تقرير:نمو هوامش الربح في الشركات الخليجية الكبرى
قال التقرير الاسبوعى الصادر من مكتب الرئيس التنفيذي للاستثمار لدى قسم إدارة الثروات في بنك “الإمارات دبي الوطني” ان أسواق دول مجلس التعاون الخليجي شهدت أسبوعاً مجزياً؛ حيث سجلت أسواق دبي وأبوظبي وقطر صعوداً تجاوز 7,2% و3,8% و2,8% تباعاً، فيما بقيت السوق السعودية ثابتة دون تغيير.
وبحسب البيان الصحفى الذى حصلت “مباش” على نسخة منه فان ذلك يشير إلى تخطي مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية الرئيسيّة لمعدلات حركتها خلال الخمسين يوماً الماضية مدعومةً بالأرباح القوية للشركات. تجاهلت الأسهم العالمية أنباء زيادة العقوبات الأمريكيّة على روسيا حتى مع وقوع حادثة إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية في أجواء أوكرانيا.
وأصدرت “هيئة الأوراق المالية والسلع”، الجهة المنظمة لسوق الأسهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بياناً أوضحت فيه عزمها تشكيل لجنة جديدة لضمان سلامة ونزاهة تداول الأسهم ومنع التلاعب في أسعارها. وتوقفت أنشطة تداول الأسهم لشركة “أرابتك” الرائدة في قطاع الإنشاءات بانتظار التوضيحات المتعلقة بإعادة هيكلة ملكيتها. وفي قطر، أعلن “بنك الدوحة” تسجيل نمو في الأرباح تجاوز توقعات السوق مدفوعاً بالنمو الإيجابي لمحفظة القروض. ويندرج هذا البنك ضمن قائمة خياراتنا المفضلة وخصوصاً مع التوقعات بتوفيره توزيعات أرباح بنسبة 7,5% خلال عام 2014، وهذا يعد من أعلى المعدلات بين بنوك أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. وتواصل شركات البتروكيماويات السعودية تسجيل أرباح مجزية، حيث حققت “سابك” نمواً في صافي الأرباح بنسبة تجاوزت 7% على أساس سنوي بسبب زيادة حجم الإنتاج والمبيعات. ومع ارتفاع أسعار النفط جرّاء التوترات الجيوسياسية، فإن انخفاض أسعار المواد الخام المحلية عن المعدلات العالمية يوفر ميزة إيجابية على صعيد التكلفة بالنسبة لشركات الكيماويات الخليجية. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من المتوقع أن يتخطّى نمو الأرباح الفصلية (البالغ +9%) معدل نمو الإيرادات (البالغ +4%)، ما يعني تحسين هوامش الربحية علماً أن معدل الإيرادات الفعلية وصافي الدخل الفعلي يتجاوز تقديرات “بلومبرج”. ومن المرجّح أن تشهد الإمارات العربية المتحدة والسعوديّة نمواً صحياً في الإيرادات الفصلية وصافي الدخل بنسبة تزيد على 4% و5% تباعاً. أطلق “البنك الاحتياطي الهندي” مجموعة من المبادرات لتوجيه الإقراض المصرفي نحو القطاعات التي تفتقر إلى التمويل؛ وسيتاح للبنوك حالياً بيع سندات طويلة الأجل تكون معفاة من متطلبات الاحتياط النقدي، وذلك لتعزيز تمويل مشاريع البنية التحتية والإسكان منخفض التكلفة. وقد أفسح البنك بذلك المجال للعمل المصرفي المتخصص عبر إصدار المبادئ التوجيهية الداعمة لتأسيس البنوك الصغيرة. كما أصدر “مجلس الأوراق المالية والبورصات” الهندي مسودة تضم اللوائح التنظيمية الخاصة بإنشاء صناديق استثمارية لمشاريع البنى التحتيّة. تراجعت أسواق الائتمان نتيجة التوترات المتصاعدة في أوكرانيا واستمرار العملية العسكريّة في قطاع غزة. وتهافت المستثمرون على الأصول الآمنة، وسجلت سندات الخزانة الامريكية ارتفاعاً بنسبة 2,45%، فيما بقيت الفروقات بين سعري العرض والطلب ثابتة دون تغيير. وعليه، نجد بعض مكامن الضعف وخصوصاً في السندات السيادية ذات معدل بيتا (beta) المرتفع مثل روسيا.
وفي سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على “بنك التنمية الاقتصادية الروسي” (VEB)، و”بنك غازبروم”، وشركتي “نوفاتيك” للطاقة، و”روسنيفت” للنفط، حيث حالت دون استفادتهم من أسواق رأس المال العالمية في المرحلة المقبلة. وارتفعت فروقات سعري العرض والطلب لمقايضة العجز عن سداد الائتمان لأجل 5 سنوات في روسيا من 170 إلى 208 نقاط أساس وسط توقعات بفرض مزيد من العقوبات قريباً بعد سقوط الطائرة الماليزية (MH-17) في أجواء أوكرانيا. من جهة ثانية، نستبعد تأثر حاملي السندات والأوراق المالية بشكل كبير؛ حيث انخفضت أسعار أصول العديد من السندات المستحقة مع اقبال المستثمرين ومديري الأصول على البيع وخفض مراكزهم المفتوحة. ولن يتمكن مصدرو السندات والشركات المشمولين في قائمة العقوبات من إصدار السندات أو الاستفادة من القروض في الأسواق الغربية علماً أن هذه التدابير قد أثرت بالفعل على توجهات المستثمرين. وعلى صعيد الإصدارات الأوليّة، قامت ساحل العاج بإصدار سندات سيادية بقيمة 750 مليون دولار أمريكي لأجل 10 سنوات بمعدل ربح قدره 5,375% وبسعر إصدار بلغ 98,108. كما أصدرت جنوب أفريقيا شريحتي سندات بلغت قيمة الأولى 500 مليون دولار لأجل 12 عاماً بمعدل 225 نقطة أساس فوق المؤشر القياسي وبنسبة ربح قدرها 3,75%، في حين بلغت قيمة الشريحة الثانية مليار دولار لأجل 30 عاماً بمعدل ربح 5,375%. وتواصل أسواق السندات الإقليمية عمليات التداول بوتيرة خافتة خلال شهر رمضان المبارك. على الرغم من حادثة إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا، أغلقت أسهم الأسواق المتقدمة الأسبوع على مستويات إيجابية بفضل استمرار تسجيل أرباح طيبة والإعلان عن صفقات جديدة للشركات الأمريكيّة؛ وتلعب النبرة الإيجابية لـ “مجلس الاحتياطي الفيدرالي” و”البنك المركزي الأوروبي” دوراً محورياً في هذا الإطار. من ناحية ثانية، لا نرجح تعرّض الأسواق العالمية لهزات شديدة إلا إذا انحرفت هذه العوامل الإيجابية عن مسارها. ولكننا نتوقع تأثر الأسواق ببعض التقلبات قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكي هذا الأسبوع، ما قد ينذر بارتفاع أسعار الفائدة على المدى القصير وتنامي قوة الدولار الأمريكي لاحقاً. ونعتقد أن النمو المعتدل للأجور في الولايات المتحدة سيردع “الاحتياطي الفيدرالي” عن رفع أسعار الفائدة حتى فترة متقدمة من عام 2015. وتطابقت نبرة جانيت يلين، رئيسية “الاحتياطي الفدرالي”، وماريو دراجي، رئيس “البنك المركزي الأوروبي”، خلال مؤتمراتهما الصحفيّة؛ حيث أكدا على ضرورة تكيّف الوضع النقدي لفترة أطول نتيجة الركود المفرط في اقتصادي الولايات المتحدة ومنطقة اليورو. وفي حين لا يشكل التضخم الأمريكي مشكلة حتى الآن في ضوء ثبات نمو الأجور، يبدو التضخم في أوروبا منخفضاً بشكل كبير؛ ولذلك فإن الأسواق تتوقع اتخاذ “المركزي الأوروبي” لبعض تدابير التيسير الكمّي. ورجح كل من دراجي ويلين استمرار النمو الاقتصادي مع احتمال تكشّف بعض المخاطر السلبية في أوروبا. من ناحية أخرى، كانت مسيرة النمو مخيبة للآمال في منطقة اليورو نتيجة انخفاض أسعار الفائدة على المدى الطويل، ما قد يتطلب اعتماد استراتيجية دفاعية في سوق الأسهم. ونتوقع أن تسجل توزيعات أرباح الأسهم ذات العوائد المجزية أداءً متفوقاً بفضل ارتفاع تدفقاتها النقدية، ولأنها تستقطب المستثمرين الذين يفضلون توزيعات الأرباح الموثوقة أكثر من مكاسب رأس المال غير الواضحة. وتتكشف نفس القصة في الصين، حيث سجلت أسهم هونج كونج ارتفاعاً متواضعاً من خانتين منذ شهر مارس الماضي على خلفية إجراءات السلطات المركزية بإتاحة مزيد من السيولة عبر تسهيل الإقراض. ويدعم ذلك التوسع الاقتصادي، حيث جاء نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني متجاوزاً التوقعات المحددة عند 7,5%، وقد يكون ذلك على حساب مزيد من الديون المتعثرة للشركات. وحذرت المجموعة الرائدة في خدمات البناء “هاوتونج للطرق والجسور” من مخاطر العجز بعد إحالة رئيسها التنفيذي إلى التحقيق. وأخيراً، نوصي بزيادة التركيز على الأسهم القوية مقابل السندات بفضل ازدهار اقتصادات الأسواق المتقدمة، كما نتوقع تفوّق أداء الأسهم ذات العوائد المرتفعة، وننصح أيضاً بتلافي الانكشاف على أسواق اليورو، وتوخي الحذر إزاء الأسهم الصينية الناشئة.