المستثمرون الأمريكيون يتحولون عن أوروبا مع انحسار رهانهم على التعافى
بدأ المستثمرون الأمريكيون، سحب مليارات الدولارات من أسواق الأسهم الأوروبية، مع توقف الإقبال على الشراء الذى شهدته المنطقة فى السنة الأخيرة بفعل علامات على تباطؤ التعافى الاقتصادى وتداعيات الأزمة الأوكرانية.
ولم يصل التحول من أوروبا إلى الأسواق الناشئة أو الولايات المتحدة حد النزوح الجماعى، حتى الآن إذ يلجأ عدد من كبار مديرى الأصول إلى تقليص تعرضهم للمنطقة بدلا من إنهائه بالكامل وهو ما يختلف تماما عن الذعر الذى أصاب المستثمرين إبان ذروة أزمة ديون منطقة اليورو فى 2011.
غير أن الوتيرة السريعة لنزوح الأموال من أدوات يسهل تداولها مثل صناديق المؤشرات -والتى غالبا ما كانت تعتبر فى الماضى مؤشرا على معنويات المستثمرين فى المستقبل- قد تحد من موجة صعود الأسهم الأوروبية التى استمرت عامين مع نفاد صبر المستثمرين على البنك المركزى الأوروبى كى يتخذ إجراءات أكثر قوة لتحفيز النمو.
وتشير قاعدة بيانات ليبر التابعة لتومسون رويترز بخصوص 106 صناديق مقرها الولايات المتحدة تستثمر فى الأسهم الأوروبية، إلى أنها سجلت أطول موجة من النزوح الأسبوعى للأموال منذ عام 2011 فى الأسابيع التسعة حتى 14 أغسطس.
وأثناء تلك الفترة سحب المستثمرون 3.25 مليار دولار من أصول الصناديق التى تبلغ قيمتها نحو 50 مليار دولار معظمها مستثمر فى صناديق المؤشرات، ومع انسحاب المستثمرين من أسواق الأسهم الأوروبية أظهرت بيانات ليبر أن الصناديق الأمريكية التى تستثمر فى الأسواق الناشئة اجتذبت تدفقات بلغت 5.7 مليار دولار خلال نفس الفترة ليصل إجمالى قيمة أصولها إلى 289 مليار دولار.