تقرير: أسواق النفط تنتظر قدرة أوبك في التأثير على العرض والطلب
قال تقرير اقتصادي متخصص ان طبيعة الادوار للاعبين الرئيسيين تختلف لدى أسواق الطاقة، حيث تستأثر الدول المستهلكة السيطرة على مسار أسواق النفط تارة، وتسيطر الدول المنتجة عليها تارة أخرى، وبين هذا وذاك تزدحم أسواق الطاقة بالمؤثرات السلبية والايجابية وبغض النظر اذا كان هناك علاقة لهذه المؤثرات بمسار أسواق النفط ام لا، والجدير ذكره هنا ان للأطراف الفاعلة لدى أسواق النفط والطاقة أهمية لدعم استقرار الاسواق في حالات الارتفاع الكبيرة وفي حالات التراجع المستمر وصولا الى مستويات خطرة من الاسعار على المنتجين أولا وعلى المستوردين ثانيا، ذلك ان انخفاض الاسعار الى ما دون نقاط التعادل أو الاسعار ذات الهامش الايجابي للمنتجين سيحرم الدول المستوردة من الحصول على مشتقات الطاقة بالأسعار المناسبة وبالكميات المطلوبة للحفاظ على استقرار اقتصادياتها ونموها المستهدف.
وأشار التقرير الأسبوعي لشركة نفط الهلال والمنشور في “النهار” إلى انخفاض اسعار نفط برنت ونايمكس الى ما دون 90 دولار للبرميل وصولا الى 86.7 و84.39 دولارا للبرميل، في حين لم تشهد أسواق النفط تحركات نوعية ملموسة ذات تأثير مباشر على أسواق الطاقة لتوقف التراجع المستمر على أسعار النفط أو تهدئة الاسواق من خلال تحديد الاسباب الحقيقة الكامنة وراء الانخفاض المسجل حتى اللحظة، مع الاخذ بعين الاعتبار اختلاف قدرة تأثر الدول الاعضاء في اوبك والمنتجين من خارجها، عند المستوى الحالي للأسعار.
والجدير ذكره هنا ان الاسعار السائدة لا تنحصر في قدرة الدول المنتجة على تحقيق فوائض عند المستوى الحالي للأسعار، ذلك ان أسعار النفط تعكس قيم الاصول والاستثمارات الضخمة المستثمرة وقيم الثروات المتاحة للأجيال الحالية والقادمة، وتمثل أيضا حجم الفائض منها للانفاق على مشاريع التنمية وتنويع مصادر الدخل وبالتالي فان الكلف الحقيقية للنفط تتعدى المستوى الحالي بكثير اذا ما اضفنا جميع العوامل ذات العلاقة على مؤشر الاسعار السائدة.
وعند المستوى الحالي من الضبابية وعدم الوضوح لدى أسواق النفط، فان أسباب الانخفاض كافة أصبحت مقبولة سواء كان لها علاقة أم لا، حيث يتم الحديث عن المخزونات وارتفاع الانتاج والامدادات لدى الاسواق تارة، وعن ضعف الطلب العالمي على الرغم من توقع تحسن نمو الاقتصاد العالمي في نهاية العام الحالي واقتراب فصل الشتاء تارة اخرى، ويستخدم في كثير من الاحيان عامل عدم الاستقرار والتوترات الجيوسياسية والى الاكتشافات الأميركية وقوة وضعف الدولار الأميركي، وذلك في اطار البحث عن أسباب دون جدوى، يذكر هنا ان المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، قد ابلغت أعضاء أوبك أنها قامت برفع انتاجها من الخام خلال سبتمبر الماضي بواقع 100 ألف برميل يوميا وصولا الى 9.7 ملايين برميل يوميا.
ويسود الاعتقاد حاليا، ان جدوى تحديد سقوف انتاجية للدول الاعضاء في أوبك قد يصبح دون جدوى اذا لم تتفق جميع الدول المنتجة للنفط حول العالم على سقوف عليا وقيعان سعرية دنيا للنفط، فيما ستتراجع القدرة على التأثير على الساحة النفطية عندما يتجاوز انتاج تلك الدول ما ينتجه أعضاء أوبك مجتمعين، واذا قمنا باضافة الانتاج الأميركي من الصخر الزيتي وامكانية السماح بالتصدير دون سقوف وحصص سنكون أمام مشهد غاية في الخطورة على المنتجين الحاليين الاعضاء، ويمكننا القول بأن أسعار النفط لم ولن تخضع لآليات العرض والطلب السائدة، فيما تسيطر عليها المضاربات العشوائية في غالب الاحيان وبالتالي فان الوقت قد حان لايجاد صيغ وآليات لتداول النفط بعيدا عن الحصص والسقوف وبشكل يضمن الحدود الدنيا من الحصص لجميع المنتجين وبالوقت نفسه أسعار مناسبة لجميع الاطراف وفي جميع الظروف.