الرئيس التنفيذي: “غولدمان ساكس” يحضّر لـ 4 اكتتابات في دبي ولندن
توقع ريتشارد نود الرئيس التنفيذي العالمي المشارك لبنك “غولدمان ساكس” أن يشهد سوق الاكتتابات الأولية العامة في الدولة نشاطاً لافتاً في المرحلة المقبلة .بحسب جريدة الخليج
وقال خلال زيارته مؤخراً لدبي، إن البنك لديه عدد لا بأس به من الاكتتابات الأولية العامة المرتقبة في المرحلة المقبلة، وأكد أن هناك أكثر من اكتتاب واحد على الأقل سيتم إعلانها في غضون الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، في حين قال إن عدد الاكتتابات الأولية العامة المنتظر أن يدخل حيز التنفيذ الفعلي في غضون ال12 شهراً المقبلة يتراوح بين 3 إلى 4 اكتتابات .
وأضاف قائلاً إن عدداً من هذه الاكتتابات يمكن أن يتم في سوق دبي المالي، في حين ستدرج اكتتابات أخرى في لندن، لافتاً إلى أن اختيار سوق الإدراج يعتمد على حجم العرض وقوة الشركة .
وستشمل الاكتتابات الجديدة قطاعات مختلفة مثل البنية التحتية والعقارات .
وأكد نود أهمية سوق الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط بالنسبة إلى البنك، كونها بين الأسواق الأسرع نمواً عالمياً .
وفيما يلي نص الحوار:
* هل يمن أن تطلعونا على السبب في زيارتكم للدولة؟
– في الواقع أنا أقوم بزيارات دورية ومستمرة للإمارات للقاء العملاء هنا، والتواصل معهم .
ولدينا مكتب في الدولة منذ عام ،2006 المكتب الذي يمثل مقرنا الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .
والبنك لديه نطاق واسع من الخدمات التي يقدمها هنا وعلى مستوى 3 مجالات رئيسية هي خدمات إدارة الأصول، إضافة إلى خدمات البنوك الاستثمارية، ويتضمن الأخير تقديم الاستشارات لجهات حكومية وشركات في قضايا استراتيجية متعلقة بالتمويل .
أما المجال أو القطاع الثالث، فيتمثل في تداول الأوراق المالية والذي يتضمن بيع وتداول الأسهم وأدوات الدخل الثابت .
* وأي من هذه القطاعات الثلاثة أكثر ربحية ونشاطاً بالنسبة إليكم في الإمارات أو على مستوى المنطقة؟
– بالإمكان القول إن القطاعات الثلاثة مجزية بالنسبة إلينا في المنطقة وفي الإمارات، لكن الأمر يعتمد على حركة الدورات الاقتصادية من مرحلة لأخرى .
ونحن نرى أداء جيداً في مجال إدارة الأصول بشكل خاص بالنظر للطبيعة طويلة الأجل لهذه الخدمات، ما يجعلها أقل تأثراً بحركة الدورات الاقتصادية .
* كيف ترون أداء الأسواق في الإمارات؟ وما توقعاتكم للمرحلة المقبلة؟
– لا شك في أن اقتصاد الإمارات نجح في التعافي بسرعة وبقوة من تبعات الأزمة المالية العالمية .
وأداء الأسواق عكس هذا التعافي بصورة لافتة .
ونحن نتوقع أن نرى في المرحلة المقبلة على سبيل المثال ازدهاراً في حركة الاكتتابات الأولية العامة للشركات المحلية .
ونحن نرى اهتماماً متنامياً بأسواق الأسهم المحلية من المؤسسات العالمية في ظل تنامي الثقة .
البنية التحتية والعقار
* بالنسبة إلى الاكتتابات الجديدة المرتقبة، هل لكم أن تطلعونا على طبيعة القطاعات التي تمثلها؟
– من الصعب بطبيعة الحال إعطاء تفاصيل عن هذه الاكتتابات في المرحلة الراهنة، لكن أستطيع القول إنها تمثل القطاعات الأسرع نمواً والأكثر نشاطاً، مثل البنية التحتية والعقارات .
النقطة التي أحب التركيز عليها هنا، هي أن سوق الاكتتابات الأولية عاد من جديد، ويتوقع له النمو بقوة في المرحلة المقبلة .
* وما رؤيتكم لأسواق الأسهم المحلية، خاصة بعد الترقية ضمن مؤشرات مورغان ستانلي وستاندرد آند بورز للأسواق الناشئة؟
– يتضح وبشكل لافت من خلال حركة السوق في الأشهر الماضية أن الثقة عادت وبقوة بالأسواق وبالاقتصاد بصفة عامة، بعد أن تجاوزنا المشكلات الناتجة عن الأزمة المالية .
وهناك مؤشرات إيجابية عدة منها أداء الشركات الإيجابي، وحركة الاقتصاد النشطة .
لا شك في وجود حماسة متنامية حيال النمو في السوق المحلية، فالكثير من الأسواق العالمية وأسواق النمو مرت بفترات تراجع، لكن المستثمر يعود عندما يرى أمامه فرصاً سانحة، ونحن نرى أن القيم الحالية في السوق جيدة ومغرية مقارنة بنظيراتها عالمياً .
* ما الذي برأيكم يشجع المؤسسات العالمية الكبرى على الاستثمار في الإمارات وتعزيز وجودها في الدولة؟
– إن الأمر يعتمد بالدرجة الأولى على فرص النمو طويل الأجل، وهذا ما تقدمه الإمارات من دون شك، وهذا تحديداً ما شجعنا على مواصلة بناء فريقنا تدريجياً في الدولة، فقد بدأنا في مكتب صغير في مركز دبي المالي العالمي، ومن ثم انتقلنا إلى مكتب أكبر فأكبر داخل المركز .
فنحن لم نخفض وجودنا هنا على الإطلاق حتى خلال الأزمة، فهذه هي سياستنا، سياسة النمو التدريجي التي عززت استقراراً في الأداء حتى خلال الأزمة .
لدينا اليوم هنا في دبي 50 شخصاً متخصصاً، ونتطلع لتعيين المزيد في المرحلة المقبلة .
* ما مدى أهمية المنطقة بالنسبة إليكم؟ وما حجم الأصول التي تديرونها هنا؟
– لدينا في المنطقة مجموعة من أهم العملاء بالنسبة إلى البنك، ويمكن القول إن عدداً من عملاء المنطقة يأتي ضمن قائمة أكبر 10 عملاء للبنك على مستوى العالم .
أما عن الأصول تحت الإدارة فنحن لا نفصح عن هذه التفاصيل، لكن على مستوى العالم يدير البنك حالياً أصولاً تصل قيمتها إلى تريليون دولار .
المنافسون
* ما هي برأيكم أوجه تميزكم عن بقية المنافسين في بنوك الاستثمار التي لديها وجود في المنطقة؟
– برأيي أهم ما يميزنا هو نوعية الخدمات التي نقدمها، إضافة إلى أن فريق عملنا موجود هنا منذ فترة طويلة، ما يرسخ العلاقات مع العملاء، ويعزز الثقة، وهما العنصران الأهم في عملنا .
* كيف ترون أسواق الدخل الثابت من سندات وصكوك؟ وما توقعاتكم لأداء هذه الأسواق محلياً في المرحلة المقبلة؟
– إن إصدارات الدخل الثابت مازالت وستبقى جزءاً مهماً من المحفظة الاستثمارية، خاصة للمؤسسات الكبرى، ونتوقع أن نرى اهتماماً متنامياً، خاصة على مستوى إصدارات الصكوك، وأعلنا مؤخراً عن دخولنا سوق الصكوك بإصدار بقيمة 500 مليون دولار .
* ولماذا اخترتم إصدار صكوك بدلاً من اعتماد السندات التقليدية؟
– نحن نصدر على المستوى العالمي ما قيمته الإجمالية نحو ملياري دولار سنوياً، لذا من الأهم بالنسبة إلينا تنويع أدوات التمويل، ووجدنا فرصة مهمة في الصكوك في ظل الاهتمام المتنامي عالمياً بهذه الإصدارات .
* وما رأيكم في المبادرة التي أعلنتها دبي للتحول إلى عاصمة للاقتصاد الإسلامي ولإصدارات الصكوك على مستوى العالم؟
– عن نفسي آمنت دوماً بدبي وبقدرتها على تحقيق النمو القوي والمتواصل، فقد تابعت وعلى مدى السنوات العشر الماضية تطور ونمو دبي لتصبح اليوم مركزاً إقليمياً له وزنه عالمياً .
وأؤمن بأن دبي قادرة على تحقيق ما تريد، وأصدق دليل على ذلك عدد الشركات العالمية التي تعد دبي مركزاً لها في المنطقة .
ولا يخفى على أحد عوامل التنافسية والجذب التي تتمتع بها دبي من بنية تحتية وثروات بشرية وفرص نمو سانحة .
* وما هي من جهة أخرى توقعاتكم على مستوى أنشطة الدمج والحيازة في الإمارات والمنطقة؟
– مع عودة الثقة أتوقع أن نرى المزيد من الأنشطة في القطاع، ولدينا عدد جيد من الصفقات المرتقبة على هذا المستوى .
لا مخاوف من التوتر الإقليمي
حول التوتر السياسي في المنطقة قال نود: اعتقد أن الأسواق تأخذ في الاعتبار المشكلات وحالة التوتر في بعض دول المنطقة، لكنني أرى أن الأسواق تعمل بفرضية احتواء الأزمة، وهي علاوة على ذلك تتأثر مع أداء أسعار النفط المستقرة حالياً، لذا لم نرَ حتى الآن تأثيراً للأوضاع الجيوسياسية في الأسواق .
وأكد أن البنك لم يتأثر جراء التوتر في المنطقة قائلاً نحن نركز بشكل أساسي على دول مجلس التعاون، ولم يكن لدينا وجود قوي في مصر، أو غيرها من الدول التي تعاني التوتر السياسي .
من جهة أخرى قال نود: نحن نؤمن بقصة النمو طويل الأجل في الصين الذي يمر بمرحلة توازن ولم يعد بإمكانه الاعتماد، مع تواصل نمو حجمه، على الصادرات، بل بات بحاجة إلى حفز الطلب المحلي، لكن وفي ظل النمو القوي في حجم الاقتصاد الصيني فإن نموه اليوم بمعدلات أقل نسبياً يوازي نموه بمعدلات أعلى بحجم أصغر مما هو عليه اليوم .
تحديات القطاع المالي
قال نود أن التحدي الأكبر الذي يواجه القطاعات المالية العالمية ربما يتمثل في التغييرات في النظم والإجراءات، ما يحتاج إلى بعض الوقت لتتمكن الشركات من التوافق مع هذه التغييرات .
وهذا ما قمنا به بالفعل في البنك بعد زيادة قاعدة الرسملة ونسبة السيولة .
لكن لا شك هنا في أهمية هذه الإجراءات لمصلحة القطاع على المدى الطويل .
وهناك تحد آخر يتمثل في الحاجة إلى تواصل النمو في الأداء الاقتصادي، فهذا هو ما يحفز نمو أداء القطاع في نهاية المطاف .
لذا يهمنا الوجود في أسواق مثل الشرق الأوسط في ظل النمو القوي في أداء الشركات والذي يصل إلى متوسط سنوي من 20 إلى 25% .
وفي رد على سؤال حول الفرص الاستثمارية الأكثر جاذبية في هذه المرحلة، وهل في الأسواق الناشئة أم المتقدمة قال نود: – دعيني أورد مثالاً هنا، الاكتتاب الأولي لشركة “علي بابا”، الذي يعد أكبر الاستثمارات على الإطلاق، فهي شركة صينية لكنها حازت اهتماماً عالمياً واسع النطاق .
على مدى ال18 شهراً الماضية كان التركيز على الأسواق المتقدمة في الولايات المتحدة وأوروبا، أما في المرحلة المقبلة فنتوقع أن نرى تنامي الاهتمام بصورة أكبر .
التعافي العالمي
توقع نود أن يواصل الاقتصاد العالمي التعافي قائلاً أن الاقتصاد الأمريكي عاد للنمو، لكن مازال هناك الكثير مما يمكن القيام به في أوروبا، من الصحيح أنه لم تعد هناك مخاوف من انفصال في منطقة اليورو بعد التصريحات الرسمية الأخيرة، الأمر الذي طمأن الأسواق، لكن مازالت هناك تحديات في الأسواق الأوروبية، وهذا ما دعا المركزي الأوروبي إلى التحرك لخفض الفائدة والبدء بمسار التيسير الكمي .
ومن المهم هنا أن تقوم الاقتصادات الأوروبية بما تحتاج إليه من إصلاحات، وأن تعمل على زيادة تنافسيتها، وقد أخذت إسبانيا بالفعل خطوات على هذا المسار .