وفد أمريكي يبحث فرص التعاون الاستثماري مع الشارقة
استقبلت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، مؤخراً، وفداً من أعضاء الكونغرس الأمريكي في اجتماع عقدته في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وذلك في إطار زيارة قام بها الوفد إلى دولة الإمارات بهدف بحث فرص التعاون في مجالي التبادل الثقافي والتعليمي .
وقال مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار: “تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات بعلاقات شراكة وتعاون قائمة منذ أمد بعيد في مجالات الطاقة، وتطوير البنى التحتية، والمباني الخضراء، والفضاء، والأمن الدفاعي، والإعلام، والسياحة، والثقافة، إضافة إلى قطاعي الطب والتعليم اللذين يعتبران الأكثر ازدهاراً في المنطقة .
وتعمقت العلاقة بين الشارقة والولايات المتحدة مع إبرام مذكرة التعاون الأخيرة بين “شروق” وغرفة التجارة الأمريكية، بهدف ترويج الاستثمار، والتجارة، والتعاون التقني والاقتصادي، وتعزيز التصدير، وتبادل زيارات الوفود التجارية بين الولايات المتحدة وإمارة الشارقة” .
ونوه المدير التنفيذي ل ـ”شروق” ـ بحسب “الخليج” ـ إلى أن مذكرة التفاهم تأتي في أعقاب الجولة الترويجية التي قامت بها الشارقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي شهدت مشاركة وفد يعد الأكبر على مستوى الجولات الخارجية للهيئات والمؤسسات القائمة في الشارقة، ضم ممثلين عن أكثر من 20 هيئة ومؤسسة مستقلة .
وأكد السركال الأسس الاقتصادية المتينة للعلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، حيث كشفت بيانات وإحصاءات صدرت عن الحكومة الأمريكية مؤخراً عن أن دولة الإمارات تُعد أحد الشركاء التجاريين الأسرع نمواً للولايات المتحدة الأمريكية، إذ ارتفع حجم التجارة الثنائية الإجمالية بين البلدين من نحو 5 .4 مليار دولار في عام2002 إلى 8 .24 مليار دولار في عام 2012 .
وأشار المدير التنفيذي ل”شروق”، خلال كلمته إلى العوامل المختلفة التي تجعل من الشارقة وجهة استثمارية جذابة للغاية، إلى الأسس المتينة التي تقوم عليها عناصر الجذب الاستثماري في الإمارة، مثل غياب الضرائب، وإعادة تحويل الأرباح بالكامل، والاستقرار الاقتصادي، والبنى التحتية المتميزة .
كما ذكر أن الشارقة تُعتبر قلب الصناعة النابض لدولة الإمارات، حيث يتواجد في الإمارة نحو ثلث النشاطات الصناعية القائمة في الإمارات . وأضاف: “تمتلك الشارقة بنية اقتصادية هي الأكثر تنوعاً في دولة الإمارات، إذ تُسهم القطاعات الاقتصادية المختلفة في الشارقة بما لا يزيد على 20% من إجمالي الناتج المحلي للإمارة، ما يعني أن الإمارة في وضع مثالي كمركز مالي استراتيجي” .
واغتنم أعضاء الكونغرس الأمريكي الفرصة خلال فعاليات المؤتمر لاستيضاح عدد من القضايا، حيث تم طرح العديد من المواضيع، تضمنت التساؤل عن مدى استدامة سياسة الإعفاء الضريبي في الإمارة، ومدى توافر العمالة، وكفاءتها، ومستوى مهاراتها .
وفي تعليق لها حول القاعدة البشرية المتوافرة في دولة الإمارات، أشارت الدكتورة ندى مرتضى صباح، نائبة المدير لشؤون التطوير وعلاقات الخريجين في الجامعة الأمريكية بالشارقة، إلى أن القطاع التعليمي في الشارقة شهد نمواً كبيراً منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة .
وقالت إن دولة الإمارات لم تكن تحتوي عند تأسيسها على أي مؤسسة تعليمٍ عالٍ، فيما تنعم اليوم بقطاع تعليمٍ عالٍ مزدهر ويتمتع بمكانة مرموقة، وتحظى الشارقة بدور ريادي على هذا الصعيد .
وأضافت أن الفضل في الخطوات الهائلة التي أنجزتها إمارة الشارقة في قطاع التعليم يعود في المقام الأول إلى القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أولى هذا القطاع اهتماماً خاصاً باعتباره رجل علم وفكر وثقافة ومعرفة .
وأفادت الدكتورة ندى بأنه وبفضل جودة مخرجات التعليم في الشارقة، فإن الإمارة لا تفتقر إلى العناصر البشرية المؤهلة ذات القدرات والمهارات العالية والتي يمكن للشركات المحلية والاجنبية الاستعانة بها عند اختيار كوادرها .