الحديد الإماراتي يستحوذ على 70% من مشاريع أبوظبي
أكد مقاولون في أبوظبي أن أسعار حديد التسليح تشهد استقراراً، منذ أشهر عدة، مشددين على أن هذا الاستقرار يرجع بشكل رئيس إلي التنافس القوي بين الحديد الإماراتي، الذي تنتجه شركة حديد الإمارات والحديد التركي.
ووفقاً لأسعار أمس فقد بلغ سعر طن الحديد الإماراتي 2310 دراهم والحديد التركي 3210 دراهم والحديد القطري 2400 درهم، وهذه الأسعار هي أسعار السوق منذ أول أبريل الماضي.
وكشف مقاولون ـ بحسب “البيان” ـ عن وجود منافسة قوية بين الحديد الإماراتي والتركي بصفة خاصة في الإمارات بصفة عامة، وأبوظبي بصفة خاصة، مشيرين إلي أن حصة الحديد الإماراتي من مشاريع البنية التحتية والعمران في أبوظبي تصل لأكثر من 70 % خاصة أنه يتواجد في المشاريع العملاقة للإمارة مثل مشروع توسعة مطار أبوظبي ومتحف اللوفر ومنشآت جزيرة السعديات وأبراج جزيرة الريم.
وأوضح الدكتور مهندس فؤاد الجمل رئيس شركة تراست للمقاولات في أبوظبي، أن إقبال قطاع المقاولات والإعمار في الإمارات على حديد الإمارات يتزايد بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن حديد الإمارات يستحوذ حالياً على نسبة 45 % من مشاريع الدولة، بينما تصل نسبة الحديد التركي 30 %، والحديد القطري 25 %.
ونوه بأن الأنواع الثلاثة من الحديد المتواجدة في الدولة تتميز بمواصفات عالية جداً وتتوافق مع شهادات الجودة العالمية والأمن والسلامة إلا أن شركات المقاولات والمقاولين يحبذون حالياً الحديد الإماراتي لأسباب عدة منها الجودة العالية..
إضافة إلي توفره منتجاً بشكل سريع بخلاف الحديد التركي، الذي ترتبط كمياته المتواجدة عن الموزعين بعدد الشحنات المتوجهة إلى منطقة الخليج ومنها دولة الإمارات، فضلاً عن أن أسعار الحديد التركي تتقلب في بعض الأحيان نتيجة أوضاع السوق التركي والأسواق العالمية.
ويؤكد أن الحديد التركي احتل مكانة قوية في مشاريع الإمارات خاصة مشاريع دبي، موضحاً أن الشركات التركية الموردة للحديد لا تريد أن تتنازل عن السوق الإماراتي أو تقلص من صادراتها إليها باعتباره أهم وأكبر أسواق منقطة الخليج، بسبب المشاريع العملاقة التي تعلنها الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية وخاصة حكومة أبوظبي بين الحين والآخر ولذلك يبذل الموزعون جهوداً كبيرة لتوفيره بكميات كبيرة في الأسواق.
ويؤكد الدكتور فؤاد الجمل على وجود منافسة قوية وشرسة بين الحديد التركي والإماراتي على مشاريع أبوظبي ودبي مشيرا إلي أن المتانة القوية والكفاءة العالية للنوعين وتميز مقاطعهما الإنشائية الحديدية وراء الإقبال عليهما، وفي الأغلب الإقبال يخف قليلاً على الحديد القطري بسبب ارتفاع نسبة الكربون فيه، إلا أن لكل نوع من الحديد احتياجاته ومشاريعه، لكن يظل التنافس القوي بين الإماراتي والتركي بشكل خاص.
وينوه بأن أسعار الحديد التركي في الإمارات قد تكون أقل من سعره في تركيا وهذا ليس أمراً غريباً لأن لكل شركة استراتيجيات تسويقية داخل وطنها وخارجه، ويهمها فتح أسواق جديدة لها أو الحفاظ على أسواق قديمة تعتقد أنها ستزدهر بمشاريع قريباً.
ويشير إلى أن المنطق نفسه يسري على حديد الإمارات فقد يباع الحديد في الإمارات بسعر أقل من السعودية مثلاً لأن السوق السعودي يستلزم ذلك..
وعلى أية حال الأمر متعلق بكل شركة وظروف التصدير وحاجة الأسواق، وعلينا أن نؤكد أن سعر حديد الإمارات في السوق حالياً مناسب وكذلك الحديد التركي، كما أن المنافسة بينهما قوية وأبقت السعر عند 2310 دراهم لشهور عدة وهذا الاستقرار مهم جداً لشركات المقاولات والسوق معاً خاصة مع استقرار سعر كيس الإسمنت عند 13 درهماً أيضاً.
ويؤكد عيسي العطية الرئيس التنفيذي لشركة قمراء للمقاولات في أبوظبي أن شركته وغالبية شركات المقاولات في الإمارة تفضل حديد الإمارات موضحاً أن السبب الرئيس وراء ذلك هو توفر المنتج خلال ساعتين على الأكثر بمجرد طلبه من الموزعين، بينما الحديد التركي قد يتأخر ليوم أو أكثر بسبب عدم وجود كميات كبيرة منه في سوق أبوظبي.
ويشير إلي أنه لا توجد فروق جوهرية بين أنواع الحديد الثلاثة المتواجدة في سوق الإمارات وأبوظبي، مؤكداً أنها تتمتع بالكفاءة العالية والمتانة وجودة الإنتاج. ويؤكد أن استقرار سعر طن الحديد التركي والإماراتي منذ أشهر عدة يرجع للتنافس القوي بينهما، موضحاً أن النوعين يتواجدان عند غالبية الموزعين..
ولا يقوم أي موزع على الإطلاق بمنح خصومات للمقاولين على أي نوع من الحديد بل نحصل على تسهيلات من غالبية الموزعين وهذه التسهيلات لا تكون مرتبطة بنوع الحديد ولكن بمواعيد الدفع، حيث من المعتاد أن نحصل على تسهيلات تتيح لنا تأجيل الدفع النقدي لستين يوماً أو 90 يوماً.
ويؤكد عيسي العطية أن المضاربات حول سعر طن حديد التسليح اختفت من أبوظبي، مشيراً إلى أن هذا الاختفاء يرجع لقوة المنافسة وليس لكثرة أو قلة المشاريع، ولدينا في أبوظبي شبكة قوية للموزعين الذين لا يفرقون في تعاملاتهم بين الحديد الإماراتي والتركي، والسوق اليوم جيد جداً..
حيث تتواجد المشاريع الجديدة خاصة في البنية التحتية والمدارس والمستشفيات والمشاريع العملاقة، مثل مشروع توسعة المطار ومشاريع الجزر وغيرها لكن للأسف فإن المستفيد الأكبر من هذه المشاريع هي الشركات الكبرى وليست المتوسطة والصغرى، لكن السوق مازال يضخ مشاريع للشركات الصغرى يبقيها على الحياة.
ويعرب المهندس سعيد عمران الرميثي عن سعادته بالإقبال الكبير من شركات المقاولات العالمية وكبار المقاولين العاملين في دولة الإمارات على حديد شركة حديد الإمارات، مؤكدا أن الشركة حققت واحداً من أهدافها الرئيسة، وهي توفير منتج عالي الجودة من الحديد للسوق المحلي لتلبية احتياجاته، كما أن مجمع حديد الشركة يعد أحد مشاريع التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات وأبوظبي.
ويشير إلى أن الإحصاءات المتوفرة لدى الشركة تؤكد أن حصة حديد الإمارات في السوق المحلي تصل إلى 63 %، وطبقا لإحصاءاتنا فإن معظم إنتاجنا يتجه إلي إمارتي دبي وأبوظبي وتحتل الأولي نسبة 33 % والثانية 30 %، وشركتنا لا تبيع الحديد إلى المقاولين مباشرة بل عبر الموزعين ولدينا شبكة موزعين قوية في دولة الإمارات ومنطقة الخليج تصل لنحو مئة موزع وتربطنا بهم علاقات قوية جدا.
وينوه المهندس سعيد الرميثي بأن الشركة لا يهمها إلا جودة الإنتاج وليس السعر، موضحاً أن تكلفة الإنتاج في الإمارات قد تكون أعلى من سعر الطن، وبكل تأكيد فإن سعر الحديد في سوق الإمارات هو الأرخص بين أسواق المنطقة.
ويوضح أن ارتفاع تكلفة الطن ترجع إلى عوامل عدة أبرزها ارتفاع أسعار المواد الخام التي تدخل في صناعة الحديد، حيث تستورد الشركة مواد خام متميزة جداً وعلى درجة عالية من النقاء، كما أن أجور العمالة في حديد الإمارات مرتفعة مقارنة بالمصانع الأخرى الموجودة في المنطقة.