واشنطن بوست: هبوط سعر النفط صفعة قوية لروسيا أشد من العقوبات الغربية
رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تراجع أسعار النفط، فعل بالكرملين ما لم تستطع العقوبات فعله، ألا وهو فرض إعادة تفكير قاتمة حيال مستقبل الاقتصاد الروسى. وقالت الصحيفة – فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى الأربعاء – إنه مع مرور تسعة أشهر على وصول العلاقات بين الغرب وروسيا إلى أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة، تسبب تراجع أسعار النفط فى ضرر أسرع وأعمق أثرا من العقوبات الغربية التى استهدفت المجالات الرئيسية للاقتصاد الروسى، ويتضح ذلك من تصريحات قادة روس لأول مرة أمس الثلاثاء بأن اقتصادهم فى طريقه نحو الركود فى العام المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أنه فى بلد يقوم فيها الوضع المالى على صادرات النفط والغاز إلى حد كبير، يقلص المشرعون وعود الإنفاق، ويسجل الروبل أدنى مستوياته التاريخية يوميا. ووفقا للصحيفة، فإن هذه الاضطرابات تأتى فى ظل احتمالية استمرار العقوبات الغربية ضد روسيا لسنوات، وهى العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا بعدما قام الكرملين بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية فى مارس الماضى، ومن ثم قامت بتصعيدها فى يوليو الماضى بعدما تم إسقاط طائرة مدنية فوق الأراضى التى يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا فى شرق أوكرانيا. وأوضحت الصحيفة أن العقوبات لم تفعل شيئا يذكر لتغيير السياسات الأساسية التى أرادت استهدافها: حيث لم تظهر موسكو أى نية للتخلى عن شبه جزيرة القرم؛ بل، يقول قادة غربيون إن روسيا صعدت تدخلها بالفعل فى النزاع فى شرق أوكرانيا بعد حزمة العقوبات فى يوليو الماضى. وأفادت واشنطن بوست بأنه على ما يبدو أن أسعار النفط أدت إلى تغيير حسابات السياسة بسرعة أكبر بكثير، ويرجع ذلك جزئيا إلى اعتقاد القادة الروس بأنهم الأكثر تضررا بشكل ملحوظ، نظرا لدور النفط باعتباره شريان الحياة للاقتصاد الروسى. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه مع ارتفاع أسعار الطاقة لسنوات عديدة وتشبع الاقتصاد الروسى بالتدفقات النقدية، ظلت صناعات أخرى مهمشة ومتخلفة، مما يجعل الأمة عرضة بشكل خاص للتأثر مع تعثر النفط.. وتجد أى شركة روسية لديها قروض مقومة بالدولار ولكن أرباحها بالروبل، صعوبة بالغة فى تسديد ديونها، وجعلت العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى على القطاع المالى فى روسيا من الصعب على الشركات اقتراض المزيد. ومن المقرر أن يخاطب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مجلس الشيوخ الروسى اليوم الخميس، ومن المتوقع أن يكشف بوتين على نطاق واسع فى كلمته عن خطط الاقتصادية المحلية للسنوات القادمة.