ارتفاع الإيجارات بدبي والشارقة يدفع المستأجرين إلى عجمان
دفع ارتفاع إيجارات المساكن في إمارتي دبي والشارقة خلال الأشهر الأخيرة، شريحة متزايدة من المستأجرين للبحث عن بدائل أقل سعراً، وتركزت في عجمان، خصوصاً من شريحة أصحاب الدخول المتوسطة والمحدودة، بحسب مستأجرين وعاملين في القطاع العقاري.
وقال مستأجرون: «إنهم قرروا الانتقال للسكن في إمارة عجمان على الرغم من أن مقار عملهم في دبي والشارقة، وذلك بعد أن واجهوا زيادات إيجارية لا يمكن أن تستوعبها رواتبهم المحدودة».
وأشاروا وفقا لـ “الاتحاد” ـ إلى أن السكن في عجمان يحقق وفراً يصل إلى نحو 50% من الميزانية السنوية المرصودة للإيجار مقارنة بدبي، كما تصل نسبة الوفر إلى نحو 35%، مقارنة بأسعار الوحدات السكنية في الشارقة.
ولفتوا إلى أنهم يتوقعون توفير نحو 3000 درهم سنوياً «إضافية» لعدم حاجتهم إلى المرور ببوابة التعرفة المرورية «سالك» على شارع الاتحاد، في ظل توافر العديد من الطرق البديلة التي تربط عجمان مع كل من الشارقة ودبي، عبر شارع الشيخ محمد بن زايد، وشارع الإمارات، واللذين يتميزان بالانسيابية النسبية، وقربهما من التجمعات السكنية في عجمان.
ومن ناحية أخرى أكد خبراء عقاريون أن موجة الانتقال إلى إمارة عجمان انعكست بشكل إيجابي على أداء القطاع العقاري بالإمارة الذي يسجل نسب إشغال قياسية، تعتبر هي الأعلى منذ خمس سنوات.
وأوضحوا أن الطلب على العقارات السكنية زاد بنسبة 40% خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاته من العام الماضي، إلا أن أسعار الإيجارات ارتفعت بنسب أقل من مناطق أخرى بالدولة، حيث تراوحت بين30 و25%، نظراً لتوافر الطاقات الاستيعابية، حيث شهدت الإمارة طرح آلاف الوحدات السكنية الجديدة على مدار 12 شهراً الماضية.
ومن جانبه قال أحمد رمضان، مدير المبيعات بشركة اللؤلؤة للعقارات التي تتخذ من عجمان مقراً لها: «إن الشركة رصدت خلال النصف الأول من العام الحالي زيادة كبيرة في عدد المستأجرين الذين ينتقلون للسكن في الإمارة، هرباً من الارتفاع الكبير في الإيجارات السكنية بكل من دبي والشارقة».
ولفت إلى أن معظم المستأجرين الذين يقررون القيام بهذه الخطوة هم من أصحاب الدخول المتوسطة والمحدودة، والذين لا يستطيعون مجاراة الزيادات العالية في الإيجارات.
وأوضح أن زيادة الطلب على قطاع العقارات السكنية خلال النصف الأول من العام الحالي، أدى بدوره إلى زيادات في أسعار الإيجارات، تراوحت بين 25 و30%، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي.
وأضاف أنه على الرغم من زيادة أسعار الإيجارات السكنية في عجمان إلا أنها لاتزال أقل كثيراً من مثيلتها في كل من دبي والشارقة، وهو الأمر الذي يحقق للمستأجر في عجمان وفرات تتراوح نسبتها بين 30 – 55% في الميزانية السنوية للإيجارات، مقارنة بالميزانية المرصودة لاستئجار وحدة سكنية بالمواصفات نفسها في الشارقة أو دبي.
وأشار التقرير الفصلي الأخير لمجموعة جونز لانج لاسال «JLL» العالمية المتخصصة في الدراسات والاستشارات العقارية الذي يغطي أحدث التوجهات في الشرائح السكنية والمكتبية والتجارية والفندقية في سوق دبي العقاري، إلى أن القطاع السكني واصل الارتفاع في أسعار وإيجارات الوحدات السكنية خلال الربع الثاني من العام الحالي في معظم المناطق.
وأكدت المجموعة أن أسعار الإيجارات نمت بمعدل سنوي بلغ 40% خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما ارتفع بواقع 4% خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بالربع الأول من العام نفسها.
وعلى صعيد إيجارات الفلل السكنية، ارتفعت الأسعار بمعدل سنوي بلغ 11% خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفصلياً سجلت أسعار إيجارات الفلل ارتفاعاً طفيفاً بواقع 1% خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بالربع الأول من العام الحالي.
ومن ناحيته قال محمد عطية، تنفيذي المبيعات بشركة «الراسخون للعقارات»: «إن الارتفاعات المتسارعة في أسعار الإيجارات في كل من دبي والشارقة أدت إلى تزايد موجة انتقال المستأجرين إلى عجمان خلال النصف الأول من العام الحالي».
وأوضح أن موجة الانتقال للسكن جاءت تدريجية عقب إعلان فوز دبي باستضافة إكسبو 2020، وما تلاه من ارتفاعات متسارعة في أسعار الإيجارات في دبي، حيث سارعت شريحة من المستأجرين للانتقال إلى الشارقة، لافتاً أنه مع استمرار الضغط على عقارات الشارقة، حدثت ارتفاعات متتالية لوحدات السكنية فيها، مما دفع شريحة من المستأجرين للانتقال مجدداً، لكن هذه المرة إلى عجمان.
وأوضح عطية أن أحياء النعيمية، والمينا، والراشدية، تأتي في الصدارة من حيث استقطاب المستأجرين الجدد في إمارة عجمان، لافتاً إلى أن متوسط سعر إيجار الوحدة السكنية المكونة من غرفة وصالة في هذه المناطق يصل إلى نحو 30 ألف درهم، مقابل 40 ألف درهم للوحدة السكنية المكونة من غرفتين وصالة، و55 ألف درهم للثلاث غرف.
وأشار إلى أن تكلفة استئجار وحدة سكنية بالمواصفات نفسها في الشارقة 45 ألف درهم للوحدة المكونة من غرفة وصالة مقابل 40 ألف درهم للغرفتين و65-70 ألف درهم للثلاث غرف.
وأضاف أن متوسط تكلفة استئجار الوحدة السكنية في دبي يقفز إلى 55 ألف درهم للوحدة المكونة من غرفة وصالة، و75 ألف درهم للوحدة المكونة من غرفتين وصال مقابل 90 ألف درهم للثلاث غرف.
وقال: «إن الإيجارات تختلف حسب الموقع و نوع المبنى و للخدمات التي يقدمها والتسهيلات، متوقعاً أن تواصل الإيجارات السكنية في عجمان الارتفاع مستفيدة من الزيادة في مستويات الطلب».
ومن جانبه قال المستأجر محمد جمال: «إنه انتقل من الشارقة، واستأجر وحدة سكنية مكونة من غرفة وصالة في إمارة عجمان مطلع العام الحالي بـ 30 ألف درهم».
وأوضح أنه اتخذ هذه الخطوة بشكل اضطراري، بعد أن طلب مالك العقار بالشارقة زيادة تصل نسبتها إلى اكثر 40% من سعر الوحدة لتجديد العقد بعد مرور الثلاث سنوات الأولى.
ولفت إلى أن الزيادة الإيجارية التي طلبها مالك العقار ترفع القيمة الإيجارية للوحدة السكنية من 28 ألف درهم إلى 40 ألف درهم، وهو الأمر الذي يفوق قدراته المالية.
وأشار أنه قرر الانتقال للسكن في عجمان على الرغم من أن مقر عمله في دبي، لعدم قدرته على مجاراة الزيادات المتتالية في أسعار الإيجارات السكنية في الشارقة ومن قبلها دبي.
وقال: «إنه استطاع من خلال الانتقال إلى عجمان توفير نحو 35% من الميزانية السنوية للسكن، متوقعاً توفير نحو 3000 درهم سنوياً (إضافية)، في ظل توافر العديد من الطرق البديلة التي تربط عجمان مع كل من الشارقة ودبي، عبر شارع الشيخ محمد بن زايد وشارع الإمارات واللذين يتميزان بالسيولة النسبية، وقربهما من التجمعات السكنية في عجمان، ومن ثم عدم الحاجة إلى المرور ببوابة التعرفة المرورية «سالك» على شارع الاتحاد.
وأكد جون ستيفنز، المدير التنفيذي لشركة «أستيكو» أن إمارة عجمان برزت كوجهة جاذبة للمستأجرين الباحثين عن وحدات عقارية تناسب ميزانياتهم، في ظل توجهات الملاك في الشارقة إلى رفع أسعار الإيجارات، لا سيما لوحدات المباني الجديدة في المناطق المعروفة، بما فيها النهدة والكورنيش والوحدة.
وأضاف أن نمو المشاريع العقارية خلال الفترة المقبلة في الإمارات الشمالية، يعد مؤشراً إيجابياً لمستقبل القطاع العقاري في الإمارات وازدهاره بصورة عامة، وواقعاً نحن نشهد عودة الثقة للمستثمرين، في ظل توجه الدولة للمضي قدما في تنفيذ المرحلة المقبلة لمشاريع البنية التحتية، بهدف تعزيز الفرص لتطوير أحياء جديدة مجهزة بالتسهيلات والخدمات المستدامة والمتكاملة كافة للمقيمين فيها.
وأظهر التقرير الفصلي الأخير لشركة أستيكو للخدمات العقارية حول أداء العقارات في الإمارات الشمالية خلال الربع الثاني من العام الحالي أن مستوى أسعار الإيجارات في عجمان ساهم في استقطاب مزيد من المستأجرين الجدد.
وقال التقرير: «إن قطاع العقارات السكنية في عجمان حقق قطاع العقارات السكنية أداء جيداً في الربع الثاني من 2014 بنمو بلغ 7 %، مستفيداً من أسعار الإيجارات المعقولة المتوافرة في السوق».
وأوضح أن سعر إيجار الشقة المكونة من غرفتين في عجمان حالياً بين30 و45 ألف درهم سنوياً، مقارنة بـما يصل إلى 80 ألف درهم في الشارقة.
واكد تقرير أستيكو أن إيجار شقة مكونة من غرفتين في الأحياء الراقية في الشارقة يصل إلى 80 ألف درهم سنوياً، وارتفعت أسعار الإيجارات السكنية في بعض مناطق الشارقة في الربع الثاني من 2014، بما فيها مناطق الخان والمجاز والنهدة بنسبة 7 و6 و5 % على التوالي.