الاسواق المحلية

خبراء: المؤثرات السلبية الخارجية سبب هبوط الأسهم الإماراتية رغم وجود محفزات محلية

3292394

 

قال المحلل المالي عميد كنعان، إن مجموعة من العوامل السلبية الخارجية تراكمت خلال الأيام الماضية، وألقت بظلال قاتمة على الأسواق العالمية، ودفعت المستثمرين إلى عمليات بيع عشوائي خلال جلسة الأمس.بحسب جريدة الاتحاد

وأوضح أن أبرز هذه العوامل تمثل في التراجعات الحادة في الأسواق الأميركية، والمخاوف المتنامية بشأن الاقتصاد العالمي مع الارتفاع الحاد للدولار والهبوط القياسي لأسعار النفط، فضلاً عن الأداء السلبي للسوق السعودي بعد استئناف التداول في أعقاب عطلة عيد الأضحى، بالإضافة كذلك إلى تأثر الأسواق بالتراجعات التي تشهدها الأسواق الناشئة منذ أكثر من 15 جلسة على التوالي.
وقال كنعان، إن التأثر البالغ بالمؤثرات السلبية الخارجية رغم وجود العديد من المحفزات المحلية الداخلية مثل توزيعات أرباح «إعمار» ونتائج الشركات وقوة الاقتصاد، تعكس التغير الحاصل في قواعد الاستثمار في الأسهم بعد الترقية على مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الناشئة ودخول المؤسسات الاستثمارية والصناديق العالمية للأسواق المحلية.

ووفي المقابل، عزا جمال عجاج مدير مركز الشرهان للأسهم والسندات الهبوط الحاد للسوق أمس إلى عمليات التداول بالهامش على معظم الأسهم، واكبت التراجعات الحادة في الأسواق العالمية والخليجية.

وبالعودة لجلسة أمس، فقد هوت أسعار الأسهم إلى قاع جديد، مواصلة بذلك تراجعها للجلسة الرابعة على التوالي عقب استئناف التداولات بعد عطلة عيد الأضحى، ولكن بوتيرة أسرع من سابقتها بعدما أنهت التداولات على انخفاض قاسٍ للمؤشر هو الأعلى منذ فترة التصحيح العنيفة التي شهدتها السوق في بداية يونيو الماضي، الأمر الذي زاد من مخاوف المتعاملين، ودفعهم إلى هروب جماعي والتخلص من أسهمهم وما أن بدأت عملية البيع بسعر السوق حتى زادت حدة خسائر المؤشر العام، حيث بلغت أكثر من 7% قبل أن تعود إلى تقليص خسائرها في نهاية الجلسة عند 6,5%، ليهبط إلى مستوى 4169 نقطة، بخسارة 322,29 نقطة، وهو أدنى مستوي له منذ جلسة 24 يوليو الماضي.

وقال المدير العام مركز الشرهان للأسهم والسندات، إن التراجعات الحادة لسوق دبي جاءت مفاجئة، ومخالفة لكل التوقعات، وذلك بعدما شهد موجة بيع قوية على معظم الأسهم، وعزا تلك التراجعات إلى هبوط الأسواق العالمية، بالإضافة إلى ارتفاع حدة الأحداث الجيوسياسية بالمنطقة والتي بعادتها تؤثر على الأسواق بشكل عام.

وقال وائل أبو محيسن، المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للخدمات المالية: إن التأثر بالأسواق الخارجية مبالغ فيه، من المحافظ الأجنبية، لأن الأسواق الخارجية منخفضة، وإعمار لم توضح آي صورة حول التوزيعات، إضافة إلى بيع الأفراد بشكل كبير، لكن النزول نتيجة عدم قدرة السوق على تجاوز حواجز معينة أعطى انطباعا أنه لا بد من تصحيح للأسعار، لكنه لم يكن متوقعا بهذه السرعة، في جلسة واحدة.

وأضاف: إن عدم تمكن السوق من كسر حواجز معينة، دفع المضاربين لتحريك السوق، عبر عملية جني أرباح، أدت لنزول حاد، ويتوقع مقابلها أن يكون هناك ارتفاع حاد.

وقال: إن الأسواق المحلية أصبحت حساسة جدا للتطورات في الأسواق العالمية نتيجة زيادة حصة المحافظ الأجنبية في الأسواق المحلية، وبالتالي ربط حركة السيولة واحتياجات المحافظ الأجنبية في الأسواق العالمية، مع استثماراتها في السوق المحلية، ما يدفعها للتعامل مع السوق المحلية وفق حاجتها للسيولة، ووفقا لحركة الأسواق العالمية، وهي بذلك لا تأخذ بعين الاعتبار آية عوامل إيجابية أو سلبية محلية.

من جهته، قال فادي غطيس محلل مالي، إن الأسواق تأثرت بالأسواق العالمية والأخبار السلبية والدليل أن أسواق المنطقة، جميعها تراجعت، لكن السوق المحلية تأثرت بنسبة أكثر نتيجة عملية المضاربة، وبسبب عدم وجود عمق كبير للسوق، ونظرا لأن المؤشر العام للأسعار مبني على عدد محدود من الأسهم، إضافة إلى وجود عدد من المضاربين ثقيلي الوزن القادرين على التأثير على حركة التداول.

وأضاف: إن معظم الاستثمارات في السوق هي لأفراد وهم يتحركون بشكل عاطفي بدلا أن تكون قرارتهم مبنية على دراسة وبالتالي هذا يؤدي إلى تذبذب أعلى للأسعار في السوق.

وأوضح أن المحافظ الأجنبية بدأت تبيع منذ آخر أسبوعين لكن بشكل تدريجي، وللأسف فإن الكثير من المحافظ الأجنبية «غير العربية» تعتمد المضاربة وليس الاستثمار طويل الأجل، وهم البائعون اليوم.

وقال: إن السوق سجل أمس أكبر تصحيح في يوم واحد منذ 6 مارس 2012 آي في سنتين ونصف.

وقال: هذا التصحيح كبير، لكن يتوقع أن يستمر التصحيح إلى مستويات تتجاوز نسبة 5٪ إضافية، وفقا للتحليل الفني.

وأوضح أن الإعلان عن توزيعات «إعمار» لم يأت في إطار واضح، حيث أن القرار معلن عنه سابقا، لكن كان هناك خشية، حول تاريخ التوزيع وهو الأمر الذي كان ينتظره المتعاملون، لكن الإعلان لم يتضمن أي توضيح وهذا دفع سهم إعمار للهبوط اليوم.

وأضاف: «هناك مستثمرون أجانب غير عرب يؤثرن على السوق نتيجة حركة الأسواق العالمية».

إلى ذلك، قال قال وضاح الطه، محلل مالي: إن الأسواق المحلية تتأثر في حال غياب المحفزات الداخلية بالأسواق العالمية، وخاصة بعد ترقية الأسواق المحلية إلى مؤشرات الأسواق الناشئة، الأمر الذي أصبح ينعكس على المؤشرات المحلية، ثم أن إعلان إعمار لم يكن واضحا، بخصوص تحديد موعد للجمعية العمومية، ما ترك الباب مفتوحا للتوقعات.

وقال: الانخفاض مبالغ فيه وناتج عن ارتباك المتداولين وهي موجة جماعية.

ولفت إلى أن الإعلان الصادر عن «إعمار » كان يجب أن يتضمن صياغة واضحة، من حيث الدعوة لجمعية عمومية، خاصة أنه ليس هناك دعوة وليس الوقت الآن لانعقاد جمعيات عمومية، والإعلان غامض، ولذلك أدى ذلك لانخفاض ناتج عن عدم الوضح في الإعلان، وترك الباب مفتوحا للتكهنات حول التوزيعات وتأخيرها أو تجزئتها أو حول صاحب الأحقية، وجميعها توقعات أسهمت بالغموض.

وأضاف: المسألة ليست إن كان هناك توزيعات أم لا، وإنما الآلية التي سيتم بموجبها التوزيع، كما أن عدم وضوح مسألة الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية وعدم وضوح آليات التوزيع أدت إلى ضبابية.

وقال: تاريخيا أسواق المال المحلية تتأثر بالأسواق العالمية، نتيجة فجوة معلوماتية حول الإعلان عن النتائج والمحفزات المحلية، يلتفت المتعاملون إلى الأسواق الخارجية وخاصة الأميركية، وهذا الأداء لم يقتصر على أسواق المال المحلية وإنما كان خليجيا عاما.

وأضاف: حركة مدراء المحافظ الأجنبية، لاتجاه البيع، كان نتيجة مرجعيتهم للأسواق العالمية وهي أسواقهم الأم، وسلوكهم كان رد فعل لتلك الأسواق، والمحفز المحلي الوحيد كان إعلان إعمار بالتوزيعات، لكنه كان غامضا، ولكن الانخفاض كان مبالغا فيه بكل المقاييس، خاصة أن الأسعار في السوق المحلي لم يكن مبالغ فيها.

من جهته، قال جمال عجاج، مدير عام مركز الشرهان للأسهم، كان أمس معظم المتعاملين متحمسين إلى الشراء، لكن ما حصل كان مفاجئا، والعروض كانت كبيرة ومنذ الصباح كانت الأسهم معروضة بأسعار أقل من المتوقع، وحجم البيع زاد، لأن بعض الأسعار انخفضت إلى مستويات الحد الأدنى المسموح به في يوم واحد ما دفع بعض شركات الوساطة لبيع أسهم لعملائها بهدف تغطية الهامش بحسب اتفاقات موقعة مسبقا مع المتعاملين، وهذا أدى إلى مزيد من الانخفاض، بالإضافة إلى محافظ أجنبية قامت بالبيع، وتبعتها محافظ محلية لتقليص الخسائر، وسط توقعات خيمت على المتعاملين بإمكانية استمرار التراجع، ولكن لا يوجد آي سبب محلي حقيقي يدفع للهبوط ويدفع المتعاملين للخشية من مستويات الأسعار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى