محللون: نتائج النصف الأول تدعم موجة الصعود الحالية لأسواق الإمارات
قال محللون ماليون إن التداولات الأفقية التي شهدتها أسواق الأسهم المحلية على مدار أسبوعين كاملين، قد شجعت محافظ وصناديق استثمارية على العودة من جديد للأسواق، الأمر الذي ساهم في موجة صعودية قوية الأسبوع الماضي.
وحصدت الأسواق مكاسب في قيمتها السوقية للأسبوع الثالث على التوالي بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي بقيمة 32 مليار درهم، لترفع مكاسبها في ثلاثة أسابيع إلى 67 مليار درهم.
وأضاف المحللون ـ بحسب “الاتحاد” ـ أن نتائج الشركات للنصف الأول ستدعم موجة الصعود الحالية والتي تأتي بعد مرحلة تداول أفقية عقب موجة التصحيح الحادة في شهر يونيو، وتعاظمت الأسبوع الماضي، مع دخول سيولة كبيرة دفعت الأسعار إلى مستويات قياسية، الأمر الذي مكن المؤشرات الفنية للأسواق من تجاوز العديد من نقاط المقاومة.
وقال المحلل المالي وضاح الطه، إن الارتفاعات التي سجلتها الأسواق في الجلسات الأخيرة ودفعت مؤشر سوق دبي المالي فوق 4800 نقطة، تؤكد على انتهاء موجة التصحيح القاسية التي مرت بها الأسواق، خصوصاً مع استمرار التفاؤل المفرط والذي بمقدوره احتواء عمليات جني الأرباح المتوقعة.
وأضاف أن نتائج الشركات للربع الثاني والتي بدأت الشركات في الاعلان عنها، ستدعم المؤشر في الاستمرار في الصعود خلال الفترة المقبلة، وقبل أن يبدأ الاكتتاب العام في وحدة شركة اعمار لمراكز التسوق والضيافة في شهر سبتمبر، والذي قد يضغط على الأسواق في سحب سيولة للمشاركة في الاكتتاب.
واوضح أن الأسواق تشهد ذات السيناريو الذي شهدته في السابق وتسبب في تفاقم موجة التصحيح، ويتمثل في تركز الحصة الأكبر من التداولات على سهم أرابتك الذي يستحوذ على 50 إلى 60% من التداولات، على الرغم من أن الصورة العامة لم تتغير، وفي ضوء التوقعات أن الشركة لن تعلن عن نتائج استثنائية للربع الثاني تبرر الأداء القوي للسهم، وتخفض المكررات الربحية التي تصل إلى 45 مرة.
وأفاد بان الاندفاع القوي على أسهم محددة يتجاهل كافة الأساسيات التي يجب الارتكان اليها عند اتخاذ القرار الاستثماري، كما يتعين على المستثمر أن يعي تماماً أن الأسهم الأكثر ربحية هي الأكثر مخاطرة.
وبين أن المخاطر تتولد في الأسواق من موجات الارتفاعات التي تطال الأسهم كافة، دون تمييز بين الأسهم التي تستحق الصعود بناءً على أساسيات النتائج وأداء الشركات، وبين الأسهم الضعيفة التي لا تستحق ومكررات ربحيتها مرتفعة، مؤكداً على أهمية إعادة ترتيب مراكز المحافظ الاستثمارية، بناء على عدم تضخم الأسعار ومكررات الربحية المستقبلية.
وقال الطه إن مكررات ربحية الأسواق انخفضت إلى مستويات مقبولة تبرر الارتفاعات الحالية، حيث يتداول سوق دبي المالي قرابة 17 مرة، وسوق أبوظبي للأوراق المالية عند 14 مرة، كما أن مكررات ربحية الكثير من الأسهم القيادية باستثناء سهم أرابتك جيدة للغاية، مما يبرر أي ارتفاعات قد تسجلها هذه الأسهم.
وبين أن نتائج الشركات للنصف الأول، ستبقي الأسواق على نشاطها الحالي، لكن يلاحظ أن التداولات لا تزال على نفس المنوال من تركزها على سهم أو سهمين، حيث يستحوذ سهم أرابتك بمفرده على الحصة الأكبر من التداولات بأكثر من 40% رغم أن مكررات ربحية السهم مرتفعة للغاية وتتجاوز 40 مرة، ولا يوجد مبرر لهذا النشاط القوي للسهم، خصوصاً وأن التوقعات ليست مع نتائج استثنائية للشركة للنصف الأول من العام.
وأضاف:« ما يحدث للسهم غير منطقي على الاطلاق، ويبعث على المخاوف من احتمال تكرار نفس الخطأ والدخول في موجة تصحيح جديد». واوضح الطه أن الاندفاع نحو الدخول على سهم أرابتك، يأتي من تولد انطباع لدى المستثمرين بجاذبية السهم عندما يرون تداولات مكثفة عليه، فيقومون ببيع اسهم اخرى لمصلحة شراء سهم أرابتك، الأمر الذي يوجد خطورة كبيرة على الأسواق.
ووفقا للطه، فإن فك الارتباط بين حركة سوق دبي وسهم أرابتك وارد، لمصلحة أسهم قيادية أخرى، لكن الوزن الممنوح للسهم في مؤشر سوق دبي يتوقع أن يرتفع من 9,8% حالياً إلى قرابة 12% في المراجعة الجديدة للمؤشر، مقابل تراجع الوزن النسبي لأسهم نشطة أخرى مثل سهم بنك دبي الاسلامي ثاني أكبر الأسهم وزناً في السوق بعد سهم إعمار، استناداً إلى التداولات الضخمة التي جرت على سهم أرابتك في النصف الأول من العام.
ومن جانبه، قال وائل أبومحيسن مدير شركة الأنصاري للأوراق المالية، إن الارتفاعات التي سجلتها الأسواق على مدار الأسبوعين الماضيين، وجاءت قياسية في الجلسات الأخيرة، تؤكد على أنها تعافت من موجة الهبوط التي استمرت طيلة الشهر الماضي، وبدأت الثقة تعود تدريجياً وبمستويات جيدة للمستثمرين الذين تشجعوا على الدخول بعمليات شراء كبيرة طالت الأسهم كافة، وإن كانت لا تزال تتركز على سهم شركة أرابتك.
وأضاف أن نتائج الشركات للربع الثاني والتي بدأت الشركات في الافصاح عنها تدريجياً، تعتبر المحفز الأكبر في المرحلة الحالية لدفع الحركة الايجابية للأسواق، كما أنها تدعم موجة ارتفاعات جديدة للأسهم القيادية، خصوصاً البنوك والعقارات التي يتوقع أن تعلن شركاتها عن نسب نمو أعلى من التوقعات.
وأفاد بأن الشائعات التي ستطال أسهم شركات معينة، ستلعب دوراً مؤثراً في حركة الأسواق خلال الفترة المقبلة، سواء ما يتعلق منها بالنتائج أو المشاريع، حيث يتوقع أن يقوم المضاربون باستغلال هذه الشائعات في تحريك أسعار أسهم شركات محددة إلى مستويات أعلى، مضيفاً أن الانخفاضات الحادة التي دفعت الأسهم كافة إلى مستويات متدنية قياسية، شجعت محافظ وصناديق استثمار وكبار مستثمرين على العودة للأسواق عند مستويات سعرية جيدة.
وأوضح أن نوعية المشترين في الوقت الحالي متنوعة، بين صغار المستثمرين الأفراد وكبارهم، ومحافظ وصناديق استثمارية، كما أن الهدف الاستثماري يكاد يكون واحداً، في استغلال الفرص الاستثمارية التي اتاحتها موجة الهبوط الأخيرة في تجميع كميات كبيرة من الأسهم، خصوصاً من قبل المستثمرين الراغبين في الاستثمار على المديين المتوسط والطويل.
وقال أبومحيسن إن أي عمليات جني أرباح متوقعة بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة، يعتبر أمراَ ضرورياً وصحياً للأسواق، بعد الارتفاعات الكبيرة في الجلسات الأخيرة، فضلاً عن أهمية عدم تكرار السيناريوهات السابقة في استمرار الأسواق في صعودها من دون توقف، الأمر الذي يجعل موجات التصحيح اكثر حدة.
وتوقع استمرار حالة الزخم في الأسواق حتي انتهاء الشركات من اعلان نتائجها المالية للنصف الأول منتصف الشهر المقبل، مؤكداً أن النتائج ستظل داعمة للأسواق طيلة هذه الفترة، إلى حين الاقتراب من موعد الاكتتاب العام في وحدة مراكز التسوق والضيافة التابعة لشركة إعمار العقارية في شهر سبتمبر المقبل.
ومن جهته قال أسامة العشري عضو جمعية المحللين الفنيين – بريطانيا إن مؤشر سوق دبي المالي أنهى تداولاته الأسبوع الماضي بشكل جيد قرب حاجز المقاومة النفسى 5000 نقطة، بعدما تجاوز مستوى المقاومة الرئيسي 4778 نقطة، غير أنه وحتى الآن لم يقدم دليلاً حقيقياً على تجاوز الخطر، فمازال يتداول في اتجاه هبوط تاريخي على خرائط اتجاهه للمدى الطويل. وبين أن المؤشر مطالب بتجاوز مستوى المقاومة الحامي لاتجاه الهبوط في المرحلة الحالية عند 5289 بشكل حقيقي، الأمر الذي سيدعم توجهات صعودية جديدة خلال العام الحالي.
وأفاد العشري أن وصول المؤشر الى المستويات الحالية عزز من احتمالات استئناف موجات الصعود، استهدافا لمستويات مقاومة جديدة فوق 5000 نقطة، كما قلل من مخاطر تداوله في مناطق الارتداد المؤقت بعد الهبوط في المستويات من 4239: 4778 نقطة، ولكنه لم ينف استمرار المخاطر حتى الآن.
وأوضح أنه في حال عجز المؤشر عن اختراق مستوى 5289 سيعود إلى التراجع من جديد على المدى المتوسط أو القصير، وسوف يتحقق ذلك بشرطين، الأول فشل المؤشر في تجاوز مستوى المقاومة، والثاني تعرض جديد لمناطق الدعم المعنية بالهبوط بدءاً من مستويات الدعم دون منطقة الدعم الشرعية عند 4500 نقطة، أو الإغلاق قربها في نهاية تداولات الشهر الحالي.
ونصح العشري المستثمرين بعدم بالتسرع أو الإفراط في التفاؤل قبل أن يأتي المؤشر بسبب فني مقنع، لا سيما وأن أسباب صعود المؤشر الى المستويات الحالية من جديد، قد جاء بدعم من سهم أرابتك الذي تشبع شراء على معظم خرائط اتجاهه مما جعله عالي المخاطر.
وأضاف:« لا أعتقد أن تتواصل موجات الصعود غير المبررة فنياً للسهم على المديين القصير أو المتوسط، مع العلم بأن الصعود الأخير لم يخرج عن حيز التصحيح، مما ينذر بشروع السهم من جديد في تبني موجات هبوطية عنيفة خلال تداولات الأسابيع القليلة القادمة، مما سيؤثر سلبا على أداء المؤشر الذي لن يقوى غالبا على تجاوز مستوى المقاومة الحامي لاتجاه هبوطه، مما سيدفعه على الأغلب للتراجع من جديد ولو بشكل مؤقت».
وبدوره، قال المحلل المالي زياد الدباس في تقريره إن الثقة في الاستثمار في الأسهم بدأت تعود من جديد، بعد تعرض هذه الثقة لانتكاسة قوية نتيجه قوة وعمق التصحيح الذي تعرضت له الأسواق وسبب خسائر مؤلمة لعدد كبير من المضاربين والمستثمرين.
وأضاف أن تأخر التصحيح ساهم في مضاعفة الخسائر على أسهم الشركات القياديه والتي ارتفعت أسعارها بنسب قياسيه قبل التصحيح، موضحاً أن عودة الثقة الى الأسواق المالية انعكس على حجم السيولة المتدفقة على الأسواق، كما أن تعويض أسهم الشركات جزء من خسائرها أثناء فتره التصحيح يعود بصفة أساسية الى الثقة في أداء اقتصاد الامارات والذي يتوقع أن يحقق نمواً ملحوظاً.
وقال الدباس إن من المتوقع أن تحقق معظم الشركات المدرجة نمواً ملحوظاً في صافي أرباحها خلال الربع الثاني، حيث يساهم هذا النمو في تحسن جاذبية أسعار أسهم هذه الشركات، مع الأخذ في الإعتبار أن التصحيح القاسي الذي تعرضت له الأسواق ساهم بتوافر فرص استثماريه هامة، رغم ارتفاع الاسعار خلال هذه الفترة.
وبين أن من المتوقع أن تحتل أسواق الإمارات المرتبة الأولى بين أسواق المنطقه في انخفاض متوسط مضاعف أسعارها السوقية، بعد نشر بيانات النصف الأول من العام، وتعديل قيمه المضاعفات استنادا الى هذه النتائج، إضافة الى انخفاض أسعارها السوقية ودورة الانتعاش التي تعيشها القطاعات الاقتصاديه المختلفة، وفي مقدمتها قطاع العقارات والتي يتوقع أن تستمر نحو خمس سنوات.
وأوضح الدباس أن دورة الانتعاش تعزز من اهتمام الاستثمار المؤسسي المحلي والأجنبي في الاستفادة من الفرص التي توفرها، بينما يتوقع أن تبدأ الصناديق الاستثمارية المرتبطة بحركه مؤشرات مورجان ستانلي، في الاستثمار التدريجي في أسواق الإمارات، بعد قيام مؤسسات الاستثمار العالمية ومؤسسات الدراسات والأبحاث، باختيار الفرص الاستثمارية في الأسواق.