“المضاربات “و”المارجن “تدفع “ابوظبي” للتخلي عن مكاسب 2014
اختتم المؤشر العام لسوق “أبوظبي” المالي تعاملات جلسة الأحد على تراجع للجلسة الثانية على التوالى من خلال موجة تراجعات ضربت الاسواق الاماراتية بفعل تهاوى اسعار النفط وسط هبوط جماعي لكافة القطاعات بصدارة العقارى .
وانخفض المؤشر العام بنسبة 3.36% بوصوله لمستويات الـ4209.75 نقطة لتعادل خسارته 158.56 نقطة ليتخلى بذلك عن مكاسب 2014 بوصوله لأدنى مستوياته منذ أواخر ديسمبر للعام 2013 عند مستويات الـ4290.30 نقطة.
وخسر المؤشر العام منذ بداية العام وحتى نهاية جلسة الاحد نحو 1.88% من قيمته ،وكان المؤشر سجل أعلى مستوي له فى أواخر مايو عند 5253.41 نقطة ليرتفع وقتها بـ22.5% منذ بداية العام.
وأرجع المحللون هذا النزيف إلى استمرار تدهور أسعار النفط، مع توقعات بالمزيد من الخسائر للنفط بالفترة القادمة، مما سيكون له أثره السلبي على ميزانيات الدول الخليجية خلال العام القادم.
وقال الرئيس التنفيذى لـ”ثينك ” للدراسات المالية ،خلال حديثه لـ”مباشر” عبر الهاتف ان موجة التراجعات “العنيفة” التى تمر بها الأسواق بسبب حالة الذعر والخوف لدى الكثير من المستثمرين،بالاضافة الى افتتاح الاسواق اليوم على فجوة كبيرة ،فاذا تم استثناء تلك الفجوات سوف يتحرك السوق فى مستوى افقى.
وأضاف فادى الغطيس ان “الاستغلال المضاربي” بالاضافة الى البيع على المكشوف من خلال عمليات “مارجن كول” من قبل بنوك وشركات وساطة على عملائها المتداولين بالهامش، تسببت في تفاقم خسائر الأسواق .
ولفت الى ان تلك الاسعار المتدنية بأحجام تداولات عالية جعلت بعض الاسهم مغرية للشراء بأسعار لاتعوض خاصة للمستثمر الأجنبي واصفة “بالمستثمر الذكي” .
تركزًت أعلى خسائر للمؤشر فى قطاع “العقارات” متصدراً المتراجعين بنسبة 9.84%،مسجلا أدنى مستوى له منذ عام ،
وجاءت خسارة القطاع بضغط من سهم “الدار العقارية” بتراجعات بلغت 9.92% ليتراجع الى ادنى مستوياته منذ يوليو 2013.
وهبط سهم “اشراق العقارية” بنسبة 9.52% ليرفع من خسارة القطاع بوصوله لأدنى مستوى له منذ الادراج فى 2011.
وشهد السوق اليوم تراجع فى التداولات على كافة الأصعدة مقارنة بجلسة الخميس.
وجرى التداول على 144.012 مليون سهم مقابل 187.3 مليون سهم ،و بقيمة تداول بلغت 329.82 مليون درهم مقارنة بـ419.5 مليون درهم فى نهاية تعاملات الخميس منفذة من خلال 3088 ألف صفقة.
واستحوذ القطاع العقارى على اكبر نسبة من قيمة التداولات بـ146.33 مليون درهم لتمثل 44.4% من اجمالى تداولات السوق،وهيمن سهم”الدار العقارية ” على اكبر نسبة من قيمة التداولات بـ71.3% من قيمة التداولات بالقطاع متصدراً لأنشط الأسهم تداولاً اليوم.
وعمًق من خسارة المؤشر تراجعات قطاع الاستثمار بنسبة 9.75%،من خلال سهم “الواحة كابيتال” لينخفض بنفس النسبة بعد الاعلان عن شراء 420 الف سهم من أسهمها المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق .
وسجل قطاع الطاقة هبوطاً حاداًبنسبة 8%،بضغط من سهمى طاقة ودانة غاز بنسبة 8.89%،و7.55% لكل منهما على التوالى.
واستبعد الغطيس ان تكون الاسواق الاماراتية أكبر المتأثرين من أزمة اسعار النفط ،مستشهدا بالسوق السعودى وقال انه كان من الأولى ان نرى التراجعات فى السوق الذى يعتمد بشكل أساسي على قطاع البتروكيماويات .
وهبط “القطاع المصرفى” بنسبة 2.86% ،متاثراً بهبوط سهم “ابوظبي التجارى” بنسبة 10% ليتجاوز الحد الأقصى المسموح به ،وسجل بنك أبوظبي الوطني تراجعاً بنسبة 4.55% ليرفع من خسارة القطاع .
وقررت إدارة السوق التعميم بتوقيف أي سهم عن التداول يتراجع أكثر من 5% بعد ملاحظة عمليات بيع غير مبررة من جانب بعض المتعاملين خلال جلسة تداولات يوم الأحد.
وقال الغطيس ان القرار يؤخر النزول لبعض الاسهم ولكن لفترة وجيزة ،لا تتعدى الخمس دقائق وقال انها فترة غير كافية ،ولكنها تخلق حالة من التوتر أكثر من انها تخفف من حدة الهبوط.
وانخفض قطاع الاتصالات بنسبة 3.11%،من خلال تراجعات سهم “اتصالات” بـنفس النسبة.
وتوقع الغطيس ان جلسة غداً ستكون مهمة جداً على مسار الأسواق مؤكدا ان الاسواق على وشك الخروج من المسار الهابط الحاد الذي دخله منذ جلسة 25 نوفمبر الماضي،وقال أننا من الممكن أن تعاود الأسواق فى تصحيح أوضاعها مرة أخرى اذا اتم الانتهاء من حالة الخوف والرهبة الغير مبررة من الاسواق.