الاسواق المحلية

محللون: التفاؤل باكتتاب “إعمار مولز” يدعم موجة الصعود الحالية بأسواق الأمارات

3248844

 

قال محللون ماليون وفنيون إن الأسهم الإماراتية تعاود استهداف مستوياتها العليا مع بدء تداولاتها الأسبوعية غداً، مدعومة بعودة مستويات السيولة إلى طبيعتها، وتوافر المحفزات المتمثلة في استحقاق الاكتتاب في مجموعة إعمار مولز لمساهمي إعمار العقارية بنهاية تداولات الأربعاء المقبل، مما يبقي النشاط قوياً على سهم إعمار.

وأكد هؤلاء ـ بحسب “الاتحاد” ـ أن أجواء التفاؤل التي خلقها اكتتاب إعمار مولز، من شأنها أن تبقي موجة الصعود الحالية مستمرة للشهر الحالي وحتى انتهاء الشركات من الإعلان عن نتائجها للربع الثالث من العام الحالي.

وحصدت الأسهم المحلية خلال الأسبوع الماضي مكاسب في قيمتها السوقية بلغت 20 مليار درهم، جراء ارتفاع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 2,5% محصلة ارتفاع سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1,4%، وسوق دبي المالي بنسبة 3,8%

وقال محمد علي ياسين، العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية: «إن الأسواق ستظل محافظة على نشاطها، بدعم من اندفاعات إيجابية للاستثمار في الأسهم، بعد الحافز الذي أوجده إعلان طرح مجموعة إعمار مولز للاكتتاب العام، حيث شجعت هذه الخطوة على ضخ المزيد من السيولة التي ظلت طيلة الشهر الماضي غائبة عن الأسواق، بسبب الإجازة الصيفية».

وأضاف: «ما أن ظهرت في الأسواق فرصة استثمارية جيدة، ممثلة في اكتتاب وحدة إعمار للتجزئة، اندفعت السيولة وبشكل كبير للأسواق، واقتصرت في البداية على سهم إعمار، وهذا طبيعي، لكن سرعان من انتقلت إلى بقية الأسهم، التي استفادت من صعود سهم إعمار، والذي عاد بعد فترة طويلة إلى قيادة السوق».

وأفاد بأنه من المتوقع استمرار الحركة الإيجابية التي خلقها سهم إعمار خلال الفترة المقبلة، وستتعاظم مع الاقتراب من بدء إعلان الشركات عن نتائجها المالية للربع الثالث، والتي ستدعم الأسواق بقوة، في ضوء التوقعات بأن أرباح الشركات خصوصاً البنوك والعقارات ستكون أفضل.

وقال ياسين: «إن سهم إعمار سيظل موضع اهتمام المستثمرين سواء الأفراد أو المؤسساتيين حتى الانتهاء من الطرح الأولى لإعمار مولز»، مضيفاً أن السهم تحرك بقوة، على وقع الفوائد التي ستعود على مساهمي إعمار، بعدما تقرر منحهم الأولوية في الاكتتاب بنهاية تداولات يوم 10 سبتمبر، الأمر الذي استغله المضاربون في تسريع وتيرة صعود السهم، ليصل إلى مستوى 12 درهماً.

كما أفاد بأنه في ظل التوزيعات النقدية التي قررت إعمار توزيعها على مساهميها من حصيلة الاكتتاب، والقيمة المضافة التي ستعود على القيمة الدفترية لسهم إعمار، يصبح السهم هو الأفضل للاستثمار في المرحلة المقبلة، وهو ما يفسر الشراء الاستثماري للسهم.

بيد أنه تساءل في المقابل عن السعر الذي سيتم تحديده للاكتتاب في إعمار مولز، بعدما حددت إعمار طريقة البناء السعري، ليكون السعر الذي سيكون عليه الاكتتاب.

وأضاف أن الأسهم التي طرحت بقيمة اسمية مع علاوة إصدار، لم تصمد تاريخياً أمام تحركات السوق، ولذلك يؤمل في أن تدعم أساسيات شركة إعمار مولز سعر السهم الجديد، مشيراً إلى التحركات السلبية على سهم شركة موانئ دبي العالمية، التي اتبعت طريقة البناء السعري عند طرح أسهم الشركة للاكتتاب العام.

وقال ياسين: «يتعين على مساهمي إعمار، إدراك أن التوزيعات التي سيحصلون عليها من حصيلة الاكتتاب في إعمار مولز، كأرباح نقدية سنوية، ستكون لمرة واحدة ولن تتكرر، وذلك في ضوء المراهنة الجارية بين المستثمرين على سعر سهم إعمار خلال الفترة المقبلة».

وأوضح أن الأسواق المالية في ظل أجواء التفاؤل كثيراً ما تشهد عادة قفزات سعرية قياسية، لكن عادة ما أن تكون أيضاً ارتفاعات آنية، مضيفاً أنه سيكون من الصعب بعد سحب الاكتتاب المرتقب ما لا يقل عن 5 مليارات درهم من الأسواق، إيجاد سيولة إضافية تدعم ليس فقط سهم إعمار بل الأسواق ككل.

وأكد ياسين أن نجاح اكتتاب إعمار مولز من شأنه أن يزيد من قدرة السوق الثانوي على استيعاب الإصدارات الأولية، خصوصاً وأن طريقة الطرح التي اتبعتها إعمار، لن تشكل ضغطاً على سيولة الأسواق، حيث تعتمد في الأساس على السيولة المؤسساتية.

وقال: «إن طرح إعمار مولز سيشجع شركات أخرى ترغب في التحول إلى مساهمة عامة، إلى الإسراع في خطوتها، مدعومة بما تراه من سيولة قوية في الأسواق».

وأفاد بأن من المتوقع ارتفاع أحجام وقيم التداولات في الأسواق خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مقارنة بمستوياتها المتدنية خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس الماضية، الأمر الذي سيمكن الأسواق من الحفاظ على مكاسبها، بل وإن تواصل مسارها الصاعد إلى مستويات قياسية ربما إلى 5600 نقطة لمؤشر سوق دبي المالي.

ومن جانبه أكد المحلل المالي حسام الحسيني، أن الأسواق دخلت مساراً جديداً مع إعلان طرح إعمار مولز، والصعود الذي حققه سهم إعمار، ولحقت به بقية الأسهم القيادية في الأسواق، مما يجعل كسر المؤشر العام لسوق دبي المالي حاجز 5200 نقطة وصولاً إلى 5400 نقطة أمر متوقع وليس صعباً، خصوصاً بعدما اختفت ضغوط البيع، وارتفعت طلبات الشراء.

وأوضح أن الأسواق بانتهاء موسم الصيف وعودة المستثمرين من إجازاتهم، كانت مهيأة تماماً للدخول في موجة صعود، وساعد على ذلك أنها ظلت لثلاثة أسابيع طيلة شهر أغسطس في حالة من الجمود، تماسكت خلالها الأسعار بقوة، وكانت في انتظار دخول سيولة تدفعها للارتفاع، وهو ما حدث بالفعل حتى في الجلسات التي سبقت إعلان طرح إعمار مولز.

وبين أن الصعود الذي شهدته الأسواق الأسبوع الماضي، تم بأخبار أساسية تتعلق بطرح إعمار مولز، وليس بشائعات كما كان يحدث مع سهم أرابتك، الأمر الذي يعتبر شيئاً إيجابياً، مضيفاً أن الإيجابية الثانية، أنه عندما تراجع سهم إعمار بعد جلستين من الصعود، لم يتراجع السوق كما كان يحدث في السابق، بل شاهدنا عمليات تجميع لأسهم قيادية أخرى، مما مكن السوق من العودة لاستكمال صعوده من جديد.

وأفاد الحسيني بأن الأسهم القيادية كافة، سجلت ارتفاعات جيدة، واقتربت من أعلى مستوياتها السعرية وقممها التاريخية، مما يؤهل المؤشر لكسر 5200 -5400 نقطة، موضحاً أن نجاح الأسواق في الحفاظ على مكاسبها وكسر نقاط تاريخية، سيجبر المستثمرين الذين يترقبون حالة تصحيح للأسواق، على العودة للشراء بمستويات الأسعار الحالية، وربما بأسعار أعلى في الفترة المقبلة.

واتفق مع ياسين أن السيولة لن تنسحب من الأسواق باكتتاب إعمار مولز، بسبب الحصة الكبيرة التي منحت للمؤسسات المالية 70% مقابل 30% للأفراد، مما يعني أن السيولة ستظل موجودة بقوة لدعم المسار الصعودي الحالي للأسواق.

وأكد أن السيولة المحلية وليست سيولة الأجانب، هي التي تقود الموجة الحالية من صعود الأسواق المحلية، موضحاً أن المستثمرين المحليين بدأوا العودة بقوة للأسواق، بعدما قاموا بعمليات تسييل واسعة النطاق خلال موجة التصحيح الأخيرة في يونيو الماضي، والتي استغلها الأجانب في عمليات شراء انتقائية، ساهمت في ارتفاع حصصهم من الأسهم.

وقال: «إن التقييمات الحالية لأسواق الإمارات لا تزال جيدة، على الرغم من الارتفاعات التي سجلتها الأسهم القيادية، مؤكداً أن الارتفاعات مدعومة بمعطيات أساسية تتعلق بأرباح الشركات ومشاريعها المستقبلية، فضلاً عن أننا لا نزال من حيث مكررات الربحية أقل من مستويات تاريخية لأسواق الإمارات».

وبدوره، قال وائل أبومحيسن، مدير عام شركة الأنصاري للأوراق المالية: «إن السيولة التي تدفقت على الأسواق مع عودة المستثمرين من إجازاتهم الصيفية هي التي تقف وراء موجة الصعود الحالية»، متفقاً مع الآراء السابقة في أن اكتتاب إعمار مولز أشعل حماس المستثمرين في اللحاق بالأسواق لاقتناص الفرص الحالية التي ربما لا تتوافر في ظل زيادة التوقعات بين أوساط المستثمرين بأن المؤشرات تتجه إلى تسجيل أرقام قياسية للعام الحالي خلال الفترة المقبلة.

وبين بأن السيولة لم تختف من الأسواق طيلة الفترة الماضية، بل كانت تنتظر الفرصة المناسبة للعودة بقوة، مضيفاً: «ما إن لاحت فرصة جيدة بإعلان شركة إعمار عن طرح وحدتها التابعة إعمار مولز، حتى تدفقت السيولة بقوة على سهم إعمار في البداية، وانتقلت إلى بقية الأسهم القيادية الأخرى».

وأفاد بأن الأسواق دخلت موجة جديدة من الصعود، مدعومة بمحفزات جديدة، ليس فقط اكتتاب إعمار مولز، بل أيضاً إعلانات الشركات عن نتائجها المالية للربع الأول، والتي يتوقع أن تأتي أفضل بكثير من الفترات الفصلية السابقة، مما يبقي النشاط قوياً في الأسواق.

واستبعد أن يؤثر اكتتاب إعمار مولز على حجم السيولة في الأسواق، موضحاً أن شركة إعمار تحسبت لأي تأثيرات سلبية يمكن أن تنعكس على سهمها والأسواق بشكل عام من وراء الاكتتاب، ولذلك خصصت 60% من الاكتتاب للمؤسسات المالية، و30% للمستثمرين، مما يعني أن التأثير على السيولة لن يكون كبيراً.

وقال أبومحيسن: «إن الفترة المقبلة ستشهد أيضاً حركة لأسهم أخرى غير سهم إعمار، سيكون لها الأثر الإيجابي على الأسواق، وفي مقدمتها أسهم أرابتك والدار والاتحاد العقارية ودبي للاستثمار، وهى أسهم استقطبت الفترة الأخيرة تداولات نشطة، وسجلت أسعارها ارتفاعات جيدة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى