تقرير : انخفاض أسعار النفط وراء هبوط ايرادات الشركات العالمية
قال تقرير صادر عن الشركة الكويتية الصينية الاستثمارية اليوم ان بيانات ادارة معلومات الطاقة الأمريكية اظهرت أن أسعار النفط المنخفضة قد انعكست في انخفاض تدفق الأموال من العمليات في الشركات الكبرى وكان السبب الرئيسي وراء ذلك على مستوى النفقات التي بلغت 100 مليار دولار وكانت أعلى بكثير من الايرادات النقدية.
واضاف التقرير الذي حصلت عليه “مباشر” ان الشركات الكبرى توجهت الى الدين بسبب انخفاض أسعار الفائدة والأهم من ذلك أن أسعار الاستكشاف والتنقيب للنفط الصخري أصبحت أكثر كلفة لأن الموارد المتوفرة بسهولة تم تنقيبها وما يتم استكشافه اليوم هي موارد أكثر صعوبة للتنقيب.
وذكر التقرير الى ان لتغطية هذه التكاليف العالية تتوجه الشركات الى بيع أصولها أواتخاذ ديون اضافية مما أدى الى تدهور حالة هذه الشراكات خلال الصيف حين انخفض سعر البرنت بنسبة 20 في المئة من 110 دولار في يوليو الى 87 دولار اليوم.
وعن حال الشركات العاملة رئيسيا في مجال النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة اوضح التقرير ان وضعها أكثر تعقيدا لعدة أسباب أولها ان أسعار النفط هناك أقل من مستوى الأسعار العالمية.
كما اشار التقرير الى ان الفرق ازداد بين سعر خام غرب تكساس والسعر العالمي للبرنت ليزداد من فرق دولار أو دولارين عادة الى نحو 7 الى 8 دولار اضافة الى صفقات بيع النفط الذي يتم انتاجه من أكبر حقل للنفط الصخري في الولايات المتحدة بأسعار أقل من سعر خام غرب تكساس ما يزيد الضغوطات على ايرادات الشركات.
وبين ان السبب الاخر يتصل بتكلفة الانتاج التي تزيد بوتيرة أسرع في الولايات المتحدة رغم تراجع بعض التكاليف مثل ضخ الرمل والماء والمواد الكيماوية الا ان اجمالي تنقيب النفط الصخري أصبح أكثر كلفة.
وحسب ادارة معلومات الطاقة الأمريكية افاد بارتفاع تكاليف الأبستريم (استكشاف وتنقيب وانتاج) بنسبة 12 % بين اعوام 2000 و 2012 بسبب ارتفاع أسعار التنقيب وزيادة عمق المياه (التنقيب في البحار) وأيضا زيادة تكاليف تكنولوجيا المسح الزلزالي.
وبذلك اكد التقرير ان أي مشروع نفطي كبير لم يتمكن خلال السنوات الثلاثة من تحقيق تعادل بين التكلفة والايرادات عند سعر 80 دولار للنفط.
واستنادا الى صحيفة (الوول ستريت جورنال) قال التقرير ان أكبر 20 شركة أمريكية أنفقت نحو 30 مليار دولار أكثر في 2012 و 11.5 مليار دولار أكثر في 2013 مما حققته من تدفقات نقدية واستطاعت بعض من هذه الشركات التي تمتلك عمليات عالمية من تغطية تكاليفها وتحقيق ايرادات ايجابية.
واضاف ان العامل الثالث الذي يؤثر بالولايات المتحدة هو أن الحقلين الرئيسين للنفط الصخري وهما (باكين) و (ايجل فورد) يشهدان انخفاضا حادا في معدلات الانتاج من منصات الانتاج الحالية اذ انخفضت معدلات الانتاج الى ما بين 70 ألف و110 ألف برميل في اليوم.
وتطرق التقرير الى حاجة جزء كبير من العالم للمحافظة على أسعار النفط عند حد أدنى ناقلا عن صحيفة (ذي جارديين) وعن شركة (كاربون تراكير) المتخصصة في معلومات وتحاليل الطاقة تأكيدها على أن شركات النفط التزمت بأكثر من تريليون دولار في العشر سنوات المقبلة لتطوير مشاريع.
وقال ان تلك الشركات وفق هذا الالتزام ستحتاج الى أن يكون سعر برميل النفط أكثر من 95 دولارا حتى ترى هذه المشاريع النور ولتكون أيضا مجدية.
واوضح أن استراتيجية السعودية في ابقاء مستوى الانتاج عاليا والأسعار منخفضة قد تكون الأنفع في تقليص الانتاج العالمي ودفع الأسعار الى ما كانت عليه على المدى الطويل.