع الثالث دعماً لأسوق الإمارات بالفترة القادمة.
وأشار الطه إلى أن العلاقة مع الأسواق العالمية نفسية أكثر منها مادية، لكن التغييرات في الاقتصاد الكلي تؤدي إلى إعادة تسعير للمحافظ، وكذلك المتعاملون في أسواق المال يأخذون بعين الاعتبار الانخفاض في إيرادات النفط، والتوقعات بانخفاض العائدات بنحو 15 ٪ للدول النفطية.
إعادة النظر في الأسهم
قال فؤاد زيدان الخبير المالي والرئيس التنفيذي لشركة إكسبيرت لاين للاستشارات المالية، إنه لما بدأت عمليات التصحيح في الولايات المتحدة، وتبعتها أوروبا وآسيا، كان لا بد من عمليات تأثر أسواق المنطقة.
وأضاف زيدان أن الانخفاض الكبير في الأسواق الأميركية، خلق ذعراً في الأسواق المحلية والإقليمية، مشيراً إلى أن عمليات التصحيح تعتبر مسألة صحية للأسواق، وهذا يدفع المستثمرين لإعادة النظر في أسهمهم.
ويشير وائل أبو محيسن المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للخدمات المالية، إلى إنه من المتوقع أن يبقى تأثير الأسواق العالمية في حركة السوق المحلية، وأن التحسن أو عدمه سيظل إلى حد ما، مرتبطاً بحركة الأسواق العالمية