رأى صندوق النقد الدولى فى مذكرة نشرها أمس الأربعاء، قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين أن تراجع أسعار النفط قد “يحفز” الاقتصاد العالمى ويدعم انتعاشا لا يزال “غير متساو” وخاضع للمخاطر الجيوسياسية. وكتب صندوق النقد الدولى أنه “حتى لو أن الوقت ما زال مبكرا لتحديد العوامل المؤثرة على العرض والطلب، إلا أن التراجع الكبير فى أسعار النفط مؤخرا قد يحفز النمو العالمى إذا ما استمر، مع بقاء الظروف الأخرى على ما هى”. وتسجل أسعار النفط تراجعا كبيرا منذ سبتمبر وأقفلت أمس، فى لندن على أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات حيث هبطت إلى 80,38 دولارا للبرميل. وساد التوجه نفسه فى نيويورك حيث أغلق النفط على أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات. غير أن صندوق النقد لفت فى مذكرته الصادرة قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين يومى السبت والأحد فى بريزبين بأستراليا إلى أن تراجع أسعار النفط، هو سيف ذو حدين يلحق الضرر بالدول التى تعتمد على صادراتها النفطية والتى تسجل أساسا تباطؤا فى النمو، وعلى الأخص روسيا. وحذر التقرير بأن “أسعار النفط المتدنية ستنعكس بشكل مختلف عبر العالم، فتخفف الضغط على مستوردى النفط، لكنها ستطرح مخاطر جديدة على الدول المنتجة”. وجاء فى الوثيقة “لا تزال هناك مخاطر محتملة على ارتباط بالتوترات الجيوسياسية وبتصحيحات إضافية فى الأسواق المالية ونسبة التضخم المتدنية فى بعض الاقتصاديات المتطورة، وإمكانات النمو المنخفضة فى العالم، والانكماش فى بعض الاقتصاديات المتقدمة، وعودة السياسة النقدية الأمريكية إلى نهجها الطبيعى”. وعلى صعيد آخر جدد الصندوق تشخيصه لانتعاش الاقتصاد العالمى “غير المتساوى”، ولا سيما فى منطقة اليورو، وحول المخاطر المرتبطة بالنزاع فى أوكرانيا وانعدام الاستقرار المالى. ودعا صندوق النقد الدولى قادة منطقة اليورو إلى “التحرك” حول مسألة الديون المصرفية المشكوك فى تحصيلها التى ظهرت على ضوء اختبارات الإجهاد المالى التى أجريت على المصارف فى المنطقة. وكان وزير الخزانة الأمريكى جاكوب ليو شدد الضغط على القادة الأوروبيين الأربعاء تمهيدا لانعقاد القمة، منتقدا “سياسات الوضع القائم”، ومحذرا من أن “العالم لا يمكنه أن يتحمل عقدا أوروبيا ضائعا”. وقال فى كلمة ألقاها إنه لا يمكن للعالم “الاعتماد على الولايات المتحدة لتسجيل نمو سريع يعوض عن النمو الضعيف فى اقتصاديات عالمية كبرى”.
