خبراء: السياحة الداخلية تشكل الركيزة الأساسية لقطاع الضيافة بدبي
شكلت السياحة الداخلية في دبي ركيزة أساسية وداعماً محورياً لقطاع الضيافة خلال الفترة الماضية في ظل المقومات التي تتمتع بها الإمارة وخيارات الترفيه المتعددة التي تتناسب مع جميع شرائح المجتمع من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعمرية المختلفة.
وقدر عاملون في صناعة الضيافة ـ وفقا لـ “الخليج” ـ مساهمة السياحة الداخلية بنحو 20% من إجمالي إشغال المنشآت الفندقية في الوقت الذي تعد رافداً قوياً للمرافق الترفيهية ومراكز التسوق التي تشهد إقبالاً قوياً على مدار الأسبوع وازدحاماً شديداً في العطل الأسبوعية من جهة والموسمية من جهة أخرى .
وتمكنت دبي من تعزيز مساهمة السياحة الداخلية في القطاع الفندقي من خلال رفدها للمزيد من المرافق السياحية والترفيهية ومراكز التسوق التي تشهد على مدار العام العديد من الفعاليات والنشاطات والمهرجانات لاستقطاب المواطنين والمقيمين في الإمارة والإمارات الأخرى .
وقال عاملون في القطاع السياحي إن تنوع البرامج الترفيهية والسياحة ذات التنافسية العالية شكل عنصراً قوياً في دعم السياحة الداخلية واستقطاب المزيد من العائلات المحلية والمقيمة، الأمر الذي ساهم في رفع إشغال الفنادق وزيادة مساهمة السياحة الداخلية في النشاط الفندقي .
وأكدت مصادر أن دبي نجحت في توسيع قاعدة الأسواق التي تصدر السياحة إلى الإمارة وتعزيز النمو المحقق في الأسواق التقليدية في ظل دعم وتنشيط السياحة الداخلية مشيرين إلى أن دبي تعد وجهة سياحية متميزة وجزءاً أساسياً من خطط الشركات الفندقية على مستوى العالم .
وقالت المصادر إن السوق المحلي في دبي بدأ يحقق النتائج المرجوة من الخطط التي اتبعتها الجهات الحكومية المعنية بالقطاع السياحي بالتعاون مع القطاع الخاص بشأن دعم وتفعيل السياحة الداخلية وزيادة حصتها من القطاع بأكمله، مشيرة في الوقت ذاته إلى عدم الاستقرار الأمني والسياسي في بعض الوجهات السياحية ساهم بشكل إيجابي في خلق ما يعرف بالسياحة العكسية، بحيث تحولت العديد من العائلات إلى التركيز على قضاء إجازاتها الموسمية القصيرة والسنوية الطويلة في دبي بدل السفر إلى الخارج .
وقال رياض الفيصل، مدير عام شركة “أصايل للسياحة والسفر” إن أسعار البرامج السياحية والفنادق والمنتجعات في دبي بشكل عام أصبحت داعماً للسياحة الداخلية، خاصة أنها أكثر تنافسية مقارنة مع العديد من الوجهات الإقليمية والعالمية عوضاً عن أن مستويات الخدمة المقدمة تتفوق أو توازي نظيرتها في وجهات سياحية عالمية .
وأضاف الفيصل أن دبي بشكل خاص والامارات بشكل عام أصبحت تتميز بتنوع المنتج السياحي لذلك بات كثير من العائلات تفضل البقاء في دبي خلال فترة الإجازات القصيرة الأمر الذي ساهم في تدعيم مساهمة السياحة الداخلية في النشاط السياحي بشكل عام .
واوضح الفيصل انه من الصعب تحديد نسبة مساهمة السياحة الداخلية في النشاط السياحي لان هذه النسبة تختلف من وقت إلى آخر عوضاً عن ان هناك الكثير من العائلات تفضل الذهاب إلى بيوتها بعد الانتهاء من برامجها السياحية لذلك من الصعب إحصاؤها .
وقال سعيد العابدي رئيس مجموعة العابدي إن السياحة الداخلية بدأت تأخذ مكانها الطبيعي منذ تفجر الأزمة المالية العالمية، حيث بات الاهتمام أكبر بالعائلات المحلية والخليجية، مشيراً إلى أن سياسات الجهات المعنية نجحت في تنشيط السياحة الداخلية من خلال العروض التي تقدمها المنتجعات والفنادق للعائلات، إضافة إلى توفير كافة احتياجات العائلة . .
وأوضح العابدي أن السوق السياحي في دبي بدأ يجني ثمار اهتمامه بالسياحة الداخلية من خلال زيادة نسبة مساهمة المواطنين والمقيمين في إشغال فنادق الإمارة، مشيراً إلى أن دبي نجحت في توفير كل ما يحتاج إليه السائح من فنادق ومراكز تسوق ومنتجعات تضاهي مثيلاتها الأوروبية بل وتتفوق عليها من حيث مستوى الخدمة في كثير من الأحيان وبأسعار أكثر تنافسية .
وقال العابدي إن ارتفاع أسعار التذاكر خلال المواسم ساهم إلى حد كبير في نشاط السياحة الداخلية حيث تعتبر اسعار تذاكر السفر من أهم مصروفات العائلات خلال البرامج السياحية الخارجية . وقال حسني عبدالهادي مدير عام فندق كارلتون تاور، إن الكثير من العائلات الاماراتية والخليجية باتت تفضل دبي عن غيرها لما تحويه من تنوع كبير في المنتج السياحي، مضيفا أن كثيراً من المقيمين في الإمارات الأخرى أصبحوا يفضلون قضاء إجازاتهم في دبي، لتطور البنية التحتية السياحية التي تغنيهم عن السفر إلى الخارج .
وأوضح عبدالهادي أن أسعار الغرف الفندقية أصبحت مغرية جداً مقارنة بالأسعار في المرافق السياحة في الخارج، متوقعاً أن تشهد الفنادق انتعاشا في فترة الأعياد نهاية العام الجاري مؤكدا أن هناك باقة من العروض للعائلات والأفراد على حد سواء على أسعار الغرف الفندقية أو على أسعار المطاعم .
وأضاف عبدالهادي أن القطاع السياحي يتمتع بمجموعة من العناصر ساهمت في نمو السياحة الداخلية منها ارتفاع أسعار تذاكر السفر والغرف الفندقية في عدد من الوجهات السياحية خلال المواسم الأمر الذي تسبب في إحجام الكثيرين عن السفر إلى المقاصد الأوروبية التقليدية .
وقال إن المبادرات التي تطلقها الهيئات والدوائر السياحية في الدولة مثل مبادرة استمتع بالمزيد في دبي والجولات الترويجية التي نظمتها هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة والتي تستهدف استقطاب السياح من الخارج وتشجيع السياحة الداخلي ساهم إلى حد كبير في تنشيط السياحة الداخلية .
وقال مدحت برسوم، مدير فندق “كابيتول” في دبي، إن السياحة الداخلية تسهم بحصة تتراوح من 15 – 20% من إشغال الغرف الفندقية في دبي خلال موسم الإجازات القصيرة، خاصة التي ترتبط بالعطلات المدرسية، حيث تنعكس بشكل واضح من حيث استقطاب المزيد من العائلات المحلية والمقيمة مشيرا إلى أن نسبة مساهمة المواطنين في أي فندق تعتمد بشكل كبير على موقع الفندق والخدمات التي يقدمها .
وأكد برسوم، أن السياحة الداخلية باتت من دعائم قطاع الضيافة في دبي نظراً لتمتع الإمارة بخيارات ترفيهية وتجارية تناسب مختلف الأسر من الناحية الاقتصادية والعمرية كذلك . كما أن دبي أصبحت من أفضل الخيارات لهذه الأسر في ظل عدم استقرار العديد من الوجهات السياحية الإقليمية والعربية .
وقال برسوم إن فترة الأعياد من كل عام تعتبر ذروة اشغال القطاع الفندقي وذلك لما تسهم به من تنشيط السياحة الداخلية، إضافة إلى استقطاب السياحة الإقليمية وتحديداً العائلات الخليحية، مشيراً إلى أن السياحة الداخلية والخليجية باتت تعد من أهم روافد الفنادق في فترة الأعياد لما تقدمه من تسهيلات بما في ذلك سرعة توفير الحجوزات وخدمات النقل بين الفندق والشواطئ ومراكز التسوق .