خبراء: البورصات الإماراتية تواجه اختبار قدرتها على الصمود في قناة أفقية مقبولة
اعتبر محللون ماليون نطاق تراجع الأسواق أمس طبيعياً خاصة أنه يأتي في أعقاب عدة ارتفاعات أعادت للأسواق جزءا من خسائر موجة التصحيح الحادة التي عصفت بالأسهم خلال شهر يوينو، لافتين إلى أن التحدي الذي تواجهه الأسواق حالياً لا يتمثل في قدرتها على استعادة منحى الصعود، بقدر قدرتها على توزيع السيولة بحصص منطقية بين الأسهم القيادية في الأسواق، لافتين إلى أن تمركزها حاليا على سهم بعينه قد يهدد بقاء المؤشرات فوق نقاط المقاومة التي استردتها مؤخرا.بحسب جريدة الاتحاد
وقال المحلل المالي وضاح الطه إن الأسواق تترقب محفزات جديدة للدخول في قناة أفقية تدعم فرص الصعود التدريجي للمؤشرات والخروج من نطاق التذبذب الحالي، لافتاً إلى أن نتائج الربع الثاني التي يتوقع أن يبدأ الإفصاح عنها تدريجياً خلال الأسبوع المقبل قد تسهم في تحريك السوق والابتعاد عن دائرة التأرجح الحالية.ولفت إلى أن السيولة في الأسواق تتحرك حالياً على ايقاع عمليات المضاربة، حيث شهدنا انتقال سيولة من سوق أبوظبي إلى سوق دبي مع التركيز على سهم أرابتك القابضة الذي يستحوذ على ما يتراوح بين 40 إلى 60% من السيولة في سوق دبي، معتبرا أن تحسن السيولة في الأسواق لا يعكس تحسناً في الأداء خاصة وأن جل هذه السيولة يتركز على عدد محدود من الأسهم.
وأشار إلى أن الأسهم العقارية في سوق أبوظبي مازالت تشكل فرصاً جيدة خاصة وأن مستويات تحركها كانت محدودة الأمر الذي يتوقع أن تستفيد منه أسهم القطاع الثلاثة مع البدء في إعلان نتائج الربع الثاني.
وقال «التحدي الذي يواجه الأسواق حاليا هو اختبار قدرتها على الصمود في قناة أفقية مقبولة تتراوح بين 4600 نقطة و4888 نقطة في دبي، و4900 و4760 نقطة في أبوظبي»، موضحاً ان مؤشر سوق دبي حاول اختبار حاجز 4600 نقطة أكثر من مرة لكنه لم يتمكن من الصمود عنده مما أدى إلى عملية تراجع إلى مستوى 4880 نقطة، مشير إلى ان تماسك السوق أمس فوق 4500 نقطة أمر جيد لدعم استقرار السوق في قناة أفقية لكن ذلك يتطلب محفزات جديدة، وعدم استئثار سهم أرابتك القابضة بالقسط الأعلى من السيولة يومياً لأن ذلك قد يضر بالسوق على المدى القصير ويدفع ربما إلى العودة إلى مستوى 4300 و4200 نقطة في سوق دبي.
وفي السياق ذاته، أوضح عبد الله الحوسني المدير العام لشركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية، أن سهم أرابتك القابضة استحوذ خلال شهر تقريباً على نصف سيولة السوق، الأمر الذي يشكل خطرا على عملية العودة لمنحى الصعود بعد موجة التصحيح القاسية في شهر يونيو.
وقال إن استثناء سهم أرابتك مع عمليات جني الأرباح الطبيعية التي يشهدها سوق دبي بعد المكاسب الأخيرة التي زادت على 13%، يشير إلى أن جزءا كبيرا من السيولة في الأسواق هي سيولة مضاربية وليست استثمارية خاصة بعد قيام مستثمرين بعمليات تسييل للدخول على سهم أرابتك الأمر الذي نتج عنه توسيع نطاق التذبذب على السهم.
وقال إن قدرة مؤشر سوق دبي على الحفاظ على نطاق تذبذب يتراوح بين 1% أو 0,5% للفترة الحالية وقبل اعلان النتائج من شأنه أن يمهد لبناء مراكز جديدة قبل عودة المسار الصعودي للمؤشر بالتزامن مع نتائج الشركات.
وقال جمال عجاج مدير عام مركز الشرهان للأسهم والسندات إن المضاربات ما زالت تسيطر على التعاملات، التي يتزامن معها جني أرباح لأكثر من مرة في خلال جلسة على بعض الأسهم، مشيراً إلى أن شريحة من المتداولين تفضل الاحتفاظ بالأسهم، وعدم البيع في الوقت الراهن بانتظار ظهور نتائج الشركات المؤثرة عن الربع الثاني من العام الجاري، وهو ما بدا واضحاً من خلال تراجع حجم السيولة المسجلة في السوقين، مقارنة مع الأيام الثلاثة الماضية.
وأكد أن النتائج التي أسفرت عنها اجتماع هيئة الأوراق المالية والأسواق والمصرف المركزي كانت إيجابية من شأنها المساهمة في تعزيز الشفافية في تعاملات الأسواق، قائلاً إن ضبط التسهيلات التي تقدمها البنوك بضمان الأسهم سيكون له تأثير جيد في التخفيف من حالة التذبذب الكبيرة التي سيطرت على حركة الأسعار والمؤشرات في الفترة الماضية.