الاخبار الاقتصادية

مصرف بريطاني يغلق حسابات جمعيات إسلامية تابعة للإخوان

3206603

 

أبلغ بنك إتش إس بي سي جهات إسلامية في بريطانيا بقراره إغلاق حسابات لها اعتباراً من سبتمبر المقبل.وضمت القائمة مسجد فنزبري بارك، ومدير مؤسسة قرطبة (مركز بحوث إسلامية) مع عائلته، اضافة الى صندوق رعاية الأمة الخيري الذي لديه مشاريع خيرية في 20 دولة، من ضمنها غزة، الموجود بها من خلال مشروعاته منذ 10 سنوات.وفي حين اعتبرت الجهات المتضررة من القرار بأنه يأتي من منطلق ديني، نفى البنك ذلك، قائلاً إن قراره لا يستند الى معطيات دينية او عرقية، وبرر خطوته بأن استمراره في تقديم خدماته لتلك الجهات يقع خارج حدود رغبته في المخاطرة.بحسب جريدة القبس

بي بي سي – أرسل بنك «إتش إس بي سي» خطابات إلى إدارة مسجد «فنزبري بارك» وعدد من المؤسسات الإسلامية في بريطانيا، يخبرها فيها بأن حساباتها في البنك سيتم إغلاقها.وكان المبرر، الذي ذكر في بعضها، هو أن استمرار البنك في تقديم خدماته لتلك المنظمات يقع خارج «حدود رغبته في المخاطرة».كما اتصل البنك بزوجة وابني رجل يدير مركز بحوث إسلامي في لندن، لإبلاغهم بالقرار. وأكد البنك أن قرارته بإغلاق تلك الحسابات «لا تستند إطلاقاً إلى دين أو عرق».

قرار صادم

وتم إرسال الخطاب من جانب البنك إلى مسجد فنزبري بارك شمالي لندن، في الثاني والعشرين من يوليو الماضي.ويخبر البنك في خطابه أمين صندوق المسجد بأنه سيغلق حسابه اعتباراً من الثاني والعشرين من سبتمبر المقبل. ولكن خالد عمر أحد أعضاء مجلس أمناء المسجد أبدى شكوكاً في الدوافع التي تقف وراء قرار البنك بإغلاق الحسابات.وقال إن «الخطابات التي أرسلت إلينا وتسلمناها لا تعطي أي سبب يبرر إغلاق الحسابات».

وأضاف أن هذا «جعلنا نعتقد أن السبب الوحيد وراء ذلك هو حملة كراهية الإسلام التي تستهدف المنظمات الخيرية الإسلامية في بريطانيا». وقال محمد كوزبار مدير المسجد لـ«بي بي سي»: «البنك لم يتصل بنا قبل ذلك، ولم يعطنا أي فرصة حتى لمناقشة مخاوفهم».

وأضاف: «بالنسبة لنا فإن القرار صادم، نحن مؤسسة خيرية تعمل داخل بريطانيا، وكل أعمالنا هنا ولا ننقل أي أموال خارج بريطانيا، وكل أنشطتنا تمول من موارد مالية داخل بريطانيا». وحتى عام 2005، كان يشرف على المسجد أبو حمزة، الذي أدين في مايو الماضي بتهمة الإرهاب في الولايات المتحدة. ويقول كوزبار «العمل الإيجابي الذي قمنا به منذ أن تسلّمنا إدارة المسجد من أبو حمزة هو تغيير صورة المسجد، لا يوجد شيء يبرر قرار بنك إتش إس بي سي.» وأضاف «لقد وضعونا في موقف غاية في الصعوبة، إنه الحساب المالي الوحيد الذي نمتلكه».

أمر مقلق

وشملت الخطابات أنس التكريتي وهو من مواليد العاصمة العراقية بغداد، ولكنه يعيش في لندن منذ عدة عقود، فقد تسلم وعائلته أيضاً خطابات من البنك. وهو مدير «مؤسسة قرطبة» وهي مركز بحوث متخصص في القضايا الإسلامية، تأسس عام 2005 بهدف دراسة العلاقة بين أوروبا والشرق الأوسط، وفق ما يقول التكريتي. وتلقى التكريتي وزوجته وولداه اللذان يبلغان من العمر 16 و12 عاماً، خطابات منفصلة من البنك خلال الأسبوع الجاري، تخبرهم بأن حساباتهم سيتم إغلاقها في سبتمبر المقبل، وهذه المرة لم يتم تقديم أي سبب لذلك القرار.

ويشير التكريتي إلى أنه يتعامل مالياً مع بنك إتش إس بي سي منذ عام 1980، ولم يكن مديناً للبنك إلا في مرات نادرة. ويقول: «إنه أمر مقلق، أنا لم أعتد على أن يتعامل أحد معي بهذه الطريقة، يبدو الأمر كما لو كنت قد ارتكبت خطأ ما، إدراج عائلتي في هذا الموضوع يزعجني، لماذا كل العائلة؟».

ويضيف: «أستطيع فقط أن أخمن، وأتمنى أن يشرح لي أحد من البنك لماذا تم إغلاق الحسابات. هذه المنظمات بالأساس منظمات خيرية، والرابط بينها هو أن العديد منها، إن لم يكن كلها، نشطة في ما يتعلق بالفلسطينيين».

وأردف: «سيكون من العار إذا كان هذا هو السبب فعلا، لكن بما أنهم قد تركونني للتخمين، فهذا هو السبب الوحيد الذي يمكنني أن أتوقعه».

 

ترتيبات بديلة

صندوق رعاية الأمة ومقره في بلدة بولتن شمال غربي انكلترا، وزع 70 مليون جنيه استرليني على مشروعات خيرية في 20 دولة، ولديه حضور في غزة منذ نحو 10 سنوات.

وفي خطاب مؤرخ أيضا في الثاني والعشرين من يوليو، أبلغ بنك إتش إس بي سي صندوق رعاية الأمة بالسبب نفسه، الذي أبلغ به مسجد فنزبري بارك وراء غلق حسابه، وهو أن «تقديم الخدمات المالية يقع الآن خارج حدود رغبة البنك في المخاطرة».

وأمهل البنك الصندوق شهرين قبل أن يتم إغلاق حساباته في سبتمبر القادم.

وأضاف الخطاب: «ستحتاجون إلى عمل ترتيبات مالية بديلة، حيث أننا غير مستعدين لفتح حساب آخر لكم».

ويقول محمد أحمد مدير صندوق الأمة، إن الصندوق من العملاء الذين يتمنى أي بنك التعامل معهم، وهو دائما لديه رصيد فيه.

وسأل أحمد بنك إتش إس بي سي خلال اجتماع عن سبب إغلاق الحسابات، لكنه يقول إن ممثل البنك لم يعطه إجابة.

ويعرب أحمد عن اعتقاده بأن قرار البنك يرجع إلى نشاط الصندوق في غزة، حيث يقدم الصندوق خدمات «الإسعاف والمساعدات الغذائية والطبية والمنح».

من جانبه أعرب مسؤول حكومي اتصلت به «بي بي سي»، عن اعتقاده بأن قرار البنك لا يرجع إلى إجراء حكومي، وإنما قرار اتخذه البنك نفسه بناء على تحليله الخاص للمخاطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى