نفط وعملات

دول الخليج: الطلب على النفط في الشتاء سينعش السوق العالمي

3286264

 

تزداد بعض دول منظمة أوبك قلقا بشأن انخفاض أسعار النفط وتدعو إلى خفض الامدادات، لكن الأعضاء الخليجيين الأساسيين لا يزالون يراهنون على أن الطلب في الشتاء سينعش السوق، وهو ما يشير إلى أن المنظمة ليست قريبة من اتخاذ خطوات جماعية.بحسب جريدة القبس

وتسلط الآراء المختلفة داخل المنظمة، التي تضم 12 دولة، الضوء على الانقسام بين السعودية وحلفائها من دول الخليج العربية من جهة، وأعضاء آخرين من جهة أخرى، مثل إيران التي تواجه ضغوطا أكبر على الميزانية مع أسعار النفط دون 100 دولار للبرميل.

وقال مندوب إحدى الدول الأفريقية الأعضاء في أوبك «انخفاض الأسعار شيء سيئ حقا، وهو يرجع إلى زيادة الانتاج الأميركي وتباطؤ التعافي الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي وتراجع النمو في الصين».

واضاف «أعتقد أنه ينبغي للاجتماع القادم التصدي للأمر».

وتجتمع «أوبك» في 27 من نوفمبر لتحديد سياسة الانتاج.

وهوت أسعار النفط من 115 دولارا في يونيو إلى أقل من 92 دولارا للبرميل الخميس الماضي، وهو أدنى مستوى في 27 شهرا (أي %20) بعدما خفضت السعودية سعر البيع الرسمي لنفطها، وهو ما أثار القلق في السوق من ان أكبر منتج للخام في أوبك لن تخفض انتاجها.

وقال مصدر آخر مطلع على سياسة أوبك إنه برغم أن السوق ضعيفة حيث يتجاوز المعروض الطلب، فمن السابق لأوانه بشدة أن تفكر «أوبك» في تحرك جماعي لتعزيز الأسعار.

وقال المصدر «القرار الجماعي لأوبك يحتاج الى إشارات واضحة من كل بلد وهذا غير موجود حاليا».

وحتى الآن لم تدع سوى إيران علنا إلى تحرك من «أوبك» لدعم الأسعار. ولا تشعر دول الخليج العربية بالقلق، وهوّن وزير النفط السعودي على ما يبدو من شأن تراجع الأسعار، كما لم يدع المندوبون لدى «أوبك» إلى تحرك لتعزيز الأسعار.

وأظهر مسح لرويترز أن إنتاج أوبك يرتفع، وسجل في سبتمبر أعلى مستوى منذ نوفمبر 2012 بلغ 30.96 مليون برميل يوميا بفعل استمرار تعافي انتاج ليبيا وزيادة انتاج الدول الخليجية.

وهذا أعلى بحوالي مليون برميل يوميا من هدف الانتاج الرسمي لأوبك البالغ 30 مليون برميل يوميا، وأعلى بحوالي مليوني برميل يوميا من توقعات المنظمة لمتوسط الطلب العالمي على نفطها في عام 2015.

ويقول محللون إن خفض الانتاج سيشكل تحديا لأوبك. ولم تخفض المنظمة امداداتها بشكل جماعي منذ الأزمة المالية في عام 2008، كما تفتقر إلى نظام لحصص الانتاج المنفردة لفرض أي اتفاق على خفض الامدادات.

وأثار قرار السعودية بخفض سعر البيع الرسمي لنفطها أحاديث بين التجار حول بدء ظهور حرب تخفيض في الأسعار بين دول منظمة أوبك، إذ ربما تتنافس الدول مع بعضها للحفاظ على حصصها في السوق وسط وفرة الإمدادات وضعف الطلب.

وتقول مصادر نفطية وتجارية في الشرق الأوسط إن هناك الآن مخاطر من انطلاق تسابق لخفض الأسعار، في الوقت الذي يدعو فيه كثير من أعضاء «أوبك» إلى الوحدة في مواجهة إحدى أشد موجات انخفاض الأسعار حدة منذ الأزمة المالية.

وستتابع الأسواق عن كثب الاجتماع القادم لأوبك في نوفمبر لترى ما إذا كانت المنظمة ستقرر خفض إنتاجها أم لا. وواصلت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت تراجعها صوب 90 دولارا للبرميل، وهو مستوى يسبب لكثير من الدول الأعضاء في أوبك – ولمنتجين كبار آخرين مثل روسيا – عجزا مؤلما في الميزانية.

وأصبحت بعض دول أوبك أكثر قلقا بشأن هبوط الأسعار ودعت إلى خفض الإمدادات، لكن الأعضاء الرئيسيين في منطقة الخليج لا يزالون يراهنون على أن الطلب في فصل الشتاء سينعش السوق.

وقال مراقب لصناعة النفط طلب عدم الكشف عن اسمه «لن يخفض السعوديون الإنتاج إلا إذا كان هذا خفضا جماعيا.. عليهم أن يسمعوا أن آخرين يقولون ذلك أيضا».

«الأمر يشبه منافسة شريرة لمعرفة من يستطيع الصمود حتى النهاية».

وتراجعت أسعار النفط العالمية 20 في المئة من أعلى مستوياتها في عام فوق 115 دولارا للبرميل في يونيو، حيث ساهم النمو الأسرع من المتوقع في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وعودة إنتاج ليبيا في وفرة إمدادات الخام في السوق.

ونما الطلب أيضا أعلى قليلا من نصف مستوى توقعات الكثيرين في بداية العام، وهو ما دفع البعض للتساؤل حول ما إذا كان هناك تحول هيكلي في السوق أم لا. وأدى متوسط أسعار قرب 110 دولارات للبرميل فيما يزيد على ثلاث سنوات إلى كبح جماح الاستهلاك إضافة إلى تحفيز زيادة الإنتاج.

وخفض العراق ودول أخرى أعضاء في أوبك أسعار البيع الرسمية للنفط مع تراجع خام برنت، رغم أن مستوى الخفض في سعر النفط السعودي لا يزال يمثل مفاجأة لكثير من المراقبين.

وخفضت السعودية سعر خامها العربي الخفيف بأكثر من دولار للبرميل عن الخامات القياسية.

وقال مسؤول رفيع بشركة كبيرة لتجارة النفط «هذا خفض كبير بشكل غير متوقع.. أعتقد أن تخفيضات اضطرارية من جانب أعضاء آخرين في أوبك بفعل المنافسة ربما لعبت دورا».

وقال كارستن فريتش محلل السلع الأولية لدى كومرتس بنك إن خفض الأسعار دفع فوارق سعر الخام السعودي مع أسعار الخامات الأخرى لأدنى مستوى منذ ديسمبر 2008 حينما انهارت أسعار النفط خلال الأزمة المالية.

وأضاف «مثل تلك الإجراءات تؤدي إلى تنامي الشكوك حول استراتيجية أوبك القائمة منذ فترة طويلة بالحرص أولا وقبل كل شيء على استقرار الأسعار.

تستعد أوبك فيما يبدو لحرب أسعار. لذا فإننا لا نتوقع أن تستقر الأسعار حتى يتبدد هذا الانطباع وتعود أوبك لتنسيق التخفيضات في الانتاج».

وقالت بعض المصادر التجارية إن خفض السعر السعودي ربما يكون مجرد رد فعل للأوضاع في السوق وليس تغيرا رسميا في سياسة الإنتاج، رغم أن أكبر بلد مصدر للخام في العالم أبقى إمدادات الأسواق العالمية مستقرة إلى مرتفعة قليلا في سبتمبر.

وقال سداد الحسيني، وهو مسؤول تنفيذي كبير سابق في أرامكو «يوجد ضعف في الطلب لأسباب موسمية، وأعتقد أن استراتيجية التسويق لأرامكو تتمثل في التعامل مع الاتجاه النزولي بخفض الأسعار للحفاظ على حصة المملكة في السوق».

والسعودية والإمارات والكويت في وضع أفضل لمواجهة فترة من انخفاض الأسعار مقارنة مع أي دولة أخرى في أوبك أو مع منتج كبير للنفط بعدما حققت فوائض كبيرة في ميزانياتها لأعوام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى