“أبوظبي” يطوى تعاملات”أكتوبر” بتراجعات حادة متأثراً بـ”العقارى”
شهد سوق أبوظبي خلال شهر أكتوبر موجة من التراجعات التى خيمت بدورها على معظم الاسواق الخليجية بعد الخسارة التى تعرضت لها الاسواق العالمية فى منتصف الشهر ، اضافة الى تصاعد وتيرة التوترات في المنطقة نتيجة ارتفاع حدة الصراع فى سوريا والعراق ،مما ألقت بظلالها على الاسواق الاماراتية التى أصبحت تتأثر فى الفترة الأخيرة بالعديد من المؤثرات الخارجية.
وظلل اللون الأحمر تعاملات مؤشر سوق أبوظبي خلال شهر أكتوبر ،من خلال تراجع كافة المؤشر ليخسر من خلالها 244.84 نقطة بتراجعات بلغت 4.79% من خلال هبوط 8 جلسات تنازل من خلالها مستويات الـ5000 نقطة،ليصل الى 4861.45 نقطة ،وكانت اعلى خسارة للمؤشر فى جلسة الأحد الموافق 12 أكتوبر،والتى تزامنت مع عودة انتظام كافة الأسواق في العمل عقب عطلة عيد الاضحي.
وأكد المحلل بأسواق المال وضاح الطه فى حديثه لـ”مباشر” ان عادة المستثمرين يتأثروا بالاسواق الأمريكية كمرجع أساسي،لذلك أثرت التراجعات الكبيرة على الأسواق العالمية فى أداء الاسواق الخليجية بشكل عام وبالأخص اسواق الامارات فى شهر أكتوبر.
وأضاف الطه ان النقطة الاساسية هنا هى انضمام الاسواق الاماراتية الى مؤشرات الاسواق العالمية وترقيتها الى اسواق ناشئة،حيث أصبح مدراء المحافظ فى الامارات من الاجانب بشكل كبير ،لذلك يلتفت هؤلاء المستثمرين الى أسواقهم عندما تسجل الاسواق الاماراتية تراجعات.
أضف لذلك ما يحيط بالمنطقة من ظروف اقتصادية وسياسية كان لها تأثير سلبي على الأسواق بشكل عام وسوق الامارات بشكل خاص، وهو ما دفع المتداولين لخوفهم على استثماراتهم مما دفعهم للترقب والحذر في التعامل، بل وآثر كثير منهم الابتعاد عن السوق قليلاً.
فيما قال جمال عجاج لـ”مباشر” ان سوق أبوظبي استطاع التعافى الى حد كبير ،ويعتبر هو اقل الاسواق تأثراً بالتراجعات التى منيت بها الاسواق العالمية لانه لايتسم بالمضاربة مثل سوق دبي الذى عادة يتأثر بشكل كبير بالسوق الخارجى ،اضافة الى ذلك ان الاسهم المهمة وذو الوزن النسبي فى سوق أبوظبي تقل عن سوق دبي ،كما ان النتائج الايجابية التى سجلتها البنوك والشركات حتى الان فتعتبر ايجابية مما شجع المستثمرين للدخول مرة أخرى فى السوق .
ورفع من خسارة السوق التراجعات الحادة للقطاع العقارى الذى منى بأكثر من 17.8%،من خلال الهبوط الحاد للسهم القيادى”الدار العقارية” بنسبة 18.4%،بالاضافة الى هبوط سهم “اشراق العقارية” بنحو 18.32%،كما أثر هبوط “رأس الخيمة العقارية” على الاداء العام للمؤشر والذى انخفض بنحو 17%.
وسجل قطاع الطاقة هبوطاً حاداً فى أكتوبر،بنسبة 13.34%،بضغط قوى من سهمي دانة غاز ،وطاقة ليتراجع الاول بنحو 13.04% والثانى بـ13.9%.
اما قطاع البنوك فسجل تراجعات بسيطة فى أكتوبر بنسبة 3.7% من خلال هبوط بنك ابوظبي التجارى بـ6.73%،وأبوظبي الوطني بنحو 6.6%،والخليج الأول بنحو 3.2%.
وتعقيبا على أداء القطاع البنكى قال الرئيس التنفيذى لـ”ثينك” للدراسات المالية ،فادى الغطيس قائلا ان النتائج الايجابية للبنوك فى سوق أبوظبي خففت من ارتفاع حدة التراجعات ،حيث ارتفعت نتائج البنوك بسوق أبوظبي بنسبة 14.5%،محققة 16 مليار درهم تقريباً وجاء الارتفاع فى الارباح من خلال نتائج بنك الخليج الاول وابوظبي الوطني والتجارى أكبر البنوك فى السوق.
وأكد الغطيس ان المخصصات المخفضة للبنوك هى التى دعمت ارتفاع ارباح القطاع ،كما ان القطاع المصرفى فى الامارات يتسم بارتفاع الاصول ،لذلك كان من الطبيعي تحقيقه نمو فى الارباح.
وعن حركة التداولات فى أكتوبر فقد جرى التداول على 5.3 مليار درهم من خلال 1.82 مليار سهم.