الاسواق المحلية

محللون: توقعات بنشاط قوي للأسواق الإماراتية عقب إجازة العيد

3277774

 

أكد خبراء في أسواق المال المحلية أن الأسهم ستخرج من حركتها الأفقية، لتشهد نشاطاً قوياً خلال تداولات الأسبوع الحالي وعقب إجازة عيد الأضحى المبارك، بعد أن تمكنت من التماسك فوق مستويات الحواجز النفسية عند 5000 نقطة لمؤشرات كلا السوقين، طوال الأسابيع الماضية.

وأوضحوا ـ وفقا لـ “الاتحاد” ـ أن غالبية المستثمرين استمروا بالاحتفاظ بأسهمهم عند مستويات أسعارها الحالية، في حين قام بعضهم بإعادة بناء مراكز استثمارية جديدة، بشكل تدريجي خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما يشير إلى أن السوق على أعتاب الدخول في مرحلة جديدة من النشاط، لا سيما أن العديد من الأسهم القيادية نجحت في اختبار حواجز الدعم، وهي تتداول قريبة من مستويات سعرية، تمثل حواجز المقاومة النفسية التي سيمنح اختراقها قوة دعم كبيرة للسوق والتداولات.

وقالوا: إن الاكتتابات الأولية، وحالة الترقب، دفعت مؤشرات الأسعار في السوق الثانوية إلى التذبذب بشكل عام، ومع أنها في المحصلة النهائية لتداولات الأسبوع، سجلت انخفاضاً طفيفاً، لكنها لم تؤثر بشكل كبير على الأسعار السوقية للشركات المدرجة في الأسواق، إذ أن التصحيح الطفيف للأسعار يعتبر إيجابياً، ويمكن القول إن الأسواق استمرت بالتماسك.

وقال وضاح الطه الخبير المالي: «إن التداولات ظلت خلال الأسبوع الماضي تتحرك ضمن قيم تداول يومية، تعتبر منخفضة نسبياً، لكنه توقع أن يتجه السوق نحو تداولات متفائلة وأكثر إيجابية خلال المرحلة المقبلة».

وأضاف: «إن تماسك مؤشرات الأسعار للأسواق المحلية فوق حاجز 5000 نقطة يعتبر مؤشراً إيجابياً ومقبولاً للمستثمرين والمتعاملين بالأسهم في السوق المحلية».

ولفت إلى أن بدء التداول على أسهم شركة «إعمار مولز» وإعادة الفائض من السيولة التي ذهبت للاكتتاب إلى التداول في سوق المال سيمنح أسواق المال مؤشرات إيجابية أفضل.

وتوقع الطه أن تشهد حركة التعاملات في أسواق المال المحلية اتجاهات أفضل نحو الصعود خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين، والخروج من مرحلة الحركة الأفقية التي خيمت عليها حتى الآن.

وأشار إلى أن هناك عوامل جيوسياسية أثرت على حركة الأسواق المالية في المنطقة، ومنها الأسواق المحلية، لكن الأسواق استوعبت التأثير منذ البداية، ويمكن القول: «إن المتعاملين في السوق من المستثمرين والمحافظ المحلية تجاوزوا تلك التأثيرات، لكنَّ مديري المحافظ الأجنبية عادة ما يكونوا أكثر حذراً بالدخول إلى الأسواق المالية في المنطقة حتى يطمئنوا».

وقال: «إن مديري المحافظ الأجنبية المستثمرة في الأسهم المحلية أو في أسواق المنطقة قد يحتاجون إلى بعض الوقت لكي يطمئنوا».

وأكد الطه أن التداولات على أسهم قطاع البنوك في السوق المحلية خلال الأيام القليلة الماضية، ساهم بشكل ملموس في دعم تماسك أسواق المال ومؤشراتها وبقائها، فوق مستويات نفسية إيجابية لدى المستثمرين، ما عزز ثقة المتعاملين بمستويات أسعار الأسهم التي يحتفظون بها في محافظهم الاستثمارية.

ومن جانبه، قال فادي الغطيس المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ثنك للدراسات المالية»: «إن الأسواق خلال الأسبوع الماضي، كانت سلبية نسبياً، نتيجة للارتفاعات التي سجلتها في الأسبوع الذي سبقه، ولذلك كان لابد من حركة تصحيح نسبي للأسعار، ومع ذلك فإن الأسواق تعتبر إيجابية وتتحرك منذ نهاية يونيو الماضي ضمن معدل ارتفاع وسطي ثابت، تمكنت من الحفاظ عليه على الرغم من أنها تتذبذب نسبياً، وهذا طبيعي في حركة أسواق المال».

من جهته، قال جمال عجاج، مدير عام مركز الشرهان للأسهم والسندات: «إن الأسواق تتحرك بشكل أفقي تقريباً منذ أسبوعين، وأنه لا يوجد أي عوامل تؤثر على حركة التداولات في السوق، في هذه الفترة، بانتظار نتائج الربع الثالث».

وتوقع عجاج أن تتلقى أسواق المال المحلية دعماً إيجابياً من عودة السيولة عقب الانتهاء من الاكتتابات، وكذلك نتيجة إدراج أسهم إعمار مولز، بعد أن أدرجت أسهم شركة ماركة.

وأشار عجاج إلى أن معظم المؤشرات تعتبر مطمئنة لأسواق المال، لا سيما في ما يتعلق بالنتائج المالية للشركات في الربع الثالث.

وتصدر سهم شركة ماركة، في أول إطلالة له بسوق دبي المالي، مشهد التداولات أمس الأول، بصعوده المتواصل خلال الجلسة ووصوله إلى مستوى الدرهمين، بمكاسب بلغت 100%، وذلك قبل أن يقلص مكاسبه عند الإغلاق إلى 59%، نتيجة انحسار مستوى السيولة.

واعتبر مدير شركة ضمان للأوراق المالية وليد الخطيب، أن إغلاق سهم ماركة بمكاسب قدرها 59% في أول يوم تداول على السهم، أمر جيداً وصحي، لافتاً إلى أن تقليص السهم لمكاسبه التي بلغت 100% يتيح فرصاً أخرى للدخول مجدداً على السهم الذي ما زال محل اختبار بالنسبة لكثير من المستثمرين الجديد، لاسيما وأن الشركة حديثة التأسيس، ولم تشهد نشاطاً فعلياً في القطاع الذي تنشط به، الأمر الذي يوفر فرصاً مستقبلية للارتفاع، تواكب عمليات النمو المتوقع في أعمال الشركة.

ولفت الخطيب إلى أن جلسة الخميس شهدت نوعاً من تحول السيولة إلى أسهم أخرى، خاصة القيادية كسهم إعمار العقارية ودبي الإسلامي وأرابتك، مما يعكس عمليات تمركز جديدة للمستثمرين في هذه الأسهم التي ستشكل اللاعب الرئيس في السوق خلال الفترة المقبلة.

أوضح أن تراجع مستوى السيولة لا يعني عدم توافرها، كما يعتقد البعض نتيجة الاكتتاب في إعمار مولز، فالسيولة متوافرة، لكنها تتردد في الدخول في هذه المرحلة التي يتحرك فيها المؤشر العام في نطاق أفقي منذ فترة، وتفضل الترقب والانتظار لاقتناص الفرص المناسبة للدخول، ويتوقع أن يحدث ذلك على المـدى القصير مـع إدراج سهم إعمار مولز في الثاني من أكتوبـر المقبل وما سيتبعـه من توزيعـات استثنائية للمساهمين في إعمار العقارية كما أعلنت الشركة، فضـلاً عن الـدخـول في فتـرة إعلان نتائج الشركات للربع الثالـث، والمتـوقـع أن تبدأ في النصف الثاني من شـهر أكتوبـر.

واعتبر الخطيب أن بقاء المؤشر العام لسوق دبي من دون مستوى 5100 نقطة، وتسجيل الأسهم القيادية لمستويات سعرية منخفضة خلال الأسبوع قبل الماضي، دفع الكثير من المستثمرين للحذر من مخاوف الهبوط، انتظاراً لتحديد النقطة المناسبة للدخول عند مستويات سعرية مغرية، مشيراً إلى أن شهية المستثمرين ما زالت مرتفعة، وأن السيولة الكامنة تترقب الوقت المناسب لاقتناص الفرص.

بدوره، قال إياد البريقي، مدير التداول في شركة الأنصاري للخدمات المالية: «إن الأسبوعين الماضيين شهدا عملية تجميع هادئة عند مستويات الأسعار الحالية، متوقعاً أن تشهد الأسهم موجة صعود قوية خلال الربع الثالث مدعومة بعودة السيولة من اكتتاب إعمار مولز».

و أغلقت شركة اعمار مولز، «مساهمة عامة قيد التأسيس» الخميس، الاكتتاب في شريحة المؤسسات الاستثمارية المؤهلة، بعد يومين من إغلاق شريحة الأفراد، لتبدأ البنوك في عملية تحديد السعر النهائي للسهم ضمن النطاق السعري الذي تم إعلانه مع بدء الاكتتاب في 14 سبتمبر الحالي، والذي تراوح بين 2,50 و2,90 درهم للسهم.

وتشير تقديرات مصادر مصرفية إلى جمع الطرح أكثر من 40 مليار درهم في شريحة الأفراد التي شكلت نسبة 30% من الطرح العام لـ 15,4% من رأس مال مجموعة اعمار مولز، والتي تعادل ملياري سهم، كما توقعت المصادر أن تصل نسبة التخصيص إلى 4,3%.

ووفقاً لجدول الاكتتاب، تقوم البنوك التي تدير الاكتتاب بمعالجة طلبات الاكتتاب بالنسبة لشريحة الأفراد من إغلاق الاكتتاب في الشريحة وحتى 28 سبتمبر، وبالنسبة لشريحة المؤسسات الاستثمارية المؤهلة بعد إغلاق الاكتتاب في هذه الشريحة وحتى 29 سبتمبر، لتعلن الشركة رسمياً عن التخصيص واسترداد الأموال الفائضة والعوائد الناجمة عنها في اليوم ذاته، يعقبها دعوة المستثمرين الذين تم تخصيص أسهم لهم لحضور الجمعية التأسيسية العمومية للشركة في يوم الثلاثاء 30 سبتمبر، ثم إدراج الأسهم في سوق دبي المالي للتداول بتاريخ الثاني من أكتوبر المقبل.

وقال البريقـي: «إن الأمـوال الفائضـة التي ستدخـل بقـوة لأسواق الأسـهم المحلية ستساهم في زيادة النشاط في الأسواق».

وتابع أن ذلك يتزامن مع محفزات أخرى، أهمها نتائج الربع الثالث للشركات المساهمة العامة المدرجة، والتي يتوقع أن تأتي أعلى من التوقعات، لتستقطب بالتالي سيولة جديدة خاصة مؤسساتية.

وأشار إلى أن المستثمرين لجأوا خلال الأسبوع الماضي إلى إعادة التمركز على الأسهم القيادية، منوهاً إلى أن الأجانب يواصلون الشراء لأسبوعين متتاليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى