خبراء: البنوك الإماراتية أصبحت تشكل منافساً قوياً لمصارف نيويورك وسنغافورة
أكّد خبراء في الموارد البشرية أن القطاع المصرفي في الدولة أصبح أكثر القطاعات جذباً للكفاءات العالمية يليه القطاع التعليمي والأكاديمي، وأن المصارف العاملة في الدولة أصبحت تشكل منافساً قوياً لمصارف نيويورك وسنغافورة (سنغافورة بالتحديد) في استقطاب الموظفين الراغبين في اكتساب خبرات دولية، بفضل نوعية الحياة الجيدة في الإمارات، لافتين إلى أن رواتب التنفيذيين في البنوك تقترب من بعضها على مستوى المنطقة والعالم.
وأشار الخبراء وبحسب جريدة «البيان الاقتصادي» إلى أن 80 % من موظفي المصارف يتم استقطابهم من السوق المحلي الثري بالكفاءات المتخصصة وأن الخدمات المصرفية الاستثمارية احتلت المرتبة الأولى في عدد الشواغر في القطاع المصرفي، يليها خدمات المصرفية للأفراد فإدارة الثروات وأخيراً إدارة الأصول والتأمين، مع وجود طلب قوي على موظفي الامتثال وإدارات المخاطر خصوصاً في ظل الضوابط والقوانين الدولية التي تحكم الصناعة المصرفية والتي أصبحت أكثر صرامة.
استقطاب المواهب
وقال سهيل المصري نائب رئيس المبيعات في بيت دوت كوم ان قطاع المصارف والأموال يعد من المجالات الأكثر جاذبية في الإمارات من حيث استقطاب أفضل المواهب بنسبة 37 % وذلك بحسب دراسة لمؤشر فرص العمل أجرتها بيت.كوم في فبراير الماضي.
مشيراً إلى أن الخدمات المصرفية الاستثمارية احتلت المرتبة الأولى في عدد الشواغر في القطاع المصرفي، تلتها الخدمات المصرفية للأفراد فإدارة الثروات وأخيراً إدارة الأصول والتأمين.
وأضاف: « هنالك زيادة واضحة في عدد الوظائف المُعلن عنها.
في الواقع، يتطلع عدد كبير من أصحاب العمل من جميع المجالات المهنية لتوظيف مهنيين في كافة المستويات المهنية بدءا من المستوى المبتدئ ووصولاً الى الإدارة الوسطى والمتقدمة.
وقد تزامن ذلك مع الرغبة التي أبداها عدد مهم من المهنيين بالانتقال للعمل في المصارف في الدولة ودول الخليج».
مواصفات
ولفت إلى أن تمتع المرشح بمهارات تواصل جيدة في الدرجة الاولى، والقدرة على التحدث باللغتين الإنجليزية والعربية، بالإضافة الى تمتعه بالثقة والنزاهة هي من أهم المواصفات التي يبحث عنها أصحاب العمل الذين يرغبون بالتوظيف في القطاع المصرفي إلى جانب امتلاك المرشح القدرة على العمل ضمن فريق والتعاون مع الآخرين بالإضافة الى كونهم مرنين من حيث التعامل.
تغيرات
وأشار المصري إلى أن المنطقة تشهد تغيرات كبيرة على الصعيد المهني وتظهر هذه التغيرات من خلال المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل واتجاهات التوظيف وغيرها من العوامل.
فأكثر المؤهلات المرغوبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الوقت الراهن هي في مجالات إدارة الأعمال، وذلك بحسب 23 % من المجيبين على الاستطلاع الذي أجراه بيت.كوم مؤخراً.
كما تعتبر مجالات التجارة (22 %)، والإدارة (21 %)، وعلوم الحاسوب (21 %)، والهندسة (20 %) مرغوبة أيضاً. وتفضل الشركات الموظِّفة في دولة الإمارات بشكل خاص المرشحين الذين يتمتعون بمؤهلات في مجال التجارة (24 %).
وأشار المصري إلى أنه يوجد على موقع بيت.كوم حالياً أكثر من 154,000 باحث عن عمل مسجل من مواطني الدولة، وهو رقم يعتبر قياسياً عند مقارنته بعدد السكان من المهنيين الباحثين عن عمل الذين هم في سن العمل.
وبالنسبة لمسألة توافر المواهب وسهولة عملية التوظيف للمواطنين، اظهر استبيان بيت.كوم حول التوطين في دول مجلس التعاون الخليجي في أبريل الماضي أن حوالي نصف المستطلعين (52٪) أشاروا الى أنه من السهل على أصحاب العمل ايجاد المواهب الوطنية.
فضلاً عن ذلك، وبالمقارنة مع الوافدين، يرى المشاركون في الاستبيان أن المواطنين يحصلون على رواتب أعلى (46٪)، وعلى المزيد من الدعم الحكومي (23٪)، وتتم ترقيتهم بشكل أسرع (11٪). بالمقابل، أفاد 11٪ فقط أن المواهب المحلية تحصل على رواتب أقل من نظرائها الوافدين.
مجالات
وأظــــهر استــطلاع أجراه بيت.كـــوم حول «أفضل مجالات العــــمل في منطقة الشرق الأوسط وشــمال إفريقيا» ان الوظائف الحكومية تعتبر الأفضل من حيث الحفاظ على توازن جيد بين العمل والحياة (43 %)، تلتــــها وظائف مجـال النفط والغاز والبتـــروكيماويات (33 %) ثم المصارف والأموال (24 %).
ويعـتقد المشاركون بأن قطاع البناء هو الأكثر إرهاقاً (30 %)، يليه قطاع البنوك (23 %).
وأفاد أن السيدات في الـــدولة يتجهن بشكل أكبر نحـــو قطاع المصارف والأموال بحـــسب 34 % من المشاركين في الاستطلاع، يليه القطاع التعليمي والأكاديمي (33 %).
«طفرة» امتثال
وقالت كلير موترام مدير الامتثال وأمن المعلومات في شركة «باركليز سيمبسون» للموارد البشرية ان سوق توظيف مديري أقسام الامتثال في القطاع المصرفي الإماراتي شهد خلال العامين الماضيين «طفرة» لم تكن من قبل وذلك بسبب سعي المصارف لترتيب صفوفها بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية وهو ما ساهم في تعافي القطاع وعودته إلى تحقيق أرباح جيدة كما نرى اليوم.
وأضافت: «أعتقد أن رواتب مديري أقسام الامتثال في بنوك الدولة كانت أعلى بالمقارنة مع نظرائهم في المنطقة.
ولكن أعتقد أن رواتب التنفيذيين في البنوك تقترب من بعضها على مستوى العالم وليس المنطقة فحسب، بحيث أصبح لدينا مؤشر واضح غير مرتبط بمنطقة معينة بقدر ما هو مرتبط بالمهام الوظيفية، واليوم أصبح الطلب قـــوياً على موظفي الامتثال وإدارات المخاطر لأن الضوابط والقوانين الدولية التي تحكم الصناعة المصرفية أصبحت أكثر صرامة».
ولفتت موترام إلى أن الطلب على مديري الامتثال كان قوياً ومستقراً في العامين الماضيين، مشيرة إلى أن العديد من الشركات في مركز دبي المالي العالمي تقوم بتوظيف أو استبدال موظفي الامتثال من داخل وخارج الإمارات.
7 من 10 شركات توفر عشر فرص عمل جديدة
أظهر مؤشر لفرص العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انه من المتوقع لسوق التوظيف في الدولة أن تشهد انفتاحاً كبيراً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع توقع سبعة من أصل عشر شركات توفير ما يصل إلى 10 فرص عمل جديدة.
وستذهب أغلب هذه الوظائف في الإمارات إلى التنفيذيين المبتدئين (39 %)، ثم التنفيذيين (30 %) والمنسقين (29 %).
ويبحث عدد كبير من الشركات في الإمارات عن موظفي استقبال (16 %)، ومحاسبين (14 %)، ومتخصصين في الموارد البشرية (13 %)، وموظفي سكرتاريا (13 %)، وممثلي خدمة عملاء (13 %)، ومديري مبيعات (13 %) ومساعدين تنفيذيين (13 %). كما أن من 6 الى 8 % من هذه الشركات ترغب بتوظيف مدير عام، أو مدير تنفيذي.
ويظهر استطلاع حول «أفضل مجالات العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» الذي يرصد عدد الشواغر في القطاعات أن قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات قد شهد في العام الماضي نمواً قوياً بنسبة 34 %، يليه القطاع العقاري (22 %) وقطاع المصارف والأموال (21 %).
في حين أن قطاعات السياحة والضيافة (38 %)، والمصارف والأموال (37 %) الأكثر تفضيلاً بالنسبة إلى المواهب في الإمارات.
ويشكل التحسن الواضح في عدد الوظائف التي ستكون متوفرة في خلال الأشهر المقبلة علامة إيجابية لاقتصاد دولة الإمارات بقطاعيه العام والخاص.
وشهدت السنوات الأخيرة زيادة إقليمية من حيث أعداد فرص العمل، وهذا يعد مؤشراً جيداً لنمو المنطقة وتطورها بشكل عام. وفي كل يوم هناك آلاف الوظائف التي يعلن عنها في دولة الإمارات، فضلاً عن آلاف الوظائف التي يتم ملؤها.
تأثير الدومينو
سيكون العام المقبل سيكون واعدا بالنسبة للتوظيف في القطاع المالي في الدولة لا سيما في أقسام الامتثال خصوصاً مع ترقب افتتاح «سوق أبوظبي العالمي» العام المقبل.
وإذا تركّز التوظيف محلياً فإن ذلك قد يحدث تأثير الدومينو في السوق من خلال انتقال الموظفين إلى السوق من مؤسسات محلية وعندها ستضطر الشركات للبحث عن بدائل.
وأصبحت البنوك أكثر بحثاً عن مديرين وموظفين بخبرات محددة كالعمل في قسم الضوابط في بنوك إدارة الثروات تحديداً.
وتثري السوق الإماراتية بالكفاءات المختصة بالضوابط والحوكمة والامتثال، وليس هنالك نقص إلا حين يتطلب البنك تنفيذيين بمهارات أكثر تخصصية، مثل التخصص في قانون الامتثال الضريبي لحسابات الأميركيين”فاتكا”.
الخبرة والكفاءة أبرز التحديات
قالت دونّا بيرنز، رئيسة دائرة الموارد البشرية في بنك كوتس، إن من أهم التحديات التي تواجهه الموارد البشرية في المصارف هي استقطاب موظفين يتمتعون بخبرات وكفاءات عالية في مجال تطبيق الالتزامات، والعمل في ظل سلطات تنظيمية مرموقة محلياً ودولياً، أمثال سلطة الممارسات المالية البريطانية وغيرها.وأضافت أن مصارف إدارة الثروات في الدولة على سبيل المثال تحتاج إلى موظفين يتمتعون بمعرفة أولية بمراكز الحجوزات المتعددة.