خبراء : على المتداولين بأسواق الإمارات عدم الانسياق وراء المضاربات العنيفة
دعا محللون ماليون المستثمرين الأفراد في أسواق الأسهم المحلية، إلى التعلم من دروس الماضي، وعدم الانسياق للمضاربات العنيفة التي تستهدف تحريك أسعار أسهم بعينها بشكل مبالغ فيه، والتعامل مع التطورات الحادثة في السوق بعقلانية. ووصفوا ما يحدث في أسواق الأسهم من تذبذبات عالية خلال مدى زمني قصير، بحالة تخبط منفرة للمستثمرين، مطالبين الجهات الرقابية بإيقاف التداول لفترة دقائق على الأسهم التي تحقق ارتفاعات أو انخفاضات بالحد الأقصى.
ورأى المدير العام لشركة «ضمان» للاستثمار، وليد الخطيب ـ بحسب “الإمارات اليوم” ـ أن ما يحدث من ارتدادات قوية وتذبذبات حادة في أسعار الأسهم على مدى زمني قصير، أصبح أمراً سلبياً ومنفراً للمستثمرين الحقيقيين، لافتاً إلى أن الهبوط الحاد غير المبرر في أسعار الأسهم، ثم الصعود الحاد وغير المبرر أيضاً، يعكس حالة تخبط تمر بها أسواق الأسهم المحلية.
وقال الخطيب إنه «على الرغم من أن الجميع كان يتوقع أن يحدث تصحيح في أسعار الأسهم، فإن التصحيح لم يكن تدريجياً بالشكل الذي يمنح المستثمرين مجالاً للحركة، بل حدثت انخفاضات في فترة قياسية لم تمكّن السوق من استيعاب ما حدث»، متسائلاً عن الأسباب التي تدفع المستثمرين إلى التخلص من سهم ما عند أدنى سعر، ثم العودة إلى شراء السهم ذاته بعد أيام قليلة، على الرغم من تحقيقه ارتفاعاً بالحد الأقصى (ليمت أب).
وشدد الخطيب على ضرورة أن يتعلم المستثمرون من أخطاء الماضي، وألا ينساقوا لمضاربات عنيفة تستهدف تحريك أسعار أسهم بعينها بشكل مبالغ فيه، ومن دون أي أسس أو مقومات منطقية، مطالباً هيئة الأوراق المالية والسلع وإدارات أسواق الأسهم بالتصدي لحالة التخبط التي تشهدها أسواق الأسهم، التي قد تكون عواقبها وخيمة، حسب تعبيره.
واقترح أن يصدر تشريع أو قرار بإيقاف التداول لفترة دقائق، على الأسهم التي تحقق ارتفاعات أو انخفاضات بالحد الأقصى، على غرار ما هو مطبق في بورصات أخرى، لمنح المستثمرين فرصة للتفكير، واتخاذ القرار الصائب.
كما أشار إلى أهمية أن تخاطب الجهة الرقابية، الشركة التي يتحرك سهمها بشكل مبالغ فيه صعوداً أو هبوطاً خلال فترة إيقاف التداول، لاستيضاح الأمر، والإعلان على شاشات التداول لجميع المستثمرين في الوقت ذاته.
وشدد الخطيب على أهمية تفعيل دور «صانع السوق» خلال الأيام المقبلة، للتصدي لحالة التخبط في أسواق الأسهم.
من جهته، أرجع مدير إدارة الأصول لدى شركة «المال كابيتال»، طارق قاقيش، الارتدادات التي شهدتها أسواق الأسهم المحلية إلى عوامل في مقدمتها أن السوق شهدت عمليات بيع مكثفة بطريقة سريعة ومبالغ فيها، ومن ثم يكون من الطبيعي أن تحدث ارتدادات سريعة وقوية.
وقال إن «من العوامل الأخرى، توقف عمليات (البيع على المكشوف)، و(البيع الجبري) لاستدعاء الهامش، والتي أوجدت تذبذبات عالية في أسعار الأسهم في الفترة الماضية»، منبهاً إلى أن الارتدادات التي حدثت لن تستمر بالحدة ذاتها، إذ يتوقع أن يسير مؤشر السوق في اتجاه عرضي لفترة، وتستقر أسعار الأسهم، ثم تعاود الصعود التدريجي حال الإعلان عن نمو أرباحها خلال النصف الأول من العام الجاري.
ونصح قاقيش المستثمرين بعدم الإفراط في التفاؤل، والتعامل مع التطورات الحادثة في السوق بعقلانية، ودراسة تقييمات الأسهم.
وأشار إلى ضرورة أن يستثمر صغار المستثمرين في أسهم الشركات ذات المراكز المالية القوية، التي تحقق نمواً في أرباحها التشغيلية وليس الدفترية، وكذلك الأسهم التي يتوقعون نمو أرباحها، واستمرارية عائداتها في الفترات المالية اللاحقة، مشدداً على أهمية معرفة أن الأسهم التي ترتفع بشكل سريع تنخفض بشكل سريع أيضاً، فضلاً عن الحرص على تنويع محفظة الأسهم.
بدوره، دعا المحلل المالي في شركة «بايونيرز» للأوراق المالية، محمد عثمان، صغار المستثمرين في أسواق الأسهم المحلية إلى عدم الانسياق للمبالغات التي تتوقع مستويات عالية لمؤشرات الأداء خلال مدى زمني قصير، مؤكداً أن صعود الأسهم في الفترة المقبلة سيكون بشكل متدرج وليس بالحدة ذاتها التي كانت تحدث في الماضي.
وانتقد عثمان اعتماد نسبة كبيرة من المستثمرين على نصائح غير المتخصصين وآراء المحيطين بهم، والاستثمار في الأسهم من دون توافر خبرة وعلم كافيين.