محللون: توقعات إيجابية لأسواق الإمارات بالأسابيع المقبلة
توقع محللون ماليون أن تشهد أسواق الأسهم المحلية ارتفاعات إيجابية اعتباراً من الأسابيع المقبلة، بعد انتهاء الاكتتاب الخاص بمجموعة «إعمار مولز»، الذي أدى إلى انخفاض حجم التداولات في الأسبوع الماضي، بعد تجنيب مؤسسات مالية للسيولة المتوافرة، للمشاركة في الاكتتاب.
وقالوا ـ بحسب “الإمارات اليوم” ـ إن من العوامل الداعمة لأداء السوق أيضاً، عمليات تجميع على سهم شركة «إعمار العقارية»، توقعاً لانعكاس عملية إعادة تقييم سهم «إعمار مولز» على النتائج المالية للشركة الأم في الربع الثالث، موضحين أن هناك إمكانات إيجابية لأسواق الأسهم المحلية، تنطوي عليها عملية إعادة التقييم التي أجرتها «مورغان ستانلي» أخيراً، فضلاً عن زيادة الإنفاق الحكومي على تنفيذ مزيد من مشروعات البنية التحتية.
وربحت القيمة السوقية للأسهم المحلية 12.23 مليار درهم خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 821.98 مليار درهم مقابل 809.75 مليارات درهم في نهاية الأسبوع السابق.
وبلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي منذ بداية العام الجاري 26.87% محصلة ارتفاع أسهم 64 شركة، مقابل تراجع أسهم 45 شركة.
وقال مدير التسويق في شركة «البروج» للأوراق المالية، محمد النجار، إن «تعاملات أسواق الأسهم المحلية تأثرت في الأسبوع الماضي ببدء الاكتتاب الخاص بمجموعة (إعمار مولز)، إذ انخفضت معدلات التداول بشكل لافت»، مرجعاً ذلك إلى أن المؤسسات المالية جنبت السيولة المتوافرة للمشاركة في الاكتتاب، ما جعل التداولات ضعيفة على معظم الأسهم.
وأوضح النجار أن عودة عمليات الشراء على سهم «إعمار العقارية» في نهاية الأسبوع، جاءت بعد تأكد معظم المؤسسات المالية والصناديق الاستثمارية من أن نسبة التخصيص في الشريحة الخاصة بها ضمن اكتتاب «إعمار مولز» ستكون منخفضة للغاية، لاسيما بعد إعلان الشركة عن تغطية الاكتتاب في أول يومين.
وأشار إلى أن توقعات المتعاملين بأن تنعكس عملية الاكتتاب في «إعمار مولز» (من ناحية إعادة تقييم سعر السهم ) على ميزانية «إعمار العقارية» ونتائج الربع الثالث، أدت إلى عمليات تجميع استباقية على السهم لتوقع تحقيق الشركة تحسناً لافتاً في أدائها.
وذكر أن الحكم على نشاط وسعر سهم «إعمار مولز» بعد إدراجه في السوق بداية أكتوبر المقبل، سيتم بعد الإعلان عن نسبة التخصيص في نهاية الاكتتاب، منوهاً إلى أن زيادة نسبة التخصيص للأفراد، تعني توافر مزيد من الأسهم القابلة للتداول في أول يوم، نظراً لأن معظم المؤسسات لن تبيع السهم للمضاربة، كما سيفعل معظم المستثمرين الأفراد.
وتوقع النجار أن تشهد أسواق الأسهم ارتفاعات مطردة في الفترة المقبلة، بعد انتهاء الاكتتاب على أسهم «إعمار مولز» بالنسبة لشريحة المؤسسات المالية، مؤكداً أن إغلاق مؤشر سوق دبي المالي فوق مستوى 5000 نقطة في نهاية الأسبوع، يعد مؤشراً إيجابياً على استمرار الصعود في الأسبوع المقبل. وشدد على ضرورة فك الارتباط بين أداء السوق وأداء سهم «أرابتك القابضة»، إذ تسبب الأخير في انخفاضات غير مبررة في أسعار الأسهم المتبقية، ومؤشرات الأسواق.
من جهته، أكد نائب مدير أول، مدير محفظة، في شركة أبوظبي للاستثمار، ساتشين موهيندرا، أن إعلان «إعمار العقارية» عن طرح «إعمار مولز»، التابعة لها للاكتتاب العام، ستعود بالفائدة على المساهمين الحاليين للشركة، مرجعاً ذلك إلى أن تشكيل كيان مستقل من شركة عملاقة وإدراجه بشكل منفصل، قد يسهم في رفع قيمة «إعمار مولز». وتوقع أن تتجه «إعمار العقارية» في حال نجاح هذا الإدراج، إلى إدراج مزيد من وحدات أعمالها التشغيلية، لتعظيم تقييماتها.
وأرجع حالة الحماس بين أوساط المستثمرين المحليين والدوليين تجاه اكتتاب «إعمار مولز»، إلى أنه يتيح لهم الاستثمار في واحدة من أكثر الشركات ربحية وحضوراً في قطاع تجارة التجزئة في دبي.
وأشار موهيندرا إلى أن ارتفاع التقييمات الأساسية لأسهم الشركات المدرجة في أسواق الأسهم، سيجعل من عملية انتقاء الأسهم أكثر دقة وصعوبة، إذ ستحتاج عملية انتقاء الأسهم المناسبة دراسة وبحثاً مستفيضين، ناصحاً المستثمرين باختيار الشركات الاستثمارية ذات الخبرة الطويلة، التي تشتهر باعتمادها على الأبحاث والدراسات في تنفيذ استثماراتها.
وقال إن «التوقعات المستقبلية لأداء أسواق الأسهم تؤكد أن اقتصاد دبي والإمارات عموماً سيواصل تحقيق أداء جيد على مستوى القطاعات غير النفطية، مثل التجارة والسياحة والخدمات اللوجيستية».
بدوره، أكد مدير الإدارة المعين حديثاً لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا لدى «معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز»، مايكل آرمسترونغ، أن توقعات الخبراء تشير إلى أن هناك إمكانات إيجابية لأسواق الأسهم في كل من الإمارات وقطر، تنطوي عليها عملية إعادة التقييم التي أجرتها مؤسسة «مورغان ستانلي»، لافتاً إلى التأثير الإيجابي لمشروعات البنية التحتية الكبيرة، واستمرار ترتيب الأولويات لتعزيز التشريعات المالية والحوكمة المؤسسية.
وأرجع آرمسترونغ استقطاب المنطقة لمجموعة محدودة من المستثمرين، إلى العدد المنخفض من الشركات المدرجة في أسواق المال طوال السنين الماضية، منبهاً إلى أن الانضمام إلى عالم الأسواق الناشئة يؤدي إلى تشجيع مزيد من الشركات على السعي للاكتتاب العام، ما يعزز توسيع قاعدة المستثمرين وتعميقها، فضلاً عن تحسين السيولة في الأسواق.