دبي تسعى لتصبح وجهة رائدة على خريطة تجارة التجزئة عالمياً
تسهم مشاريع تطوير مراكز التسوق الجديدة التي أُعلن عنها حديثاً في دبي، وفوز الإمارة باستضافة معرض إكسبو الدولي دبي 2020، في تعزيز مكانة الإمارات كوجهة رائدة على خريطة تجارة التجزئة العالمية، إذ تعد الإمارة أكثر أسواق التجزئة ديناميكية في العالم.بحسب جريدة البيان
وبحسب خبراء دوليين متخصصين في اتجاهات تجارة التجزئة العالمية، فإن السنوات القليلة المقبلة التي ستسبق إقامة معرض إكسبو الدولي دبي 2020 ستكون «حاسمة»، خاصة أن شركات التجزئة ومالكي مراكز التسوق في المنطقة يعكفون حالياً على الاستثمار بقوة في التكنولوجيات الجديدة، وتوظيف كوادر بشرية عالية الكفاءة، والتدريب للمحافظة على معدلات الربحية.
العادات الشرائية
وقال براكاش مينون، المدير التنفيذي لـ«رواد الفكر الشرق الأوسط»، وأحد الخبراء المتخصصين في قطاع تجارة التجزئة العالمي وأنماط سلسلة الإمداد، إن التغييرات الهائلة التي يشهدها قطاع تجارة التجزئة في منطقة الشرق الأوسط كانت حتمية، نتيجة لمجموعة من التغيرات الرئيسة التي طرأت على أساليب وعادات المستهلكين الشرائية، فضلاً عن المنافسة الشديدة بين تجار التجزئة، لتبني استراتيجيات مبتكرة لاستقطاب المستهلكين.
وأشار مينون، في كلمته خلال مؤتمر مستقبل تجارة التجزئة 2014 الذي تستضيفه دبي الخميس، إلى أن فوز دبي باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 أسهم في تسريع وتيرة تطور قطاع تجارة التجزئة في المنطقة التي تمتلك بالفعل قطاع تجزئة مزدهراً.
وقد أدى ذلك إلى دخول المزيد من شركات التجزئة الإقليمية في منافسة محمومة، لتحسين وتطوير بنيتها الأساسية قبل تنظيم معرض إكسبو دبي 2020.
وأضاف: «يشهد العالم الكثير من التغيرات التي يوازيها تغييرات أخرى في بيئات تجارة التجزئة. لم يعد بإمكان شركات تجارة التجزئة تجاهل أنماط الشراء المتغيرة والاكتفاء بعمليات التسويق التقليدية».
نمو السكان
وقد شجعت العديد من العوامل تجار التجزئة في المنطقة على التفكير بشكل مختلف، بما في ذلك الانتشار الكبير لمراكز التسوق الجديدة، ونمو أعداد السكان لا سيما من فئة الشباب، وارتفاع مؤشر القوة الشرائية، ودخول كبرى شركات التجزئة العالمية إلى السوق، إضافة إلى النمو المطرد للناتج المحلي الإجمالي.
وقد سلّطت أعمال مؤتمر مستقبل قطاع تجارة التجزئة 2014 الذي تدعمه دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، على مستويات النجاح التي يشهدها قطاع تجارة التجزئة في منطقة الشرق الأوسط، والعوامل التي تساعد على جذب كبرى الشركات العالمية إلى المنطقة، من خلال توفير منصة للخبراء والمتخصصين في قطاع تجارة التجزئة في منطقة الشرق الأوسط يناقشون خلالها اتجاهات السوق الحالية والمستقبلية، وكيفية الاستفادة منها على الوجه الأمثل.
دبي في الصدارة
وبحسب تقرير نشرته شركة سي بي ريتشارد إليس (CBRE)، المتخصصة بأبحاث السوق في عام 2013 بعنوان «مدى انتشار قطاع تجارة التجزئة العالمي»، جاءت دبي في المركز الثاني ضمن قائمة المدن التي تمتلك أعلى نسبة من شركات التجزئة العالمية بعد لندن التي حلت في المركز الأول.
ويستند هذا التصنيف إلى دراسة استقصائية شملت 323 شركة عالمية كبرى في مجال الملابس والأزياء، وبينت النتائج أن 53.8% من شركات التجزئة الـ174 التي شملتها الدراسة تمتلك حالياً منافذ للبيع في دبي.
سوق ديناميكية
وأشار تقرير آخر نشرته شركة إيه تي كيرني في يونيو 2014 إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواصل إظهار قوة كبيرة كسوق تجزئة ديناميكية مع حلول خمس دول من المنطقة – هي الإمارات والكويت والسعودية وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية – ضمن المراكز 25 الأعلى على مؤشر إيه تي كيرني العالمي لتطور تجارة التجزئة 2014.
وجاءت الإمارات في المركز الرابع مدعومة بتزايد مبيعات التجزئة بنسبة 5% في عام 2013، وتعزيز المبيعات السنوية التي وصلت إلى ما يقارب 66 مليار دولار.
وأضاف أن قطاع تجارة التجزئة شهد معدلات نمو هائلة خلال السنوات الخمس الماضية أكثر مما كان عليه طوال السنوات الـ100 الماضية.
ويعد نشر مبادرات مبتكرة متعددة القنوات من أحدث الاستراتيجيات المستحدثة لتعزيز قطاع تجارة التجزئة، بما في ذلك التسوق في المتجر، والتسوق عبر شبكة الإنترنت، والتسوق من خلال تطبيقات الهواتف المتحركة.
التقنيات
تطور سلوك المستهلكين يتجاوز سرعة تطور العلامات التجارية، فقد أصبح المستهلك أكثر تطلباً وبراعة في استخدام التقنيات التكنولوجية مع إمكانية الوصول إلى المعلومات بشكل مباشر. وستكون التحديات التي ستواجهها شركات تجارة التجزئة متمثلة بكيفية نشر هذه الاستراتيجيات المبتكرة، لتبقى قادرة على المنافسة في السوق الرقمية، واستقطاب جمهورها المستهدف.