الاخبار الاقتصادية

قراءة أولية في استقالة “بلاتر” وتأثيرها على قطر وروسيا

4122620_1024

 

 

 

 

اتخذ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر قراراً مفاجئاً بتقديم استقالته، غداة التحقيق في ملفات فساد قد يكون بلاتر متورطاً فيها.

وأشارت صحف أمريكية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي والمدعي العام الأمريكي يحققان مع بلاتر دون أن يكون في وضع المتهم، ولم يتسن التأكد من هذه المعلومات من مصادر أخرى.

وأعلن بلاتر في زيوريخ عزمه تقديم الاستقالة، وجاء ذلك بعد ستة أيام من اعتقال الشرطة السويسرية العديد من المسؤولين في الفيفا، على خلفية اتهامات بالفساد، وبطلب من القضاء الأمريكي.

ويقول بلاتر: “رغم إقدام أعضاء الفيفا على منحي ولاية جديدة وإعادة انتخابي كرئيس، فإنه لا يبدو أن هناك تأييد من كل شخص في العالم، بدءاً من المشجعين والنوادي واللاعبين، أولئك الذين يبعثون الروح في عالم كرة القدم، ولهذا أدعو إلى مؤتمر خارق للعادة لتقديم استقالتي”.

وقال بلاتر إن الاتحاد الدولي لكرة القدم يحتاج إلى إصلاحات عميقة، وأضاف: “إذا كان هناك أحد يُجري تحقيقاُ، فمن حقه أن يقوم به بالطريقة السليمة وكما هو معمول به وفق قوانين دولية. ليس لدي أدنى قلق بخصوص ذلك ولا بشخصي”.

وقد قوبل قرار إعلان بلاتر تقديم استقالته بترحاب العديد من رؤساء الاتحادات الدولية والقارية للعبة واعتبره كثيرون إيجابياً.

وقال مسؤلو الرياضة في أوروبا إنها خطوة مهمة لكن الفيفا بحاجة لتغييرات أعمق.

وقال تييري برايار الوزير المنتدب للرياضة في فرنسا: “بعيداً عن الناس يجب إجراء إصلاحات هيكلية.”

واقتربت التحقيقات من بلاتر إلى حد كبير أمس الثلاثاء عندما نفى الفيفا تورط ذراعه الأيمن جيروم فالك الأمين العام للاتحاد الدولي في معاملات مصرفية بقيمة عشرة ملايين دولار هي محور تحقيقات أمريكية في قضية رشوة متعلقة بمنح حق تنظيم كأس العالم 2010 لجنوب إفريقيا.

وفي الوقت نفسه نشر خطاب إلى فالك من الاتحاد الجنوب إفريقي لكرة القدم يوضح المعاملة.

وبعد ساعات قليلة، دعا الفيفا لعقد المؤتمر الصحفي الطارئ وأعلن بلاتر – الذي أصبح أميناً عاماً للفيفا في

1981 ثم رئيسه بعد 17 عاما أخرى – استقالته.

وقالت ابنة بلاتر المستقيل من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لصحيفة سويسرية يوم الأربعاء إن قرار والدها بترك منصبه لا يتعلق بأي مزاعم تدور من حوله.

ونقلت صحيفة “بليك السويسرية” عن كورين بلاتر أندنماتن قولها: “قراره لا يتعلق تماماً وعلى الإطلاق بأي مزاعم تدور من حوله.”

وصدم بلاتر العالم الكروي يوم الثلاثاء بعدما قال إنه سيترك منصبه كرئيس للفيفا في أعقاب فضيحة فساد طالت مسؤولي الاتحاد.

وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن رئيس لجنة التدقيق في الاتحاد دومينيكو سكالا قال أمس الثلاثاء أن المؤتمر الاستثنائي سيعقد بين ديسمبر 2015 ومارس 2016 لانتخاب رئيس جديد للاتحاد.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مصدر أمريكي قال: “إن لائحة الاتهام تؤكد أن مسؤول بارز في الفيفا، في إشارة إلي فالك، قد أجرى معاملات مصرفية قيمتها 10 ملايين بهدف منح جنوب أفريقيا شرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2010، وهي محور تحقيق رشوة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم”.

ويقول الادعاء الأمريكي إن الغرض من الرشى كان التأثير على نتائج التصويت على حق استضافة الدورات الكروية كدورة كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا ودورة كأس أمريكا في الولايات المتحدة عام 2016.

وعلى خلفية هذه الأزمة، أعد موقع i100 التابع لصحيفة إندبندنت البريطانية تقريراً عن القضية على شكل أسئلة وأجوبة، تناول فيه القضية وانعكاساتها على عدد من القضايا، والذي جاء كالتالي:

س: لماذا هذه الاعتقالات الآن؟

ج: ﻷن عدد كافي من الأشخاص المهمين تجمعوا في مكان واحد، زيوريخ، ولم يكن لتلك الفرصة أن تتوافر لفترة طويلة.

س: لماذا هناك تحقيقان منفصلان؟

ج: يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي منذ سنوات في قضايا الاحتيال والفساد بالفيفا، وساعد في هذه التحقيقات تشاك بليزر، وهو عضو “فاسد” باللجنة التنفيذية للفيفا سابقا تحول إلى مخبر للـ”إف بي آي”.

وتتعلق تحقيقات “إف بي آي” وطلباته تسليم المتورطين في القضية بمعاملات سواء مع بنوك أو شركات أمريكية، ولها علاقة على وجه الحصر تقريبا بأفراد يتمركزون في الأمريكتين ولهم صلات مالية بالولايات المتحدة.

وعلى صعيد منفصل، هناك تحقيق سويسري في فساد يتعلق بملفي تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في 2018 و2022، والذين فاز بهما كل من روسيا وقطر على الترتيب.

وقد بدأ هذا التحقيق عندما استدعى اتحاد الفيفا نفسه الشرطة في نوفمبر الماضي، والآن يقول محققون سويسريون إنهم وجدوا دليلا على أن هذه العملية شابها غسيل أموال.

س: هل سيتم انتخاب سيب بلاتر كرئيس للفيفا لفترة ولاية جديدة في انتخابات غدٍ الجمعة؟

ج: بلاشك، نعم، فالفيفا يحتفظ بوضعه كطرف “متضرر” في التحقيق السويسري، وكان الاتحاد نفسه هو من بادر باستدعاء الشرطة.

هل سيتم تجريد روسيا وقطر من شرف تنظيم المونديال؟

ج: من الممكن ذلك نظرياً، لكنه مستبعد، فالتحقيق الذي أجراه الفيفا نفسه خلص في نوفمبر الماضي إلى أنه ليست هناك أدلة كافية على الفساد بالدرجة التي تلزم بإعادة إجراء العملية.

وأشارت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إلى الزلزال الذي هز أركان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بعد قيام الشرطة السويسرية بإلقاء القبض على أعضاء في الاتحاد متهمين بالتورط في قضايا فساد، وقالت إن القبض على العديد من مسئولي المؤسسة، لن يحول دون إعادة انتخاب بلاتر على رأس المنظمة حيث كان الفساد “ممنهجاً”.

ولصحيفة “لاكسبريس”، أكد تيري جرانتيركو، الخبير المتخصص في القانون الرياضي والمحامي لدى المفوضية اﻷوروبية واﻷمم المتحدة، أن تنظيم كأس العالم 2022 يمكن أن يسحب من قطر، على خلفية التحقيقات التي تجريها سويسرا حالياً مع مسئولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

ووجهت الصحيفة الفرنسية سؤالاً لجرانتيركو حول إمكانية أن تؤدي هذه الفضيحة إلى سحب كأس العالم 2022 من قطر؟ فرد باﻹيجاب.

وقال الخبير الفرنسي: هذا سؤال جيد، نعم يمكن أن يحدث ذالك إذا عثر على وقائع فساد بشأن هذا اﻷمر خلال التحقيقات.

وأضاف: “إذا ثبت أن اﻹجراءات التي منحت من خلالها قطر حق تنظيم المونديال يتخللها فساد سيعاد التصويت، كما هو الحال إذا اكتشف الفساد في عقد عام منح لجهة ما”.

وأوضح: “صحيح أن لوائح الفيفا غامضة للغاية، لكن تفسيرها سيؤدي إلى تنظيم تصويت جديد في النهاية، خاصة أنه يبقى على مونديال 2022 سبع سنوات وهناك متسع من الوقت على عكس مونديال روسيا المقرر في 2018”.

وأشار تقرير لـ “QNB” أن استثمارات كأس العالم تخلق فرصاً مختلفة من خلال المشاريع التي تركز على محورين رئيسيين هما البناء، والإدارة وخدمات الدعم. ومن الملاحظ أن مشاريع البناء في قطر ستخلق فرص إيرادات كبيرة (70 إلى 80 مليار دولار أمريكي)، وبذلك فإن عملية إدارة المشاريع المرتبطة بكاس العالم قد تصل إلى الضعف (130-140 مليار دولار أمريكي).

ومن المتوقع أن تصل الاستثمارات الإجمالية للبنية التحتية لكأس العالم إلى ما بين 90 و 110 مليار دولار، إلا أن الاستثمارات المتاحة للقطاع الخاص في قطر هي ما بين الـ 50 إلى 60 مليار دولار أمريكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى