الرئيس التنفيذي لـ«دي إتش إل»: حصتنا السوقية في الكويت والمنطقة 50%
تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أهمية متنامية في صناعة اللوجستيات، وبالاستناد على ذلك، اتجهت شركة «دي أتش أل» اخيرا نحو استثمار 177 مليون دولار في المنطقة، لزيادة نشاطها التشغيلي، واقتناص فرص النمو في قطاع اللوجستيات. ومع التوسعات الجديدة، بات للشركة أكثر من 260 مركز خدمة ونقاط خدمات في أكثر من 15 دولة في المنطقة مع أكثر من 5 الآلف موظف عبر الشبكة.
ويكمن نجاح الشركة منذ تأسيسها في عام 1969 في نظرتها للمنافسة على أنها عنصر ايجابي وصحي، وهي مؤشر على أن السوق متعاف، وفي توسعاتها الأخيرة تشير إلى أنها على أتم الاستعداد لمواجهة المنافسة بأفضل الطرق وهي الاستثمار المدروس، الذي قادها نحو الاستحواذ على 50 في المائة من الحصة السوقية في الكويت ومنطقة الخليج والشرق الأوسط. وللحديث عن توجهات الشركة المستقبلية واستثماراتها الأخيرة، كان لـ القبس الحوار التالي مع الرئيس التنفيذي للشركة نور سليمان:
* كيف تعتزم «دي إتش ال» التوسع في المنطقة؟
– لقد تبوأت «دي إتش ال» سدّة الريادة في صناعة اللوجستيات في المنطقة منذ 35 عاماً مضت، واحتلت مكانتها الريادية بما تقدمه من ابتكار وخدمات ممتازة والتزام نوعي بخدمة العملاء على أفضل وجه. إن كلاً من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشهدان أهمية متنامية في صناعة اللوجستيات العالمية لاسيما وأنهما يشكلان رابطا للتجارة العالمية ويتوقع أن تزيد نسبة هذا النمو في المستقبل القريب.
إن خطتنا تقتضي أن نكون في مركز هذا النمو لكي نخدم عملاءنا وبوصفنا رواداً في صناعة اللوجستيات، فمن المهم أن ندعم ونساهم في بناء الخطوط التجارية العالمية. وبذلك عمدنا إلى استثمار 177 مليون دولار اميركي في المنطقة ولدينا مخططات لمزيد من الاستثمارات في المستقبل القريب.
إن الاستثمارات التي ذكرناها تصب في أسواق رئيسية، حيث عملت «دي إتش ال» على بناء 3 وحدات وبوابات في المملكة العربية السعودية وستفتتح مكتباً جديداً في القاهرة كما أطلقت واحدة من أكبر عملياتها في المنطقة في دبي.
* ما حجم عمليات «دي اتش ال» في منطقة الشرق الأوسط مقارنة بالمناطق الأخرى؟
– لقد شهدت «دي إتش ال» نمواً واضحاً في عملياتها في مناطق عديدة حول العالم وتعتبر منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكبر أسواقنا نمواً. إننا نسجل نمواً ملحوظاً في كل عام واستطعنا أن نحافظ على مكانتنا الريادية.
أضيف إلى ذلك أننا حريصون على دعم عملياتنا في منطقة الشرق الأوسط وفقاً لاستراتيجية توسعية مدروسة. ففي 2013 أضافت» دي إتش ال» رحلتين لشبكتها في منطقة الشرق الأوسط إلى كل من لبنان وقطر، كما كشفنا عن خطط لنمو عملياتنا في المغرب. وحالياً لدينا أكثر من 260 مركز خدمة ونقاط خدمات في أكثر من 15 دولة في المنطقة مع أكثر من 5 الآلف موظف عبر الشبكة في المنطقة. ونرى أن الاستثمارات الأخيرة للشركة سوف تعمل، مؤكدا تعزيز موقع «دي إتش ال» في صناعة اللوجستيات في المنطقة.
* ما المنتجات الجديدة التي تنوي «دي إتش ال» إطلاقها في المنطقة؟ وكيف يمكن لها إحداث الفرق في صناعة اللوجستيات؟
– إن منتجات «دي إتش ال» حصرية وفريدة من نوعها تعتمد على معايير السرعة الفعالة في التنفيذ، من هنا فإن خدماتنا إلى العملاء مصممة بشكل استراتيجي لكي تلبي احتياجاتهم بفعالية وسرعة نوعية وفق خدمة راقية وعالية الجودة.
* تشهد المنطقة منافسة حامية في صناعة اللوجستيات في المنطقة، فما خطتكم لمواجهتها؟
– إننا ننظر إلى نمو المنافسة على أنها عنصر ايجابي وصحي، وهي مؤشر على أن السوق متعاف ونحن نتمناه على هذا النحو. ان «دي إتش ال» بوصفها شركة تقدم خدمة الشحن السريع، إكسبرس، حول العالم لأكثر من 40 عاماً على أتم الاستعداد لمواجهة المنافسة بأفضل الطرق وهي الاستثمار المدروس. فإذا كنا نريد البقاء في الصدارة فإن أفضل السبل لتحقيق ذلك يكون بالاستمرارية في تطوير الأداء. وإن الاستثمار الذي ذكرناه لا يقتصر فحسب على الاستثمار في البيئة التحتية، ولكن أيضاً في الشبكة وفي موظفينا ومنتجاتنا. ووسيلة إضافية نتبعها في مواجهة التحديات والتصدي لها هي في ابتكار حلول فعالة على كل الأصعدة والتي تساعد على تأمين أفضل خدمة ممكنة والتي نعد بها.
* ما حصتكم السوقية في الكويت ومنطقة الخليج؟
– نتمتع بمكانة ريادية في الكويت ومنطقة الخليج والشرق الأوسط، حيث لدينا أكثر من %50 حصة سوقية. نتميز بعلاقاتنا المتينة مع عملائنا ونحرص على المحافظة عليها، حيث نعمل بالتوافق معهم لتزويدهم بحلول تساهم في نمو أعمالهم وتعزز العلاقات بيننا.
* هل من توسعات جديدة في الكويت؟
– إن الكويت واحدة من الأسواق الأساسية بالنسبة لعمليات «دي إتش ال» في المنطقة وأعمالنا فيها مزدهرة. وبناء عليه فنحن حريصون على أن تكون لدينا دائما القدرات والبنية التحتية اللازمة لاستيعاب النمو المتوقع في الصناعات في الأعوام المقبلة. ففي الصناعة التي نعمل بها، نتوقع ضخ المزيد من الاستثمارات لملاقاة هذا النمو، وبالاستناد إلى ذلك نقوم بوضع خطط توسعية في الكويت مازالت في طور التحضيرات على أن تبصر النور قريباً.
* قامت «دي إتش ال» باستثمار ما قيمته 177 مليون دولار في توسيع عملياتها في المنطقة، منها 25 مليوناً في الميدان في دبي، لم تستثمر الشركة بشكل قياسي في المنطقة؟ ومتى تتوقعون العائد على الاستثمار؟
– إن قطاع الأعمال في منطقة الشرق الأوسط يزدهر في جميع القطاعات تقريبا، ومن هنا لا بد أن نؤكد أننا لدينا العمليات وطاقات البنية التحتية لمواكبة هذا النمو المتوقع في الصناعات خلال السنوات المقبلة. وبذلك، نستطيع تلبية احتياجات عملائنا بفعالية.
إننا نتوسع، لان التوسع هو الوسيلة الوحيدة لكي ننمو ونزدهر. واستطيع القول ان العائد على الاستثمار هو آني، وان موظفينا سوف يحصلون بموجب هذه الاستثمارات على بيئة عمل أفضل ليطوروا من أدائهم. ولا ننسى أن توسيع المراكز الرئيسية للشركة في المنطقة سوف يسمح بتناول عمليات الشحن وفق معايير المرونة والفعالية والسرعة، وهذا المهم في صناعتنا.
* أخيرا بدأت شركات التجارة الالكترونية تشهد تنافسا متناميا. برأيكم ما الدور الذي تلعبونه في نمو التجارة الالكترونية؟ وما الأثر المتبادل بين هاتين الصناعتين؟
– إن التجارة الالكترونية هي المستقبل، والخدمات اللوجستية عامل أساسي في نمو التجارة. وفي إطار تعريف اثر اللوجستيات على التجارة الالكترونية هي تجعل منها أمراً ممكناً. إن العالم الذي نعيش فيه في تغير سريع والتجارة الالكترونية هي واحدة من المحركات الأساسية للاقتصاد العالمي، وهي آخذة في النمو المطرد. من هنا فإن شركات الشحن هي في صلب هذا النمو، كونها تقدم حلولاً ابتكارية من شأنها اختصار الوقت بتكلفة مدروسة.
* ما التحديات التي تواجه دي اتش ال، لا سيما في الدول التي تعاني من أزمات سياسية؟
– ان أهم التحديات تتمحور حول كيفية ضمان الاستمرارية في عملياتنا في ظل المحافظة على أمن موظفينا وسلامة طرود عملائنا. لقد عملنا على تطوير خطط احتياطية، حيث نعمل على طرق جديدة، ونضطلع بتغيير الطرق، ولكننا نجد دائما وسيلة لإتمام أعمالنا، لأننا لا نقبل ولا نسمح بأي شكل بأن نتقاعس في واجباتنا، ونسعى عبر متابعة مستمرة للمستجدات إلى المحافظة أولا على سلامة موظفينا على الأرض.