بورصة “أبوظبي” تهوى 6% متأثرة بالأسواق العالمية ..والعقارى الخاسر الأكبر
تعرًض سوق العاصمة أبوظبي المالى لموجة تراجعات عنيفة خلال الاسبوع لحقت بكافة الأسواق الخليجية بعد انتظام العمل عقب عطلة عيد الاضحي .
وقال خبراء ومراقبون ان التراجعات الحادة التى منيت بها الاسواق ، جاءت تزامنا مع التراجعات العنيفة التى منيت بها الاسواق العالمية بنهاية تعاملات الاسبوع الماضي ، اضافة الى تصاعد وتيرة التوترات في المنطقة نتيجة الزيادة المستمرة لتفوذ تنظيم داعش في سوريا والعراق .
وانخفض المؤشر بنسبة 6.1% تقريباً هذا الاسبوع ليخسر باكثر من 309 نقطة من قيمته،متنازلاً عن مستويات الـ5 ألاف نقطة ،لينهى تعاملاته اخر الاسبوع عند مستوى 4768.15 نقطة.
وتلونت كافة المؤشرات بالسوق باللون الأحمر ،تصدرها تراجعات القطاع العقارى ،ليهوى بنسبة 15.5%،من خلال سهم “الدار العقارية” بنسبة 15.51%،كما اسهمت تراجعات اشراق العقارية بنسبة 12.20%،وتصدرهم التراجع سهم “رأس الخيمة العقارية ” بنسبة 19.19%.
وعلى عكس توقعات المحللين والمستثمرين ،حيث رجح أغلبهم ان تشهد الأسواق فى الاسبوع الحالى موجة تصحيحية جديدة ،بعد العودة من موسم الاجازات ،وانتظام المستثمرين مرة أخرى فى الاسواق ،الا ان الاحداث الجيوسياسية وتأثير خوف وهلع المستثمرين فرضت نفسها على أداء السوق.
وأكد جمال عجاج لـ”مباشر” ان التراجعات كانت مفاجئة بالنسبة للمستثمرين ،ومخالفة لكل التوقعات ،وذلك بعدما شهد موجة بيع قوية على معظم الاسهم ،وعزى عجاج تلك التراجعات الى هبوط الاسواق العالمية ،بالاضافة الى ارتفاع حدة الاحداث الجيوسياسية بالمنطقة والتى بعادتها تؤثر على الاسواق بشكل عام.
وبلغت التداولات خلال الاسبوع 1.67 مليار درهم من خلال 620.4 مليون سهم
وعمقت من تراجعات المؤشر الهبوط القوى لقطاع “الطاقة” بنسبة 12.43% بضغط من سهم”طاقة” بنسبة 11%،ودانة غاز بنحو 13.24%.
تأتى تراجعات قطاع الطاقة نتيجة المخاوف الاقتصادية التى أدت الى تسارع وتيرة هبوط أسعار النفط التي تضررت بشدة من تخمة في المعروض العالمي.
و تراجع سعر النفط أكثر من دولار للبرميل يوم الخميس إذ بلغ خام برنت أدنى مستوياته في أربع سنوات دون 83 دولارا للبرميل.
وأكد عجاج ان العوامل الخارجية هى التى أثرت على أداء السوق خلال الاسبوع مع غياب المحفزات الداخلية ،وتأخر الشركات فى افصاح نتائجها المالية حتى الان .
وأضاف لـ”مباشر” ان الأسواق تمر بحالة من القلق والخوف من تعرض الاقتصاد العالمي لازمة مالية جديدة.
وخفض صندوق النقد فى بداية الاسبوع توقعاته الاقتصادية العالمية محذرا من الأداء الاقتصادي الضعيف لدول منطقة اليورو واليابان والأسواق الناشئة مثل البرازيل ومنطقة الشرق الاوسط .
ووافقه الرأى الخبير بأسواق المال ،وضاح الطه ،مؤكداً لـ”مباشر” أن السوق الان رهينة حركة السوق الامريكية ،بالاضافى الى الارتباك الذى يحدث فى السوق السعودية مؤخراً ألقى بظلاله على السوق .
وأضاف الطه ان التحدى القادم أمام السوقين هو التماسك والصمود فوق مستوي الـ4200 نقطة بالنسبة لسوق دبي،وأبوظبي 4700 نقطة.
وأفاد وضاح الطه ان المستثمرين ينتقون الاخبار السلبية لبناء توجهاتهم الاستثمارية ،كما أن غياب صانع سوق حقيقية وضع السوق فى وضع حرج، بالاضافة الى السلوك الجماعي المفرط في التشاؤم الذى خسر الاسواق الكثير و لأسباب ليست ذات علاقة وغير مبررة على الاطلاق.
وأبدى وضاح تخوفه بأن تمر الأسواق لأزمة مالية جديدة مثل أزمة 2008 ،مؤكدا انه يستوجب علي المستثمرين ان يكون لديهم نظرة مستقبلية حتى يتمكنون من تعويض تلك الخسارة فى الفترة القصيرة المقبلة.
وساهمت تراجعات قطاع البنوك من الهبوط بالمؤشر بنسبة 5.98%،من خلال سهم “بنك أبوظبي التجارى” بنحو 6.98%
،والخليج الاول بنسبة 6.7%.
فيما كان قطاع الاتصالات الأقل خسارة فى سوق أبوظبي خلال الاسبوع بنسبة 1.72%،بضغط من سهمه اتصالات المتراجع بنفس النسبة.
وينصح الخبير بأسواق المال المستثمرين بالاحتفاظ بأسهمهم فى الوقت الحالى مؤكداً ان الأسوأ قد مر و مع ذلك في مثل هذه الأوضاع التنبؤ صعب،ولكن علينا ان نراقب الاقفال و نقرر .
وأوضح الطه اننا أمامنا يومين عمل في الاسواق العالميه ،وفى حالة حدوث ارتداده مرة أخرى سنرى الأحد صباحا ارتداده مرة أخرى للاسواق الاماراتية ،وتبقى الاسواق الامريكية رهينة حتى نرى الاداء يوم الجمعة المقبلة.