خبراء: الأسهم الإماراتية تمر بمرحلة تعافٍ واستعادة الثقة
قال مديرو تداول إن أسواق الأسهم المحلية تمر بمرحلة تعافٍ واستعادة الثقة، بعد التذبذبات القوية التي حدثت في أسعار الأسهم خلال الأشهر الماضية، والتي أدت إلى تحقيق مستثمرين خسائر بنسب ملحوظة.وأكدوا أن أغلبية المتعاملين في السوق فضلوا مراقبة الأداء وعدم التداول النشط، حتى اتضاح الصورة وأخد مؤشرات الأسواق اتجاهات واضحة.وأضافوا أن تطورات الأوضاع في المنطقة عموماً جعلت أسواق الأسهم لا تتفاعل مع الأخبار الإيجابية، وآخرها سداد شركة «نخيل» العقارية كامل ديونها قبل موعد استحقاقها.بحسب جريدة الإمارات اليوم
استعادة الثقة
وتفصيلاً، قال نائب مدير التداول في دبي بمركز «الشرهان» للأسهم، محمد الكسواني، إن «أسواق الأسهم المحلية تمر حالياً بمرحلة تعافٍ واستعادة الثقة، بعد التذبذبات القوية التي حدثت في أسعار الأسهم خلال الشهور الماضية»، موضحاً أن تحقيق العديد من المستثمرين والمضاربين (من الذين حصلوا على تمويلات بالهامش بنسب كبيرة)، خسائر، خلال فترة التذبذبات، جعلهم يفضلون الخروج من السوق، لاسيما أن بعضهم خسر رأسماله بالكامل.
وأكد الكسواني أن أغلبية المتعاملين في السوق فضلوا مراقبة الأداء وعدم التداول النشط، إلى حين اتضاح الصورة وأخد مؤشرات الأسواق اتجاهات واضحة، لاسيما أن هذه الفترة من العام تزامنت مع موسم الإجازات الصيفية التي تشهد سفر أغلبية مديري المحافظ وكبار المستثمرين للخارج.
وأضاف أن «استقرار أسعار الأسهم خلال تلك الفترة يُعد مؤشراً إيجابياً على اتخاذ السوق اتجاهاً صعودياً في الفترة المقبلة، خصوصاً أن الأسابيع الماضية شهدت بناء مراكز مالية جديدة في عدد من الأسهم التي حققت نمواً في أرباحها خلال النصف الأول من العام الجاري».
وأشار الكسواني إلى أن تراجع معدلات التداول في الأسواق خلال الأسبوع الماضي، صاحبه انخفاض في عروض البيع واستقرار أسعار الأسهم، مرجعاً ذلك إلى ترقب المستثمرين لأداء واضح متوقع للأسهم، نظراً لأن الأداء اتسم خلال الفترات الماضية بعشوائية شديدة في عمليات البيع والشراء، وتحركات غير مفهومة لبعض الأسهم النشطة، لافتاً إلى أن صعود مؤشرات وأسعار الأسهم في عدد من الأسواق الإقليمية والبورصات العالمية، سيعد من العوامل الداعمة لأداء أسواق الإمارات، واستعادة ثقة المستثمرين المحليين.
تردد المستثمرين
من جهته، أيّد مدير إدارة الأصول لدى مجموعة «المال كابيتال»، طارق قاقيش، الآراء التي تؤكد أن الأسواق المحلية تمر بمرحلة ترقب في ظل تردد المستثمرين عن الدخول للسوق التي تشهد تراجعاً في معدلات التداول بسبب موسم الإجازات الصيفية، قائلاً إن «هذه الفترة من العام عادة ما تشهد هدوءاً في التداولات مع الحفاظ على الاتجاه المحدد الذي اتخذته السوق قبلها».
وأفاد قاقيش بأن من الأسباب الأخرى وراء عزوف المستثمرين عن التداول النشط، الأوضاع السياسية في المنطقة عموماً، لافتاً إلى أن بعض المستثمرين ينتظرون مستويات سعرية أفضل للأسهم من أجل العودة للشراء، إذ يرون أن التقييمات الحالية للأسهم مرتفعة نوعاً ما.
وفي ما يتعلق بعدم تفاعل السوق مع الأخبار الاقتصادية الإيجابية وآخرها خبر إكمال شركة «نخيل» العقارية سداد ديونها المصرفية قبل سنوات من استحقاقها، عزا قاقيش ذلك إلى حالة الترقب السائدة في السوق، التي أدت إلى تجاهل التأثير الإيجابي للخبر في قطاع البنوك، وأهمها إعادة المخصصات لهذه الديون إلى إيرادات البنوك المقرضة.
وذكر أن التوقعات السائدة في السوق تؤشر إلى زيادة النشاط والسيولة تدريجياً، مع عودة المستثمرين من الإجازات، خصوصاً أن هذه الفترة تتزامن مع انتهاء الربع الثالث من العام، وبدء التوقعات حول أرباح هذه الفترة.
توجه واضح
بدوره، أفاد محلل الأسواق الخليجية، مصطفى حسن، بأن مؤشرات أسواق الأسهم الإماراتية تتحرك بشكل أفقي في نطاق ضيق جداً لا يعكس اتجاهاً واضحاً، مؤكداً أن استقرار الأسعار لا يشجع على بناء مراكز جديدة، إذ لايزال البعض يحجم عن الشراء خشية تحقيق الأسهم تراجعات في ظل عدم قدرتها على الصعود خلال الأسابيع الماضية،
وقال إن «تعافي الأسواق من موجة التصحيح الأخيرة التي شهدتها اعتباراً من يونيو الماضي، ربما يتطلب بعض الوقت، خصوصاً أن التذبذبات كانت عالية جداً في هذه الفترة»، ناصحاً المستثمرين باتباع سياسة انتقائية في شراء الأسهم التي لاتزال دون قيمتها العادلة، ونجحت في تحقيق نمو مطرد في أرباحها.