طيران الإمارات ُتعزز حضورها الأفريقي بافتتاح 10 محطات جديدة
تتجه طيران الامارات الى تعميق حضورها الافريقي من خلال افتتاح 10 محطات جديدة في القارة السمراء بمعدل يصل الى 40 % .
وتمتلك الناقلة ـ بحسب “البيان” ـ 22 محطة للمسافرين والشحن الجوي وتتمتع معظم وجهاتها هناك بمعدلات اشغال عالية تتجاوز 85 % مستفيدة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدبي في ربط اسواق القارة السمراء بمصانع العالم في اسيا والصين.
وقبل ساعات من افتتاح المنتدى الافريقي العالمي للاعمال وقعت طيران الامارات اتفاقية مع الخطوط الجوية الانغولية «تاغ» هي الاكبر منذ توقعيها للاتفاقية مع شركة كوانتاس الاسترالية.
ووفقا لمصادر في قطاع الطيران فإن هذه الاتفاقية تتيح لطيران الامارات تعيين رئيس تنفيذي جديدة للناقلة الانغولية اضافة الى 4 مديرين تنفيذيين من شركة طيران الامارات للعمل مع الناقلة الانغولية وتقديم الخبرة في ما يتعلق بمراجعة عمليات الشركة التشغيلية والوجهات والاسطول اضافة الى امكانية الاستفادة من خبرات وخدمات دناتا في السفريات والمناولة الارضية ووجبات الرحلات والتدريب.
وتحتل طيران الامارات منذ سنوات الناقلة الاكبر عالميا من حيث عدد الكيلومترات المقطوعة وهي تزيد باكثر من 50 % عن ملاحقتها شركة لوفتهانزا الالمانية.
وهذه الميزة تعني ان الناقلة تتمتع بتواجد قوي في معظم الاسواق العالمية لكن شراكتها الاخيرة مع « تاج» الانغولية ورغم انها اصغر من اتفاقية كوانتاس الا انها ستعطي الشركة دورا كبيرا في الناقلة الانغولية وربما السوق الافريقي ككل بمعدلات نموه العالية رغم ان الناقلة الوطنية لن تحوز اي حصة في الشركة الانغولية.
ووفقا لمصادر إن الاتفاقية تشمل بندين رئيسيين هما تطوير العمليات التجارية والتشغيلية للشركة الانغولية والتعاون في مجال التدريب وخدمات المسافرين والشحن الجوي وبرامج ولاء المسافرين وثانيا تطوير هذه الاتفاقية لتصبح اتفاقية استراتيجية شاملة.
وتشير توقعات و تقارير غير مؤكدة الى ان الاتفاقية ربما تشمل ايضا استخدام دبي كمركز لعمليات ورحلات الناقلة الانغولية الى اسيا والشرق الاوسط فيما تستخدم طيران الامارات مطار لواندا ليكون مركز لها لرحلات امريكا اللاتينية وربما يشمل الاتفاق تأجير طائرات للشركة الانغولية من قبل طيران الامارات.
ووفقا للاعلان الذي صدر عن طيران الامارات فان الاتفاقية مدتها 10 سنوات وتخضع لموافقة الطرفين ولن تشمل شراء أي حصص. وسيكون لطيران الامارات صلاحية تعيين 4 مديرين تنفيذيين يعملون مع الشركة الانغولية.
وستقوم طيران الامارات بتطوير خطط عمل جديدة للشركة تشمل الاسطول والوجهات مع استمرار التعاون فيما يتعلق باتفاقية الرمز المشترك وبرامج ولاء المسافرين وتدريب الكوادر في الشركة الانغولية. كما ستقوم الشركة الانغولية باستشراف مجالات تعاون اضافية مع دناتا تتعلق بمناولة الشحن وخدمات المسافرين ووجبات الرحلات وخدمات السفر.
وكانت طيران الامارات قد بدأت عملياتها في انغولا في العام 2009 وخلال العام الحالي رفعت رحلاتها لتصبح يومية الى العاصمة لواندا.
ويشير تقرير «مركز الطيران» ان اتفاقيات طيران الامارات عادة قليلة حتى في اتفاقيات الرمز المشترك فهي تحافظة على استقلاليتها حتى في هذه الاتفاقيات وربما كانت تجربة الخطوط السريلانكية لها اثر في تقليل حماس الامارات لشراء حصص في ناقلات اخرى.
ويوضح التقرير ان اتفاقيتها مع كوانتاس فهي لم تشمل حصص رغم ان طيران الامارات اكدت انها منفتحة على اي شراكات مماثلة وخاصة في السوق الامريكي . اما اتفاقيتها مع الناقلة الاوغندية فهي الاكبر منذ اتفاقية الاسترالية وربما تؤدي الى شراكات مماثلة خصوصا انها وقعت من قبل اعلى سلطة في الشركتين وسبقت انعقاد المنتدى العالمي الافريقي للاعمال الذي استضافته دبي بمشاركة افريقية واسعة.
وتعد انغولا ثاني اكبر منتج للنفط في القارة السمراء بعد نيجريا . ورغم ان حجم التجارة مع الامارات لاتزال متواضعة الا انها تحمل الكثير من فرص وامكانات النمو في المستقبل.
وتواجه الشركة الاوغندية تحديات عدة ومنها خطوط التغذية لشبكة وجهاتها ومحدودية الاسطول وربما يعود ذلك لتشددها في حقوق النقل داخل اراضيها فهي مثلا تمنع الناقلات الاوروبية من التوسع الكبير في اسواقها والناقلة الاوروبية الاكبر هناك هي البرتغالية وهذا يعود الى علاقاتهما التاريخية .
وربما تسمح الاتفاقية لطيران الامارات باجراء تحسينات كبيرة على خطوط الناقلة ووجهاتها والنفاذ اكبر للاسواق الاوروبية عبر شبكة طيران الامارات ورغم وجود حركة نقل جيدة بين افريقيا واوروبا عبر الشرق الاوسط الا ان السوق المغلق لاوعندا يقلل من تنافسية هذه الوجهات ويضعف خطوط التغذية لوجهاتها الرئيسية.
وعلى سبيل المثال فان الشركات الاوروبية التي تخدم اوغندا لا تتمتع الا بعدد محدود من الرحلات مثل ايرفلوت الروسية التي بدات في العام 2004 برحلتين شهريا واوقفتهما في العام 2012 والخطوط الفرنسية بواقع رحلتين يوميا منذ عام 2009 عبر مطار شارل ديغول والخطوط البريطانية رحلتين اسبوعيا وبروكسل ايرلاينز رحلتين بين كينشاسا وبروكسل والايبيرية رحلتين بين مدريد ولواندا والهولندية رحلتين اسبوعيا ولوفتهانزا رحلتين اسبوعيا بين فرانكفورت ولواندا زادت الى 5 رحلات هذا العام.
اما الناقلة الاكبر فهي تاب البرتغالية التي تسير نحو 10 رحلات اسبوعيا وهذا يعود الى التاريخ الاستعماري والعلاقات بين الطرفين. وهناك اهتمام من شركات طيران اخرى لتسيير رحلات الى اوغندا مثل التركية والقطرية والسنغافورية لكن السياسة الحمائية التي تتبعها السلطات هناك ما زالت تشكل عائقا امام توسع شركات الطيران .
ويوضح التقرير ان الشركة الاوغندية لا تصدر عادة بيانات مالية حول الاداء التشغيلي وحركة النقل لكن التقارير في العام 2012 اشارت الى ان عائداتها بلغت 650 مليون دولار والخسائر تجاوزت 200 مليون دولار .
وكما قال وزير النقل الاوغندي عند توقيع الاتفاقية مع سمو الشيخ أحمد بن سعيد الرئيس الاعلى لطيران الامارات فإن هذه الاتفاقية خطوة حاسمة نحو اعادة هيكلة الناقلة الاوغندية فهي شراكة مع ناقلة عالمية بحجم طيران الامارات تمتلك الخبرة والمعرفة وتمهد لحقبة جديدة من النمو والتطور التي تؤدي الى نمو على اوغندا نفسها .
وخلال السنوات الاخيرة عمدت الشركة الى تحديث اسطولها لاستخدامه في التوسع لوجهات بعيدة في الشرق الاوسط واوروبا . وتمتلك الشركة اسطولا يتألف من 14 طائرة فقط منها 6 طائرات من طراز بوينغ 777 وتسي2ر رحلات الى 31 وجهة منها 11 في افريقيا و13 وجهة محلية داخل اوغندا والباقي في اوروبا والشرق الاوسط واميركا الشمالية اميركا اللاتينية.
كما ان ثلث سعتها المقعدية يتمثل في قارة افريقيا وتشكل البرتغال والبرازيل اكبر وجهاتها خارج القارة السمراء من حيث السعة المقعدية. اما في الشرق الاوسط فسعتها تصل الى 1530 مقعدا اسبوعا . وجميعها داخل دولة الامارات.
وهكذا فان هذه الاتفاقية جاءت لدعم الناقلة الاوغندية وتعزيز حضورها في الاسواق العالمية وخاصة الوجهات الطويلة التي تحتاج ايضا الى خطوط تغذية من شبكتها الرئيسية في القارة الافريقية وهو ما ستعمل عليه طيران الامارات خلال الفترة المقبلة وخاصة فيما يتعلق بربط ومتابعة الرحلات وتوقيتاتها فالقارة الافريقية هي العمق الرئيس لناقلة الاوغندية كما هي الحال بالنسبة للخطوط الاثيوبية التي تتركز سعتها المقعدية في افريقيا بنسبة 54 % ولخطوط جنوب افريقيا التي تصل فيها النسبة الى 70 % .
وتحتاج تاج الاوغندية ايضا الى اعادة دراسة فرص كل وجهة داخل افريقيا وربما اعادة النظر الى فتح سوقها بالكامل لتعزيز تدفق حركة نقل المسافرين من خارج القارة .
وتأمل الشركة الاوغندية في تعزيز وجهاتها الاوروبية وتوسيع شبكتها المحلية وتطويرها من خلال اتفاقيتها مع طيران الامارات وبنفس الوقت فان هذه الاتفاقية ستعمل على توسيع شبكة طيران الامارات داخل افريقيا التي تواجه محدودية المقاعد والرحلات عبر الاتفاقيات الثنائية رغم انموقع انغولا الجغرافي ليس مثاليا لطيران الامارات وبالتالي لن تتخذه كمركز لها.
وستتخلى الشركة الانغولية عن محطاتها في امريكا اللاتينية واسيا . وتسير الشركة حاليا 3 رحلات اسبوعيا الى مطار دبي وقد ترفع الاتفاقية اعداد الرحلات الى يومية . كما ان الاتفاقية تمهد لمزيد من الانفتاح وتحرير الاسواق الافريقية امام حركة الطيران.
تزامنت الاتفاقية التي وقعتها طيران الامارات مع الشركة الانغولية اعلان الناقلة على هامش المنتدى العالمي الافريقي للاعمال انها ستزيد خدماتها الى افريقيا بنحو 40 % وتشمل 10 وجهات جديدة خلال السنوات العشر المقبلة لتضاف الى 22 محطة حاليا في مختلف دول القارة سواء للشحن او للمسافرين .
وقال رئيس الناقلة تيم كلارك ان الوجهات الافريقية من بين الاعلى اشغالا في رحلات الناقلة التي تستفيد من موقع دبي كمركز ربط بين اسيا والقارة السمراء.