نفط وعملات

انقسام بين قادة «أوبك» حول إجراءات لوقف هبوط أسعار النفط

3298054

 

قال خبراء في الطاقة إن الأسواق العالمية لديها مليون برميل زيادة عن حاجتها، رغم أن ذلك قد يتغير بسهولة إذا هاجم تنظيم داعش بغداد، وهدد حقول النفط في جنوب العراق، أو إذا جددت الميليشيات حصارها لموانئ النفط في ليبيا.
وبحسب الجريدة، قال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إن الانخفاض الذي شهدته أسعار النفط خلال الأيام القليلة الماضية منح المستهلكين درجة اكبر من الراحة وأفضى الى انقسام بين قادة دول منظمة اوبك حول الإجراء الواجب اتخاذه لوقف هذا الهبوط.
وقد أفضى هبوط الأسعار الى ما يشبه السقوط الحر لأسعار البنزين في الولايات المتحدة وبلغ متوسط سعره العادي 3.20 دولارات أو 9 سنتات أقل مما كان عليه قبل أسبوع و14 سنتاً عن أسعار سنة خلت.
وقال التقرير إن السعر في محطات البنزين يتبع بصورة عامة أسعار النفط بعد بضعة أيام، ما دفع خبراء الطاقة الى توقع مزيد من الهبوط في الأسعار حتى نهاية الشهر على الأقل.
حرب أسعار
ويقول توم كلوزا، وهو محلل نفطي لدى غاز بدي دوت كوم، التي تراقب أسعار الوقود في محطات البنزين في شتى أنحاء البلاد: «من الواضح وجود خلاف في منظمة اوبك وهذا يعني احتمال حدوث حرب اسعار خلال الأشهر الستة المقبلة، ويتجه النفط الخام نحو حافة الانهيار».
وتوقع كلوزا وصول غالون البنزين العادي الى ما بين 2.95 دولار و3.10 دولارات، وتستهلك العائلة العادية في الولايات المتحدة 1200 غالون من البنزين سنوياً، أي تحقيق توفير سنوي بـ120 دولاراً لكل هبوط بـ10 سنتات في سعر البنزين.
ومع بلوغ عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة مستويات قياسية بدأ البعض من مديري شركات النفط بالإعراب عن القلق إزاء قرارات الاستثمار في السنة المقبلة.
دول «أوبك»
وخلال الأيام القليلة الماضية قررت عدة دول في منظمة اوبك – السعودية والكويت والعراق وايران والامارات العربية المتحدة – خفض أسعار النفط الى المشترين الأوروبيين والآسيويين وسط احتدام المنافسة على حصة في الأسواق العالمية.
ونتيجة هبوط سعر خام برنت بنسبة 1.5 في المئة يوم الاثنين الماضي ليصل الى 88.89 دولارا للبرميل قال العديد من المحللين إن السعودية ربما تعيد التفكير في استراتيجيتها.
ويقول جيف ديترت وهو رئيس بنك سيمونز & كومباني للاستثمار المستقل: «تشير تعليقات السعودية الى أنها قد تتحول من استراتيجية الحفاظ على سعر لبرميل النفط عند حوالي 100 دولار وذلك بغية التركيز على حصة في السوق»، مضيفاً انه يعتقد أن السعودية تحاول ابطاء نمو الانتاج في الولايات المتحدة.
يذكر أن أسعار النفط وصلت الى مستويات لم نشهدها منذ بداية الاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا في سنة 2011 وبسبب مزيج من العوامل: هبوط الطلب على المنتجات البترولية على صعيد العالم، وخاصة في أوروبا، مع وجود فائض كبير في النفط في الأسواق العالمية.
تهديدات أمنية
ويقول العديد من خبراء الطاقة إن الأسواق العالمية، التي تستهلك حوالي 90 مليون برميل في اليوم، لديها مليون برميل زيادة عن حاجتها، على الرغم من أن ذلك قد يتغير بسهولة إذا هاجم تنظيم داعش العاصمة العراقية بغداد وهدد حقول النفط في جنوب العراق، أو إذا جددت الميليشيات فجأة حصارها لموانئ النفط في ليبيا.
وعلى صعيد الإمداد كانت طفرة الحفر في مكامن الزيت الحجري في الولايات المتحدة عاملاً مهماً حيث بلغ الانتاج المحلي 8.7 ملايين برميل في اليوم، أي أكثر من مليون برميل قبل سنة خلت وهو أعلى مستوى منذ ما يقارب ربع قرن. كما أن المستوردات من دول اوبك هبطت الى النصف منذ سنة 2008 وأرغمت دولاً مثل السعودية ونيجيريا الى التنافس في آسيا وخفض أسعارها الذي بدأ في الأسبوع الماضي.
معالجة هبوط الأسعار
وفيما عمدت الولايات المتحدة الى رفع انتاجها بصورة شهرية كذلك قامت دول رئيسية منتجة بالخطوة ذاتها – وقد زادت السعودية انتاجها 100 ألف برميل يومياً في شهر سبتمبر فيما ارتفع انتاج ليبيا في الأشهر الأخيرة أكثر من 500 ألف برميل في اليوم.
وقال التقرير إن فنزويلا دعت الى اجتماع خاص لمنظمة أوبك من أجل معالجة مسألة الهبوط في أسعار النفط فيما دعت ايران الى خفض في الانتاج، لكن السعودية تمثل الصوت الأكثر أهمية في أوبك التي توفر حوالي ثلث الانتاج العالمي من النفط.
وفي الأسبوع الماضي، قالت وزارة الطاقة الأميركية إن استهلاك النفط في الدول الصناعية هبط حوالي 200 ألف برميل في اليوم هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية كما أن الحكومة الأميركية تتوقع أن ينخفض الاستهلاك المحلي الذي ارتفع بحوالي 500 ألف برميل يومياً في سنة 2013، حوالي 40 ألف برميل يومياً في هذه السنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى