نفط وعملات

مسؤول : تعاون “أوبك” مع المنتجين خارج المنظمة السبيل لإعادة توازن أسعار النفط عالمياً

3713216

 

قال عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس وزراء دولة قطر وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط إن أوبك غير قادرة على فعل شيء لدعم الأسعار إذا ما حاولت أن تخفض إنتاجها بمفردها، ما لم تتعاون مع باقي المنتجين خارج المنظمة لإعادة التوازن إلى السوق.

وأضاف إن السوق اليوم أصبح فيها واقع جديد يجب أن يعيه الجميع جيدا. ففي البداية هناك فائض من النفط بدأ يتراكم منذ بداية العام. ويضع العطية في تقديره الشخصي الفائض بنحو مليوني برميل يوميا، أي أعلى بنحو نصف مليون برميل من أعلى تقدير للمصادر المختلفة في السوق وضعف كمية الفائض التي يتوقعها الأمين العام لـ«أوبك» الليبي عبد الله البدري.

أما الأمر الثاني، فهو أن الاقتصاد العالمي بدأ التباطؤ والنمو بمعدلات أقل من المتوقعة بعد فترات طويلة من النمو السريع في الأعوام بين 2002 و2008 قبل أن تتعرض الأسواق للهزة المالية العالمية. وهذا الأمر سيكون له تأثير كبير على الطلب على النفط بدءا من العام المقبل، كما يقول.

أما ثالث المتغيرات التي فرضت واقعا جديدا على السوق، فهو التحولات التي تشهدها الولايات المتحدة والتي نما إنتاج النفط فيها بصورة كبيرة بسبب ما يعرف بالنفط الصخري، وهو ما أدى إلى تراجع واردات الولايات المتحدة من نفط «أوبك»، وقد يؤدي مستقبلا إلى رفع الحظر على تصدير النفط الأميركي الذي دام قرابة 40 عاما.

وأشارة الوكالة أنه قد زاد إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ليصل إلى 9 ملايين برميل يوميا هذا العام، ومن المرجح أن يتجاوز إنتاج أميركا في العام المقبل كلا من روسيا والسعودية لتصبح أكبر منتجة في العالم، بحسب توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية. ويعلق العطية على هذا قائلا: «من كان يتوقع أن يصل إنتاج أميركا إلى هذا الحد؟!! ليس هذا وحسب، بل إنها تصدر الآن قرابة 500 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف المعروف بالمكثفات. هذه تطورات مهمة جدا وكفيلة بالتأثير على السوق».

وبناء على كل هذه الأسباب السابقة، فإن العطية يرى الآن أن «(أوبك) غير قادرة على فعل شيء لدعم الأسعار إذا ما حاولت أن تخفض إنتاجها بمفردها، ما لم تتعاون مع باقي المنتجين خارج (أوبك) مثل النرويج والمكسيك وروسيا لإعادة التوازن إلى السوق».

وتحتاج دول «أوبك» لأن تبقى سعر سلتها في المتوسط عند 105 دولارات هذا العام حتى لا تسجل ميزانيتها أي عجز مالي، بحسب تقديرات نشرتها أول من أمس مؤسسة الاستثمارات البترولية العربية (أبيكورب)، التي تتخذ من الدمام مقرا لها وتمتلكها الدول العربية المصدرة للبترول.

ووفقاً للوكالة، فإن العطية يخشى أن يؤدي عدم اتفاق «أوبك» في الاجتماع المقبل إلى استمرار تراكم الفائض في السوق، وهذا الفائض قد يكبر مع الوقت ويتحول إلى كرة ثلج كبيرة تتدحرج وتكبر يوما بعد يوم وتؤدي في الأخير إلى دخول السوق دورة طويلة من الأسعار المنخفضة كما حدث بين أعوام 1985 و2000.

ومشكلة «أوبك» الأزلية هي ليست في قدرة المنظمة على خفض الإنتاج، بل في البحث عن من سيبدأ تخفيض إنتاجه أولا. وفي حالات قليلة، يتفق الجميع على الخفض كما حدث في اجتماع وهران بالجزائر في عام 2008 وهو الاجتماع الذي حضره العطية، عندما تكسرت الأسعار وهبطت من 147 دولارا في يوليو (تموز) ذلك العام إلى مستويات عند 40 دولارا. وقرر وزراء «أوبك» في ذلك الاجتماع خفض الإنتاج بنحو 4.2 مليون برميل يوميا، وهو أعلى خفض تتخذه في قرار واحد خلال تاريخها.

لكن العطية لا يزال يشعر بالطمأنينة إلى حد ما بخصوص اجتماع المنظمة نظرا إلى وجود صديقه القديم وزير البترول السعودي علي النعيمي، الذي – كما يقول العطية – إنه الرجل الذي يضيف الكثير من العقلانية والهدوء إلى اجتماعات المنظمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى